شهيدان ومصابون في قصف الاحتلال محيط مستشفى كمال عدوان اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف "الأونروا" الصحة: 120 شهيدًا خلال الـ48 ساعة الماضية بقطاع غزة نتنياهو المنبوذ دولياً: أمر الاعتقال يمنع التقاط صور معه ومصافحته الاحتلال يدمّر مسجد الفاروق في النصيرات وسط القطاع مراسم تسليم وتسلم قيادة الحرس الرئاسي واستقبال الرئيس للقادة الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا لبحث التهديدات الإسرائيلية ضد العراق مستوطنون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في الخليل مقتل أسيرة إسرائيلية وإصابة أُخرى شمال قطاع غزة تصاعد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت وتزايد الضحايا والدمار الموساد يحقق في اختفاء وقتل رجل دين إسرائيلي في الإمارات استشهاد أم وأبنائها الأربعة في غارة إسرائيلية على بلدة لبنانية مستوطنون يعتدون على مواطنين جنوب الخليل والاحتلال يعتقل مواطنا هليفي يبحث الوضع في لبنان مع قائد القيادة المركزية الأميركية أكسيوس: ترامب فوجئ عندما علم أن نصف المحتجزين بغزة أحياء

"أخطار قاتلة" في مطابخنا يتعين علينا الحذر منها

قد يكون الطهي هو الطريق إلى قلب الأشخاص، لكنه قد يكون أيضا الطريق إلى المستشفى، إذا ما نظرنا إلى العدد الكبير من الحوادث الناجمة عن استعمال السكاكين والماء المغلي وآلات القلي العميق.

ففي بريطانيا وحدها، يتعرض أكثر من 67 ألف طفل لإصابة في المطبخ كل عام، وفقا للجمعية الملكية للوقاية من الحوادث. ولا يشمل هذا العدد البالغين الذي يتعرضون للإصابة إثر قيامهم بقلي دجاجة كاملة أو استخدام سكين الخبز.

والحقيقة أن مطبخك مليء بأخطار قد لا تدرك وجودها، فمثلا يحوي مطبخك مصدرا لتلوث الهواء الداخلي تستخدمه كل يوم دون أن تدرك ضرره.

ومع ذلك، لا يمكن إنكار أننا قطعنا، خلال القرن الماضي، شوطا كبيرا في رفع مستوى السلامة في المطابخ، كي لا تتحول إلى مكان يحمل خطر الموت.

بعد الحرب العالمية الثانية، أدى ازدهار السلع والمواد الاستهلاكية إلى أن يكون المنزل مليئا بأشياء جديدة ومثيرة تجعله قابلا للاشتعال. فربات البيوت والأطفال يرتدون النايلون والأقمشة الاصطناعية الأخرى في شكل أزياء أنيقة، أما القفازات المقاومة للحرارة والتي نستخدمها لحمل الأشياء الساخنة ونضعها بجانب الفرن، فهي الآن لا تحمل خطر الاحتراق فحسب، بل إن تعرضها للنار قد يؤدي إلى ذوبانها لتغطي الجلد بقطرات من البلاستيك المنصهر الذي يتسبب بالإصابة بحروق مروعة.

عام 1946 حثت حملة أطلقتها الجمعية الملكية للحد من الحوادث المواطنين على استخدام ملابس ضيقة ووضع حواجز فوق النار، لئلا ينتهي الأمر بأطفالهم وقد تعرضت أجسادهم للحروق أو لحقت النيران بثيابهم.

ومُررت قوانين تجعل مثبطات اللهب مكونا أساسيا في العديد من قطع الأثاث في المنزل، وإن كنا أدركنا مؤخرا أن هذه المثبطات قد جلبت مخاطر أخرى: فهي تعيق عمل الغدد الصماء وتؤثر في إفراز الهرمونات.

ويأتي الخطر في المطبخ أحيانا من الأدوات التي يُفترض أن تكون أكثر أمانا من تلك التي جرى استبدالها، وتعد الغلايات الكهربائية مثالا مثيرا للسخرية بشكل خاص في هذا الصدد.

حتى وقت مبكر من عشرينيات القرن الماضي، كانت الغلايات الكهربائية تعمل بنظام إغلاق أوتوماتيكي يهدف إلى منع الغليان الجاف، بل وكان بعضها يحتوي على قوابس أو مفاتيح من شأنها أن تخرج عند الوصول إلى درجة الحرارة المطلوبة. ومع ذلك، كان يمكن أن تسقط هذه القوابس الكهربائية بسهولة في حوض مليء بالماء إذا كانت الغلاية موضوعة على لوح تجفيف الأطباق، وهو ما يتسبب للأسف في موت الشخص إذا كان يقوم في نفس اللحظة بغسل الأطباق نتيجة التقاء الكهرباء بالماء. هذا فضلا عن مخاطر التعرض للصعق بالكهرباء في حال قيام بعض الأشخاص بمحاولة إعادة إدخال مفتاح الأمان داخل المقبس باستخدام سكين أو أداة معدنية.

وكتبت أخصائية علم الأمراض، إف إي كامبس، في عام 1956 عن حالة واحدة، لامرأة مسنة، قالت عنها: "بسبب اعتقادها بوجود شيء عالق، أمسكت السيدة قابس الكهرباء بإحدى يديها، وأدخلت باليد الأخرى مفكا لولبيا معدنيا في الطرف الموجب الذي كان لا يزال متصلا بمقبس كهرباء بقوة 25 أمبير وكان قيد التشغيل، وبالتالي تلقت الشحنة الكهربائية الكاملة، وكانت النتيجة قاتلة".

وفي الستينيات من القرن الماضي، أشارت المجلة الطبية البريطانية إلى أن هذا الأمر كان لا يزال يمثل كارثة بالنسبة للسيدات الأكبر سنا. ولحسن الحظ، أصبحت الغلايات الكهربائية الحديثة تعتمد على نوع مختلف من مفاتيح الأمان، يجري تنشيطها بالبخار ولا تخاطر بالصعق بالكهرباء.

لكن لا تزال مطابخنا تحتوي على خطر عجيب، وهو خطر لم يفكر فيه معظمنا كثيرا، لأنه ليس ملتهبا أو دراماتيكيا في آثاره. وتشير مجموعة متزايدة من الأدلة إلى أن مواقد الغاز، تسرب غاز الميثان، حتى عندما تكون مطفأة، كما أنها عند تشغيلها تنتج غاز ثاني أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين.

في الواقع، وجدت دراسة أجرتها جامعة ستانفورد أن كمية الميثان المسربة من مواقد الغاز - على الرغم من أنها صغيرة مقارنة بما يأتي من الصناعة والزراعة - تساهم بشكل كبير في غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي.

وفي الوقت نفسه، جرى ربط أكاسيد النيتروجين، التي تنتج من احتراق الغاز، بمشاكل في الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية. وفي غضون دقائق قليلة من الطهي على موقد غاز بدون تشغيل شفاط هواء، تتجاوز مستويات هذه الأكاسيد في المطبخ المعايير الوطنية الأمريكية، وفقا لدراسة جامعة ستانفورد، التي نُشرت في يناير/كانون الثاني 2022.

وكما لاحظت ريبيكا ليبر في تغطيتها لهذه الدراسة لمجلة فوكس، وجدت دراسة أخرى أن الأطفال الذين يعيشون في المنازل التي تحتوي على مواقد تعمل بالغاز، بدلا من الكهرباء، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالربو بنسبة 42 في المئة.

وكما هو الحال مع العديد من الأخطار في المنزل، سواء في الماضي أو في الوقت الحالي، هناك فريق علاقات عامة قوي يروج لمزايا استخدام مواقد الغاز. وتشير ليبر إلى أنه يمكن الاستعاضة عن مصدر التلوث هذا بموقد كهربائي أو موقد كهربائي بتقنية الحث الحراري، وهو ما يقلل من الأخطار نسبيا، لكن في الولايات المتحدة تعمل صناعة الغاز الطبيعي على تجنب هجرة المستهلكين، وتذهب إلى حد توظيف أشخاص مؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لفوائد الطبخ بالغاز، كما أنهم يمارسون الضغط على البلديات التي تحظر وصلات الغاز الجديدة وتسجع الانتقال إلى بنية تحتية أنظف.

ربما في غضون 20 عاما من الآن، سننظر إلى الوراء وندرك الأخطار التي كنا ننعرض أنفسنا لها دون أن ندري. لكن الصورة العلمية، على الأقل، تزداد وضوحا: يجب أن يكون موقدك الجديد كهربائيا أو أن يعمل بتقنية الحث الحراري. وريثما يحدث ذلك، لا تنس تشغيل الشفاط في المطبخ.