صندوق النقد: التصعيد في الشرق الأوسط قد تكون له تداعيات اقتصادية خطيرة بهدف رائع.. محمد صلاح يصبح "ملك إفريقيا" في دوري الأبطال بوريس جونسون: نتنياهو زرع جهاز تنصت في الحمام الخاص بمكتبي نتنياهو يجري مشاورات مع قادة الأجهزة الأمنية: إيران ارتكبت خطأ كبيرا وستدفع ثمنه اقتحامات متواصلة للأقصى وتضييقات على المصلين مع بدء الأعياد اليهودية الاحتلال يسلم جريحا اعتقله شرق رام الله الأردن يؤكد دعمه لغوتيريش ويدين أي محاولة تستهدف الانتقاص من دور الأمم المتحدة إصابة 4 مواطنين باعتداء جنود الاحتلال عليهم قرب أريحا إيران تحذر: رد قاسي ومدمر على أي خطوة عدائية من إسرائيل مجزرة بمخيم طولكرم… 18 شهيدا نتيجة قصف الاحتلال لمقهى شعبي مصرع شاب نتيجة حادث سير ذاتي ببلدة الظاهرية الطقس: الحرارة أعلى من معدلها السنوي بحدود 3 درجات 364 يوما من الحرب على قطاع غزة: شهداء بالعشرات ونقص في المساعدات الاحتلال يعتقل 24 مواطنا من بيت أمر والخليل استهداف هاشم صفي الدين - غارات إسرائيلية متتالية على ضاحية بيروت الجنوبية

النزوح المتكرر.. حربٌ أخرى تُزعزع استقرار الغزيين وقد تُكلفهم أرواحهم!

يعيش الفلسطينيون في محافظتي غزة وشمال القطاع، واقعًا مأساويًا للغاية؛ أفرزته الحرب الإسرائيلية الدموية، فهم لا يعرفون طعمًا للاستقرار الآمن في منازلهم منذ 6 شهور، يتنقلون بين البيوت المهجورة وخيِم النازحين ومراكز الإيواء؛ علّهم يجدون ملاذًا آمنًا لأسرهم، في حربٍ أخرى يسمونّها بـ "حرب الميدان".

بدأت معاناة أسرة ميسرة عوض جراء الحرب مبكرًا، بعد أن دمرت طائرات الاحتلال منزلهم الواقع في بيت حانون شمال قطاع غزة، وعقب ذلك نزحت الأم بأطفالها الخمسة من مكان إلى آخر داخل غزة؛ هربًا من نيران الاحتلال وبطشه، رافضةً قرار النزوح إلى الجنوب.

تقول ميسرة لمصدر صحفي إنها "تعيش في حالة كر وفر منذ بداية الحرب، فما أن يستقر بهم الحال في مكانٍ ما، حتى يعصف به القصف والحصار الإسرائيلي من كل جانب، ويُصبح من الصعب البقاء فيه".

وتوضح أنهم إلى جانب آلاف النازحين مكثوا في بداية الحرب بمراكز إيواء تتبع لوكالة "أونروا" غرب مدينة غزة لنحو شهر، ثم خرجوا منها تحت نيران الاحتلال وقذائفه، متجهين نحو المناطق الشرقية على اعتبار أنها "آمنة" في ذلك الوقت.

 

ومن مناطق الشرق إلى الشمال ومن ثم إلى الغرب، فالشمال مجددًا، هكذا تبدو حياة ميسرة، مضيفة: "في حلقة دائرية محفوفة بالمخاطر، نتنقل بأطفالنا وحقائب صغيرة كلّما ازداد الوضع الميداني سوءًا في المكان الذي ننزح إليه وكأنه خلاص كُتب علينا التشريد وويلاته".

وتُشير إلى أنّها في المرة الأخيرة قبل حصار مجمع الشفاء الطبي، كانت تستقر في أحد مراكز الإيواء في محيط المستشفى، وعاشوا حصارًا خانقًا لأيام، قبل أن تتمكن من الهرب تحت كثافة النيران الإسرائيلية والقصف الجوي، متوجهةً صوب شمال المدينة".

 

"وكأن مأساة الحرب والجوع لا تكفي"، بهذه الكلمات تُعبّر ضيفتنا عن قهرها من الحال الذي يحاول الاحتلال فرضه عليهم في مناطق الشمال؛ مردفةً: "قتلونا، قطعوا عنا إمدادات الطعام والماء، وكلما شعروا أننا بدأنا بمحاولة التعايش والاستقرار، قصفونا مرةً أخرى وشردونا (..) أين العالم من هذه المأساة؟".

واقع مؤلم لا يختلف كثيرًا عند إيمان محمد، التي بدأت حديثها مع  بالقول: "عاجزون عن حماية أطفالنا وتوفير ملجأ آمن لهم، ما أن نستقر بمكان يقصفوه، أو يحاصروه، بادعاء ملاحقة المقاومة، والحقيقة أنهم لا يستهدفون سوى المدنيين العُزل".

 

"إيمان" التي تعيل 3 أطفال لوحدها بعد سفر زوجها قبل اندلاع الحرب بأيام، كانت قد نزحت نحو 7 مرات منذ بدء العدوان الدموي، واستقرت أخيرًا في منطقة الجلاء، تصف حياة التنقل والترحال بأنها "صعبة للغاية وشاقة" خاصة حين تكون تحت زنّ طائرات الاستطلاع، والنيران والقصف العشوائي الذي غالبًا ما يُصيبك وأنت تبحث عن ملجأ آمن.

وتسترسل: "بدأت معاناتنا منذ اللحظة الأولى لخروجنا من منزلنا في مخيم الشاطئ غرب غزة، لكن في هذه تزداد صعوبة الأيام؛ بسبب تكالب ويلات الحرب علينا من الجوع والتشريد وعدم الاستقرار".

 

وتنبّه إيمان محمد إلى أنّ أطول فترة استقرار عاشتها العائلة في الحرب، لم تتم الشهرين إذ تتنقل بأطفالها بين فترة وأخرى على امتداد المناطق داخل غزة مشيًا على الأقدام، واصفةً ذلك بـ "حرب الميدان".

وتشعر إيمان بألمٍ شديد حين تجد الخوف ومعاني الشتات والتشريد في عيون أطفالها، ولا تستطيع حمايتهم، أو منحهم الأمان الكافي ليناموا باطمئنان، قائلةً: "في كل رحلة نزوح، لا يتوقف بكاء أطفالي، يشعرون أنها النهاية، وأنّ القذيفة التي أخطأتهم في مرات سابقة، ستُصيبهم هذه المرة، وهذا يشعرني بعجز وقهر".

 

تؤكد أنّ "الاحتلال يتعمد منذ بداية الحرب استهداف المدنيين والأماكن التي يلجؤون إليها، إما بالقصف المباشر، أو بترويع الناس وإرهابهم عبر الحصار، وقصف محيطه؛ لإجبارهم على الإخلاء".

يُذكر أن آلة الحرب الإسرائيلية تواصل عدوانها الشامل على غزة، إذ يستمر الاحتلال بالقصف والتوغل في أنحاء القطاع المحاصر مع تعميق المجاعة في شماله؛ ما أوقع 32 ألفا و623 شهيدا، و75 ألفا و92 مصابا، حتى اليوم الجمعة.