الاحتلال الإسرائيلي يقصف الجيّة ويكثّف عدوانه على الجنوب والبقاع نصرة لغزة ولبنان.. المقاومة في العراق تستهدف مواقع للاحتلال قرب غور الأردن وشمال فلسطين حزب الله يعلن رسميا اغتيال القائد العسكري إبراهيم قبيسي في غارة على بيروت لأول مرة .. إطلاق صواريخ من لبنان تجاه تل أبيب الطقس: أجواء صافية وارتفاع طفيف على درجات الحرارة الاحتلال ينصب حواجز عسكرية ويعيق حركة المواطنين شرق قلقيلية المقاومة في العراق: ضربنا بصاروخ ومسيرة أهدافًا حيوية في "إسرائيل" الاحتلال يعتقل 6 مواطنين من سلفيت تواصل غارات الاحتلال على عدة بلدات لبنانية لأول مرة منذ بداية الحرب.. إطلاق صواريخ من لبنان تجاه تل أبيب الصليب الأحمر يتسلم 100 جثمان لشهداء اختطفهم جيش الاحتلال من أنحاء متفرقة بقطاع غزة الشرطة تقبض على شبكة ابتزاز إلكتروني في محافظة نابلس قوات الاحتلال تعتقل فتاة على مدخل بيت لحم الجنوبي وتحتجز آخرين على مدخل الخضر وزراء خارجية مصر والأردن والعراق يحملون إسرائيل مسؤولية التدهور الخطير بالمنطقة سعد: أطلقنا حملة 15 دقيقة إضراب عالمي من أجل عمال فلسطين

عشرات الآلاف بحاجة للسفر.. بعد نجاتهم من الموت.. جرحى غزة يكتوون بنار الحصار ليعودوا إليه

 يكتوي الجرحى الفلسطينيين في قطاع غزة بنار الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم، إذ أنهم يعانون من ويلاته المتمثلة بفقدان الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية، ومعهم من السفر للخارج ليتمكنوا من استكمال علاجهم، بعدما دمر أو أخرج غالبية المستشفيات في القطاع عن العمل. طوال الأشهر الماضية، لم يسمح الاحتلال لأي من المصابين أو المرضى بالسفر خارجًا، رغم انهيار المنظومة الطبية في قطاع غزة، وإخراج 34 مستشفى من أصل 36 عن الخدمة في قطاع غزة نتيجة الاستهداف الإسرائيلي الممنهج، حيث تعمل حاليًا عدد قليل من المستشفيات بشكل جزئي، دون توفر أجهزة طبية وأدوية ومع حالة إنهاك شديد للطواقم الطبية التي بقيت تعمل منذ تسعة أشهر دون راحة. 26 ألف جريح فلسطيني في قطاع غزة بحاجة للسفر للعلاج بالخارج في ظل استمرار العدوان الاسرائيلي على القطاع وسيطرة وإغلاق الاحتلال لكافة معابر القطاع، واستهدافه المستمر للقطاع الصحي بغزة. في اليوم الأخير من الشهر التاسع للعدوان وصل عدد الشهداء في غزة إلى 38 ألفا و98 شخصا، في حين بلغ عدد الجرحى 87 ألفا و705 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهو يعني أن الموت القادم عبر صواريخ ومدافع الاحتلال كان يخترم كل ساعة في غزة ما بين 5 إلى 6 شهداء ويصيب ما بين 13 إلى 14 جريحًا. "مأساة متكاملة".. الجريح محمد عبد الله، يقول إنه يعيش منذ 8 أشهر ويلات الإصابة فهو يتبرز في كيس خارجي يلتصق في جسده، ولم يجد جراحا مختصا ولا أي مستلزمات لإنجاح العملية الجراحية في شمال القطاع. خليل النجار أصيب خلال قصف منزله على رأسه فخرج من تحت الركام بقدم واحدة وأخرى مصابة بعدة كسور وتمزقات وبحاجة إلى العديد من العمليات الجراحية فيها، قال إنه يعاني من قلة العلاج اللازم ومسكنات الآلام هو وأفراد أسرته الجرحى وأنه ينتظر فتح المعبر حتى يتمكن من السفر للعلاج في جمهورية مصر العربية. وأضاف: "الوضع صعب.. المستشفيات لا يوجد بها أي علاجات ولا غيارات للجروح وأنا مهدد بتعفن الجرح بعد نفاذ الغيارات.. نعمل المستحيل حتى نحصل على غيار واحد بالأسبوع والمفروض يوميًا أغير على رجلي". وتابع: "لا أستطيع النوم في الليل من شدة الألم نظرًا لعدم وجود أدوية كافية ولا مسكنات للآلام.. رجلي بدها عظم وتثبيت وعمليات ومع ذلك لا يوجد مسكنات قوية للآلام الشديدة.. وأنا الآن خائف من بتر قدمي الأخرى". تغريد عاشور، والدة طفلة جريحة وناحة في خيمة في منطقة مواصي خانيونس جنوب غرب القطاع، تقول: "ابنتي مصابة ومن المفروض أن تقيم في المستشفى، ولكن لا يوجد مكان ولا سرير فارغ بالمراكز الصحة والمستشفيات ممتلئة لآخر نفس". وأضافت: "الآن لا أجد أي مستشفى ولا مركز صحي يستقبل حالة ابنتي الجريحة، والكل يعتذر لامتلاء الأسرة، والآن نعاني من فقدان غيار الجروح بالنقاط الطبية". وتابعت: "الأطباء بغزة نظرًا لعدم وجود مستلزمات طبية لإجراء عملية زراعة جلد، قاموا بتغطية العظام فقط، والآن أتمنى أن تسافر بنتي للعلاج بالخارج لإجراء عمليات جراحية خاصة موجودة بدول عربية وأوروبية". حالهم كحال عشرات الآلاف من المرضى والجرحى الذين لم يتمكنوا من العلاج في الخارج، نظرا لإغلاق معبر رفح إضافة إلى تخوفهم من المرور عبر الحاجز الإسرائيلي الفاصل بين شطري القطاع. "نداء استغاثة".. وزارة الصحة الفلسطينية، التي تعاني مستشفياتها ومراكزها الصحية من نقص حاد في الادوية والمهمات الطبية الضرورية أطلقت نداء الاستغاثة مرات ومرات للمجتمع العربي والدولي لتتمكن من الاستمرار في تقديم الخدمات الطبية اللازمة لإنقاذ حياة المرضى والمصابين والتي أصبح رصيدها صفرا او أوشكت على النفاذ. وأضافت الوزارة، أن 26 ألف مريض وجريح بحاجة للعلاج بالخارج خلال العدوان ولم يتمكنوا من ذلك، بنسبة تصل إلى 81.5 بالمئة من إجمالي الحالات. وأوضحت أن عدد المرضى والجرحى الذين تمكنوا من السفر للعلاج بالخارج "بلغ نحو 4895 فقط، بنسبة بلغت نحو 19.5 بالمئة من إجمالي أعداد المرضى والجرحى". وناشدت جميع المؤسسات الدولية والأممية والجهات المعنية بسرعة التدخل وتوفير الاحتياجات اللازمة من الأدوية والمهمات الطبية لإنقاذ حياة المرضى والمصابين، بعد منعهم من السفر للعلاج بالخارج. "إعدام جماعي".. ومن جهته، طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان المجتمع الدولي بالضغط الفعال على "إسرائيل" لضمان فتح المعابر والسماح بسفر آلاف المصابين والمرضى في قطاع غزة؛ لإنقاذ حياتهم من موت محقق ينتظرهم مع استمرار منعهم من السفر، وعدم توفر إمكانية علاجهم داخل القطاع بسبب الاستهداف الإسرائيلي المنهجي للقطاع الصحي هناك بالتدمير والحصار، ما أخرج غالبية مكوناته عن الخدمة. وقال المرصد إن "إسرائيل" تواصل حصار جرحى ومرضى غزة وتمنعهم من السفر لتلقي العلاج بعدما دمرت أو أخرجت غالبية المستشفيات في قطاع غزة عن العمل، مؤكدًا أن ذلك سيتسبب بموت أكثر من 26 ألف مصاب ومريض بحاجة إلى تحويل خارجي عاجل لإنقاذ الحياة، إضافة إلى آلاف آخرين بحاجة للسفر من أجل استكمال علاج أو تلقي خدمات صحية ضرورية وتأهيلية غير متوفرة في قطاع غزة. وأشار الأورومتوسطي إلى أنه ومنذ سيطرة جيش الاحتلال على معبر رفح في 7 أيار الماضي وإغلاقه، توقفت حركة سفر الفلسطينيين، بما في ذلك سفر المصابين والمرضى للعلاج في الخارج وفق الآلية المتبعة، والتي كانت تسمح بمرور أعداد قليلة منهم بالسفر بعد إخضاع أسمائهم للفحص الأمني الإسرائيلي التعسفي. وأشار إلى أن "إسرائيل" سمحت بسفر 21 مريضًا مع عدد من ذويهم في 27 حزيران الماضي، عبر معبر "كرم أبو سالم" بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، في حين بقي أكثر من 12 ألف جريح بحاجة للسفر لإنقاذ حياتهم، إضافة إلى 14 ألف مريض، منهم نحو 10 آلاف مريض سرطان والبقية أمراض أخرى خطيرة مهددون بالموت المحدق حال لم يسافروا للعلاج. وقال الأورومتوسطي إن تدمير المستشفيات والمرافق ووسائل النقل الطبية ومنع إدخال الأدوية والأجهزة الطبية وقتل واعتقال الكوادر الطبية يأتي في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي تنفذها "إسرائيل" ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ السابع من تشرين أول 2023، ليتوفى من لم يتم قتله على نحو مباشر من خلال حرمانه من العلاج الضروري. وجدد مطالبته بتدخل دولي عاجل لإقامة مستشفيات ميدانية في شمال غزة، والضغط على "إسرائيل" لوقف هجماتها المتكررة عن المستشفيات التي أخرجتها عن العمل، وضمان سلامة الطواقم الطبية والمرضى والجرحى والنازحين داخلها، وتمكينهم من تلقي العلاج المنقذ للحياة، وضمان تحويل آلاف الحالات الطارئة للعلاج في الخارج.