الاحتلال يطلب تدخلاً لإجراء مفاوضات حول "ملف الأسرى"
كشفت مصادر مصرية عن انفراجة كبيرة قد تشهدها قريبا الازمة الإسرائيلية الفلسطينية الخطيرة الراهنة.
وأوضحت المصادر ان إسرائيل قد أعطت مصر واطراف اخرى الضوء الأخضر للوساطة في ازمة الاسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة للتفاوض حول اطلاق سراح الاسرى المدنيين والعسكريين في ظل الضغوط الداخلية الإسرائيلية وضغوط الراي العام الإسرائيلي على الحكومة الإسرائيلية لسرعة اطلاق سراح الاسرى قبل تعرضهم للقتل بسبب القصف الإسرائيلي العشوائي لقطاع غزة والذي قد يطال أماكن إخفاء الاسرى الإسرائيليين بقطاع غزة كما حدث مع اعلان المقاومة الفلسطينية عن مقتل 50 اسيرا إسرائيليا ومن جنسيات اخرى بسبب القصف الإسرائيلي ما دفع الرأي العام الإسرائيلي للخروج في تظاهرات للضغط على حكومة نتنياهو وكذلك ضغوط الجانب الأمريكي والأوروبي على إسرائيل خشية تعرض رعاياهم الاسرى لقتل ما دفع حكومة إسرائيل لأعطاء الضوء الأخضر لمصر وقطر واطراف اخرى للتفاوض حول أطلاق سراح الاسري الإسرائيليين والأجانب لدى المقاومة الفلسطينية.
وقالت المصادر أن أمريكا وإسرائيل كانتا تسعيان لأطلاق سراح الاسرى دون قيد او شرط أو في مقابل وقف اطلاق النار الا ان المقاومة الفلسطينية رفضت وظلت على رفضها حتى اليوم وأبدت فقط مرونة في اطلاق سراح الاسرى المدنيين مقابل وقف اطلاق النار بينما اشترطت المقاومة الفلسطينية وعلى لسان احد قيادتها خالد مشعل مبكرا أطلاق سراح جميع الاسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية حتى ولو تم ترحيلهم خارج الوطن وملف الاسرى الإسرائيليين يقف شوكة في حلق الحكومة الإسرائيلية بسبب الضغوط الداخلية عليها لأطلاق سراح الاسرى بأي ثمن وقد تلقت مصر الضوء الأخضر للوساطة في ملف الاسرى الإسرائيليين وبدأت السلطات المصرية فتح القنوات مع كافة الأطراف.
وشهدت هذه الانفراجة أتصال هاتفي بين إسماعيل هنية واللواء عباس كامل رئيس المخابرات المصرية للتباحث حول الازمة الراهنة ومن بينها ملف الاسرى الإسرائيليين وآلية التفاوض والوصول الى حلول تتضمن وقف أطلاق النار والافراج عن الاسرى في الجانبين ورفع الحصار عن قطاع غزة وإعادة الأمور لسابق عهدها.
وبينت المصادر المصرية انها رأت حالة من الارتباك والتخبط لدى الحكومة الإسرائيلية في قراراتها السياسية والعسكرية والداخلية خاصة وان هناك حالة من الغضب الشعبي الإسرائيلي والسياسي حول حكومة نتنياهو وطريقة أدارته للازمة وتحميله مسئولية الفشل الأمني والعسكري كما ان إسرائيل على المستوى السياسي والعسكري في حالة ارتباك حول مصير خطواتها القادمة وحتى لو نفذت اجتياحا بريا لقطاع غزة بدءا من شمال قطاع غزة لاتعرف إسرائيل ماذا ستفعل لاحقا خاصة وان خطوة ترحيل أبناء قطاع غزة لسيناء باتت في تراجع لدى أمريكا وإسرائيل بعدما رفضت مصر رفضا قاطعا تنفيذ المخطط متوعدة مصر بالرد العسكري بكل قوة اذا جرى المساس بحدودها وجائت رسائل مصر العسكرية واضحة من خلال تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي وموقفه الرافض لنقل الفلسطينين الى سيناء والضغوط التي جرت على مصر من اجل قبولها بالمخطط.
وقالت المصادر ان من بين الاقتراحات التي عرضت على مصر توزيع أبناء قطاع غزة على المحافظات المصرية بدلا من سيناء أسوة باللاجئين العرب في مصر ورفضت مصر حتى بدأت إسرائيل تطرح بدائل حاليا عن نقل الفلسطينيين الى سيناء ومنها إعادة السلطة الفلسطينية لتحكم قطاع غزة مرة اخرى الا ان الرئيس أبو مازن رفض ان يقود قطاع غزة من فوق الدبابة الإسرائيلية واشترطت السلطة الفلسطينية ان تعود لحكم قطاع غزة من خلال توافق وطني فلسطيني شامل مع كل الفصائل الفلسطينية ومن بينها المقاومة الفلسطينية ورفضت السلطة الفلسطينية العودة لقطاع غزة من فوق دبابة إسرائيلية.
وقالت المصادر ان ايران دخلت على خط الوساطة لطلاق سراح الاسرى الإسرائيليين وعرضت هي والمقاومة الفلسطينية نقل الاسرى الإسرائيليين لخارج قطاع غزة وان يجري تبادل الاسرى في أي دولة. وأضافت المصادر ان ملف الاسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية سيجبر إسرائيل على قبول شروط المقاومة التي تعد عادلة اطلاق سراح اسرى مقابل اطلاق سراح اسرى مع وقف اطلاق النار ووضع شروط حول نقاط اخرى وقد استمعت مصر لمطالب المقاومة الفلسطينية حول شروطها لأطلاق سراح الاسرى وستجري مصر اتصالات موسعه مع اطراف عديدة منها إسرائيل وامريكا ودول أوروبية معنية بملف الاسرى ولها اسرى لدي المقاومة وفي جميع الأحوال حان الوقت لوقف اطلاق النار والتفاوض حول الاسرى واغلاق ملف الحرب بضمانات تفرض على كافة الأطراف.
وأوضحت المصادر ان إسرائيل لجات الى القوة الغاشمة والمفرطة في قطاع غزة اعتقادا منها بانهاك المقاومة مع فرض حصار محكم علي المقاومة ستسهل علي إسرائيل اجتياح قطاع غزة او شمال قطاع غزة بدون خسائر في ظل وجود مخطط امريكي أيضا ووجود قوات المارينز والبحرية الامريكية في إسرائيل حاليا يخططون لأجتياح قطاع غزة ومعهم قوة تحرير الاسرى الشهيرة الامريكية ولكن مصر واطراف دولية اخرى حذرت إسرائيل وامريكا من خطورة الاجتياح البري لقطاع غزة لأنه سيخلف خسائر بشرية كبيرة في الجانبين في ظل وجود شبكة انفاق عنقودية معقدة تحت قطاع غزة طولها حوالي 500 كم وكلها مفخخة فضلا عن 40 الف مقاتل من حماس والجهاد الإسلامي سيجرون الجيش الإسرائيلي والامريكي لحرب عصابات وشوارع في جميع ارجاء قطاع غزة إضافة الي الالاف من أبناء قطاع غزة الذين سيتطوعون في هذه المعركة. واختتمت المصادر ان مطلب إسرائيل لأطلاق سراح الاسرى الإسرائيليين من خلال تفاوض ووسطاء يعد بادرة أمل لأمكانية انهاء الازمة التي يدفع ثمنها الاف الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني.