حماس تعيد صياغة ردها ..الأمريكيون يتوقعون انفراجة بحلول عيد الاضحى أوروبا: عشرات الآلاف من الفلسطينيين في المنطقة (ج) معرضون لخطر التهجير شهيدان وجرحى في استهداف الاحتلال للمواطنين في جباليا شمال قطاع غزة إختفاء أثر 144 معتقلا غزيا بسجون الاحتلال دون تفسير مجلس الأمن يصوّت على مشروع قرار لوقف النار في غزة السفير زملط للحكومة البريطانية: الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس هدية أو مكافأة، بل حقنا وهو غير قابل للتصرف النيابة العامة تختتم مشاركتها في منتدى العدالة العالمي برسالة لحماية أطفال فلسطين سعد: يطالب المجتمع الدولي بتضمين قضية العمال الفلسطينيين في سياسات العمل والتشغيل الاحتلال يشن حملة مداهمات وتفتيش في ضاحية اكتابا شرق طولكرم مستوطنون يحرقون منزلا في بلدة دير دبوان شرق رام الله اللواء ناصر البوريني يستقبل القنصل البريطاني باريس: إطلاق التحالف الدولي للدفاع عن حقوق شعبنا وحماية حق العودة ‎مستعمرون يعتدون على دير الأرمن في القدس المحتلة قوات الاحتلال تقتحم عزون شرق قلقيلية إيلون ماسك عينه ترامب لينقذ الحكومة فصار عبئا عليها

قلم الزيت في فلسطين.. ماذا تعرف عنه؟

انتصف موسم قطف الزيتون بمدينة سلفيت (شمال الضفة الغربية)، وبات ينتظر الفلسطيني محمد اشتية مهمة لا تقل تعبا وشقاء عن عمله؛ حيث يبدأ بجمع ثمار زيتونه بعد أن تعهد "قلم الزيت" هذا العام.

 

"وقلم الزيت" عرف اعتادته سلفيت منذ أكثر من قرن من الزمن، وهو أشبه برسوم رمزية يجبيها ضامن القلم من المزارعين بعد انتهاء الحصاد لتنفق مقابل خدمات تقدم لهم على مدار العام وخاصة أثناء موسم الزيتون.

وعبر بروتكول شعبي يجرى عادة قبيل موعد قطف الزيتون؛ رسا مزاد الضمان على اشتية ليخوض تجربته الأولى بعد 4 محاولات سابقة سعى خلالها لضمان قلم الزيت، ويقول للجزيرة نت إنه يشعر بفخر كبير وهو يحافظ على إرث والده وجده في الإعداد والمشاركة لهذا التقليد.

 

مبلغ الضمان وقنوات صرفه

 

وقُدر مبلغ الضمان لقلم الزيت لهذا العام -وهو مبلغ مستحق على اشتية دفعه- بـ3850 دينارا أردنيا (الدولار يعادل 0.71 دينار). بينما حدد المبلغ المترتب على كل مزارع بـ3 قروش أردنية عن كل كيلو زيت ينتجه (نحو 5 دولارات أميركية لكل 100 كيلو زيت) تحددها اللجنة الزراعية في المدينة وليس ضامن القلم.

وهذه اللجنة التي لا يقل عمرها عن عمر قلم الزيت هي من يتولى أيضا الدعوة لمؤتمر عام قبل موسم الزيتون لانتخاب أو تزكية لجنة جديدة تكون أولى وظائفها تحديد موعد لمزاد قلم الزيت والذي يتم علنا ويدعى له أهالي المدينة كافة.

 

ومن الآن بدأ اشتية رفقة من يختاره ليساعده بهذه المهمة بجمع الرسوم من أي مزارع ينهي حصاده مباشرة، وهو أمر صار سهلا مقارنة بالماضي، في ظل حصر أسماء المزارعين وكميات إنتاجهم بشكل دقيق وإلكتروني لدى المجلس البلدي ومعاصر الزيتون.

 

وليس هناك من يرفض الدفع من المزارعين ولكن ربما يتأخر أحدهم عن سداد ما عليه لبعض الوقت، وهناك من يتصل ليدعوه لأخذ الرسوم بأي مكان يلقاه بالمدينة.

 

وعلى ضامن قلم الزيت أن يقدر جيدا كمية المحصول المتوقع إنتاجه، وليتجنب أي خسائر عليه أن يستفيد من خبرة المزارعين وكبار السن في تقدير كمية الموسم ليضع قيمة الضمان المناسبة، وما يفيض عن مبلغ الضمان يكون ربحا له.

وتميزت "مدينة الزيتون" سلفيت من بين مدن فلسطين بالمؤتمر العام للمزارعين والذي يعقد سنويا قبل الموسم لتكون أبرز مهامه تحديد موعد قطف الزيتون وانتخاب اللجنة الزراعية التي ينبثق عنها "قلم الزيت".

عهد قديم

 

وبهذا التقليد السنوي يحافظ السلفيتيون على زيتونهم ويحمون أرضهم، ولهذا يواصل الحاج محمود عودة (أبو أيمن) دفع ما يترتب عليه من رسوم سنوية على إنتاجه من الزيت البالغ نحو طنين من الزيت سنويا.

 

ومنذ صغره عهد أبو أيمن (84 عاما) تقليد قلم الزيت، ويقول للجزيرة نت إنه عايشه مع نهاية حكم الإنجليز وخلال الحكم الأردني للضفة الغربية، ويأمل المسن أن يظل هذا العرف قائما وتتفرع مهامه طوال العام.

 

وكانت الأموال آنذاك تجبى وتدفع أجرة لحراس الأرض الذين كان من وظيفتهم أيضا منع الحصاد المبكر للزيتون أو استعمال العصي بدلا من القطف اليدوي أو ترك الماشية لترعى بالأرض المشجرة حفاظا عليها.

 

وأمام هذا يأمل السلفيتيون حذو قرى ومدنا فلسطينية أخرى حذوهم بمثل هذه التقاليد الهادفة للحفاظ على الأرض وخاصة في ظل الهجمة الشرسة التي تتعرض لها على يد الاحتلال ومستوطنيه.

 

المصدر : الجزيرة