اغتيال "أبو خديجة" يرفع وتيرة التصعيد ويفتح جبهات جديدة بوجه الاحتلال
كتب محمـد عوض
أثارَ اغتيال مؤسس كتيبة طولكرم، أمير أبو خديجة، حالةً من السخط والغضب الشديديْن، على مستوى المحافظة، والضفة الغربية قاطبةً، وتُرجِمَ الالتفاف حوله، وحولَ عقيدته، بجنازةٍ مهيبة، شاركَ فيها الكبار والصغار، وعجّت مواقع التواصل الاجتماعي بصوره، ومقاطع فيديو خاصة به، وتعديد مناقبه الحسنة.
ولا يبدو –لغايةِ الآن- على أقلِ تقدير، بأن الاجتماعات التي عُقدت مؤخرًا، بين السلطة الفلسطينية، والاحتلال الإسرائيلي، برعايةِ الولايات المتّحدة الأمريكية، المملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية، خاصةً العقبة، وشرم الشيخ، الهادفة لوقف "التدهور والتصعيد"، قد آتت أُكلها على الأرض.
· سياسات الاحتلال مستمرة
ما زال الاحتلال، يقترفُ بحقِ الفلسطينيين، كل أصناف الانتهاكات، والتفاهمات الأخيرة كأنّها حبر على ورق، ولم تعد مقنعة أساسًا بالنسبة للمواطنين، ويتهكّمون عليها، وهي مادة للسخرية والتندر على صفحات التواصل الاجتماعي، تحديدًا "فيسبوك"، حيث تُهاجم المنشورات على صفحات المسؤولين بلا هوادة.
يوميًا، تقتحم قوات الاحتلال مناطق تابعة للسلطة، وتعتقل منها، وتطلق النار صوب الآمنين، مما يؤدي إلى إصابتهم، أو ارتقائهم، كما أنّها –حكومة الاحتلال- اتّخذت قرارًا بعودة المستوطنين إلى أربع بؤر استيطانية، شمال الضفة، كانت قد أُخليت في وقتٍ سابق، إلى جانبِ بناء آلاف الوحدات الجديدة في مناطق مختلفة.
الوزراء في حكومةِ الاحتلال، هاجموا كل من انتقدهم بسبب المجازر الأخيرة، تحديدًا في جنين، والتصريحات الاستفزازية، حتّى المسؤولين الأمريكيين، الذين يعدّون الحليفَ الأبرز لهم، مما يؤكد بأن القرار الإسرائيلي واضح للجميع: مواصلة العمل بنفس الوتيرة من القتل للحفاظ على ما يسمى "بأمن إسرائيل".
· ازدياد العمل المقاوم
أدركَ الفلسطينيون، بأن ردود الأفعال الرسمية على إرهاب الاحتلال، لم تكن ولم تعد مجدية على الإطلاق، لأنها لا تحقق بالحد الأدنى متطلبات الأمان داخل المدن، والبلدات، والقرى، التابعة على الأقل لسيطرة السلطة الفلسطينية، وفقًا للتفاهمات والترسيم السابق، الأمـر الذي حرَّكَ عديد الجبهات المسلحة في وجهِ إسرائيل.
مهمة الاحتلال، بكلّ أذرعه الأمنية، تتلخص في منع توسّع فصائل المقاومة في المدن الفلسطينية، ومحاولة الإبقاء عليها وحصرها في شمال الضفة الغربية: "جنين، نابلس، وطولكرم"، مما يسّهل ملاحقة أفرادها، والقضاء عليهم، وإسرائيل مستعدّة لفعل أي شيء لتحقيق هذا الهدف، وما حدث في أريحا من اغتيالات ودمار خير مثال.
ومع أن عودة العمل المسلح، بدأت من جنين ونابلس، لكنها، ورغم كل محاولات الاحتلال، امتدت لتصل إلى طولكرم، وهذا ما شاهده المواطنون مؤخرًا في المدينة، سيّما عمليات إطلاق النار صوب الجيش الإسرائيلي، والمستوطنات، والخروج بالعديد من البيانات، آخرها ما جاء بعد اغتيال "أمير أبو خديجة".
· كتيبة طولكرم: "الثأر قادم"
موقع "الجزيرة" نقل بيان كتيبة طولكرم، عَقِب استشهاد أمير أبو خديجة، وقالت إنه أول شهدائها، وأكدت أنها تسير على دربه "حتى الشهادة أو النصر"، وأن "ثأر أميرنا سندركه قريبًا بإذن الله الجبار". ورغم الظهور القريب لها فإن مقاومة كتيبة طولكرم سبقت صيتها، خاصةً وأنَّها تبنت وعبر بياناتها أكثر من عمل مقاوم ضد نقاط الاحتلال العسكرية المحيطة بالمدينة.
ويقول سامي الساعي الصحفي والناشط في متابعة شؤون طولكرم إن ظهور "كتيبة طولكرم" الذي رآه الكثيرون بسيطًا جدًا، ولا ينم عن مجموعة منظمة وقوية عكسه فعل كبير للكتيبة، وأنهم في المدينة باتوا يسمعون بأعمال الكتيبة ومقاومتها دون أن يروا أي استعراض لأفرادها منذ انطلاقتها، وأن هذا أمر إيجابي ويحسب للكتيبة.
وأضاف الساعي في تصريحات نقلتها "الجزيرة"، أن قوة الكتيبة جاءت اليوم باغتيال "أحد قادتها وقارئ بيانها الأول"، وهو ما يدل على أنها تعمل بإخلاص وحنكة وأنها "أوجعت الاحتلال فعلاً".