نجم مانشستر يونايتد يعتذر بسبب منشور غير لائق 500 مليون دولار كلفة صدّ الهجوم الإيراني خبير عسكري: الضربة الإيرانية لإسرائيل أعادت التوازن للشرق الأوسط إسرائيل تؤكد: ردّنا على إيران سيكون "جديًا وكبيرًا" وننشغل به معظم وقتنا مقررة أممية: ما يحدث في فلسطين يفوق الإبادة الجماعية الاحتلال دمر (814) مسجدًا و(19) مقبرةً خلال حربه على غزة فتوح: فشل وقف العدوان فضح المجتمع الدولي وأعطى الاحتلال الحافز للاستمرار تعليق قرار إغلاق محطّات الوقود مستشفيات شمال غزة ستخرج عن الخدمة ما لم يتوفر الوقود لبنان: 282 شهيدا حصيلة شهداء قصف الاحتلال على بعلبك والبقاع الأوسط مستوطنون يعتدون على المواطنين في اللبن الغربي قضاء رام الله مسيرة في رام الله استنكارا لجرائم الاحتلال المتواصلة في فلسطين ولبنان وزيرة العمل: تطالب منظمة العمل العربية بدعم عمال فلسطين والانضمام للمنظمة الدولية 8 شهداء بينهم أطفال في قصف للاحتلال على رفح وغزة والبريج مستعمرون يسرقون ثمار زيتون في "خلايل اللوز" جنوب شرق بيت لحم

غزة في أول ايام رمضان .. لا طعام ولا ماء ولا مساجد للصلاة

يخيم الحزن والبؤس على خيام النازحين في قطاع غزة، لا سيما في مدينة رفح التي يتكدّس فيها أكثر من 1.5 مليون مواطن ممن نزحوا جراء القصف الإسرائيلي، ليجدوا أنفسـهم فريسـة الجوع والعطـش حتى في شهر رمضان المبارك.

وقفت ميساء البلبيسي (39 عاما)، من مخيم جباليا للاجئين في شمال غزة، باكية تضرب كفًا بكف وطفلتها الرضيعة بين ذراعيها، أمام خيمة بسيطة محتوياتها بالية تقيم فيها مع زوجها وطفليها في ملعب برقة وسط سوق الشابورة في مخيم رفح.

بدت المرأة المنقّبة المتشحة بالسواد حدادًا على أقاربها والدمار الذي لحق ببيوتهم، حائرة ماذا ستعدّ للإفطار في أول أيام رمضان، وتقول لوكالة "فرانس برس": "حسبي الله ونعم الوكيل، لا يوجد في الخيمة سوى حبة طماطم واحدة مع علبة جبن صغيرة دون أي قطعة خبز".

وتضيف "كل شيء غالٍ، لا نستطيع شراء الخضار، حتى الفاكهة غير موجودة... على السحور تناولنا بضع قطع من لحم المعلبات، فنحن غير قادرين على شراء أي شيء. حتى أبسط وأتفه الحاجات ارتفعت بشكل خيالي...".

وتابعت: "هذه ليست حياة، لا ماء للشرب أو لغسل أيدينا أو طهي الطعام... لغاية الآن لا نعلم ماذا سنفطر. كنا في السابق نشتري حاجيات رمضان قبل أيام. أما الآن حتى الجبنة سعرها خيالي".

ويروي زوجها زكي حسين أبو منصور (63 عاما) كيف "اقتحمت إسرائيل خان يونس" القريبة من رفح وحيث كانا نازحين في فترة أولى، "بدون إنذار. راحت الدبابات تقصف المنازل واستمر القصف فوق رؤوسنا سبع ساعات. بعدها خرجنا بما علينا من ملابس... الحياة هنا صعبة جدا. حتى أنني فقدت 20 كيلوغراما من وزني، وأنا أعاني من السكر والضغط والقلب. نحن غير قادرين على شراء كيلو بندورة...".

ويضيف بحسرة "ملينا الطعام والحياة، والاستشهاد أفضل. أتمنى أن تقصفني الطائرات وأموت أحسن من هذه العيشة".

ويعيش قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل برا وبحرا وجوا، ظروفا إنسانية غاية في الصعوبة، تصل إلى حد المجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود

وتواصل سلطات الاحتلال منع وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، خاصة إلى مناطق الشمال، فيما لا تكفي المساعدات التي تصل إلى جنوب القطاع حاجة المواطنين، خاصة في رفح التي تعتبر آخر ملاذ للنازحين، التي تستضيف رغم ضيق مساحتها المقدرة بنحو 65 كيلومترا مربعا؛ أكثر من 1.4 مليون فلســــطيني.

مساء الأحد، تمكّن نحو 500 مصل من أداء صلاة التراويح في مسجد العودة، وهو الأكبر في رفح، فيما صلّى نحو مئة آخرين قرب مسجد الهدى المدمر في الشابورة، لكن لم يتمّ توزيع الماء والتمور عليهم كما جرت العادة، ولم تتمّ إضاءة فانوس رمضان لانقطاع الكهرباء، واعتمد المصلون على هواتفهم وسط الظلام.

الى جانب ركام مسجد الفاروق في مخيم رفح الذي استهدفته طائرت الاحتلال قبل أسبوعين، مدّ متطوعون اليوم الاثنين حصائر تمهيدا لصلاة التراويح.

لكن مئات آلاف المصلين لن يتمكنوا من أداء هذه الصلاة في مساجد القطاع، بعد أن صارت المئات منها ركاما وأكوام دمار أو لحقت بها أضرار جراء قصف الاحتلال.

وفي حصيلة غير نهائية، ارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 31112 شهيدا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، والإصابات إلى 72760 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

ويخيّم شبح المجاعة على القطاع المحاصر الذي يعاني معظم سكانه من نقص في الماء والطعام والأدوية والوقود، وفق الأمم المتحدة وشهادات السكان.

وأعلنت مصادر طبية عن وفاة ثلاثة أطفال نتيجة سوء التغذية والجفاف، ما يرفع عدد ضحايا المجاعة في قطاع غزة إلى 27 مواطنا.

وخلت سوق رفح من مظاهر الزينة الخاصة برمضان مع فقدان معظم أصناف الطعام والخضروات والحلوى ما عدا بسطات قليلة تعرض بعض القطايف المحشوة بالمكسّرات أو الجبن بسعر يصل إلى 80 شيكلًا (22 دولارًا) للكيلوغرام، وهو ما يفوق قدرة معظم الناس.

في ميدان العودة وسط رفح تعرض بعض البسطات فوانيس صغيرة، ويعرض شبّان معلبات التونة والفول والحمص والجبن وزبدة الفستق وتمورا مصرية اشتروها من نازحين حصلوا عليها كمساعدات، ويعرض آخرون بضعة أرغفة من خبز الصاج المخبوز على موقد حطب.

ويتحدث النازحون بلسان واحد معبّرين عن ألمهم وحزنهم. ويقول جمال الخطيب "لا يوجد أصلا طعام، فكيف سنفطر في رمضان؟ كيف سنفرح ولا مأوى ولا كهرباء ولا ماء؟".

ويقول أحمد خميس (40 عامًا) "لا طعم لرمضان في هذه الحرب القذرة والدموية، حرب إبادة، ولا طعام ولا شراب".

ويصف عوني الكيال (50 عامًا) رمضان بأنه "بدأ حزينا ومتشحاً بالسواد وطعم الموت والدم وأصوات الانفجارات والقصف. سمعت صوت المسحراتي... استيقظت في خيمتي البسيطة وصرت أبكي على حالنا".

ويضيف الكيال "الاحتلال لا يريد لنا أن نفرح برمضان. لا نملك أي طعام للفطور. زوجتي قدّمت للأولاد على السحور بعض الجبنة والفول من المساعدات التي تصلنا وهي قليلة، وخبزا قديما. لم نجد حتى شاي لنعدّه لهم".

وتستذكر آية أبو توهة (16 عاماً) "الحياة الحلوة في رمضان وأجواءه الجميلة... كان كل شيء متوافرًا، الطعام والسلطة والخضار والفاكهة... اليوم لا يوجد سوى دمار... لقد سرقوا منا الحياة".