بيت لحم تسعى لاستعادة بريقها باحتفالات عيد الميلاد
بدأت الاستعدادات في مدينة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية، احتفالا بعيد الميلاد، وسط تفاؤل بعودة السياحة والحجيج إلى المدينة.
ومنذ أيام شرعت بلدية بيت لحم، بتزيين المدينة بحلة الميلاد، فيما نصبت شجرة الميلاد وسط ساحة كنيسة المهد.
ويجري عمال يتبعون البلدية أعمال تزيين على شجرة تعلوها نجمة "الميلاد".
وخلال عامي 2019 و2020، اقتصرت احتفالات عيد الميلاد في بيت لحم على الطقوس الدينية وبعدد محدود من الحضور ووفق برتوكول صحي استثنائي، وذلك في ظل انتشار جائحة كورونا، فيما يعتزم أن ينظم العام الجاري احتفال جماهيري بمشاركة أكبر.
وفيما يؤكد رئيس البلدية في بيت لحم وأصحاب متاجر سياحية، أن أزمة كورونا ضربت السياحة في المدينة، يتطلعون لموسم سياحي جديد علهم يعوضون شيئا من خسائرهم على مدى عامين، حسب موقع (عرب 48).
احتفالات جماهيرية
وقال رئيس بلدية بيت لحم، أنطوان سليمان، إن احتفالات هذا العام ستكون جماهيرية، ويجري العمل على حشد أكبر عدد من المشاركين.
وأوضح سليمان، في حديث لوكالة "الأناضول" أن "الحركة السياحية الدولية بدأت وبشكل خفيف لبيت لحم، ونأمل أن تتسحن مع بدء الاحتفال بالأعياد".
وأضاف "نعمل على برنامج متكامل يضمن مشاركة أكبر عدد ممكن من السياح والحجاج المحليين والدوليين في احتفالات هذا العام، والتي تبدأ بافتتاح سوق الميلاد يوم 2 كانون الأول/ ديسمبر المقبل".
وأشار سليمان إلى أن فرقا دولية من مالطة والولايات المتحدة الأميركية وغيرهما تشارك في احتفالات إنارة شجرة الميلاد يوم 4 كانون الأول/ ديسمبر. وتابع "بيت لحم وأهاليها يستحقون عيش فرحة ميلاد السيد المسيح".
أوضاع اقتصادية صعبة
وعن أوضاع المدينة الاقتصادية من جراء جائحة كورونا، قال رئيس البلدية إن "بيت لحم انهارت اقتصاديا إثر توقف السياحة الخارجية".
وبين سليمان أن "67 فندقا سياحيا في المدينة، و170 متجرا للتحف الشرقية، وعشرات المطاعم والمنشآت أغلقت بسبب الجائحة، لكنها بدأت بالتعافي".
وبعد عامين من الإغلاق، وفرض قيود السفر بسبب الجائحة، بدأت الحركة السياحية تعود للمدينة التي يعتمد غالبية سكانها على العمل في القطاع السياحي.
وفي جوار كنيسة المهد بدأت متاجر التحف الشرقية، والمطاعم بفتح أبوابها، استعدادا لموسم الأعياد.
ويقول عاملون في القطاع السياحي في بيت لحم، إن حركة السياحة الأجنبية والداخلية بدأت تعود، ولو بشكل خفيف.
وفي حديث لـ"الأناضول"، قال المصور السياحي خالد المعطي، الذي يعمل على بلاطة كنيسة المهد: "مر عامين من الركود غير المسبوق جراء كورونا".
وأضاف "اليوم بدأت بعض المجموعات السياحية تصل لبيت لحم، نأمل أن يكون موسم سياحي جيد، وأن تصبح الأمور أفضل".
ولفت المعطي إلى أن مجموعة سياحية على الأقل تصل لبيت لحم يوميا منذ شهرين، قبل ذلك كانت المدينة فارغة إلا من سكانها.
سياحة داخلية وخارجية
وفيما تقف سائحة دنماركية، تزور بيت لحم لأول مرة، قبالة مدخل الكنيسة، مرتدية كمامة للوقاية من فيروس كورونا استعدادا للدخول، حيث فرض ارتداء الكمامات داخل مبنى الكنيسة، تؤكد: "أنا سعيدة جدا، الوصول لبيت لحم خلال الجائحة كان صعبا جدا، اليوم هناك تسهيلات نوعا ما، لذلك قررت أن أزور مهد المسيح".
وفي داخل الكنيسة، تتجول ردينة صليبا (67 عاما) من مدينة شفا عمرو، برفقة صديقاتها، تؤدي صلواتها، وتقول: "اليوم زرنا بيت لحم، المكان الأقدس، صليبا وندعو أن ينفك الوباء وتعود بيت لحم كما في السابق".
وأشارت إلى أنها تزور بيت لحم لأول مرة منذ عامين، بينما كانت تأتيها في المناسبات الدينية في كل عام. وتابعت صليبا: "نحاول إنعاش السياحة الداخلية، بيت لحم تأذت بشكل كبير بسبب فرض الإغلاقات ومنع السياحة، لكن نأمل أن تعود كما السابق".
وتحت عنوان "بيت لحم هالمرة غير"، أطلقت وزارة السياحة والآثار في السلطة الفلسطينية بالتعاون مع جمعيات القطاع الخاص السياحية، حملة لتشجيع السياحة الداخلية في مدينة بيت لحم، إذ خصصت الحملة لجذب السياح من فلسطينيي 48 وتشجيعهم على السياحة على مدار العام وخلال الأعياد المجيدة على وجه الخصوص، وكذلك التجوال بمسارات تاريخية وتراثية وحضارية في بلدات محافظة بيت لحم.
وتكون ذروة أعياد الميلاد في بيت لحم ليلة 24 كانون الأول/ ديسمبر، حيث يقام قداس منتصف الليل.