بعد 20 عاما على عرضه.. أين ذهب ثلاثي أبطال "هاري بوتر"؟
في عام 2001 عُرض فيلم "هاري بوتر وحجر الفلاسفة" (Harry Potter and the Philosopher’s Stone) أول أجزاء سلسلة الأفلام التي حققت، على مدار الأعوام العشرة التالية، نجاحا جماهيريا يضارع نجاح سلسلة الروايات الإنجليزية التي كانت مصدرا للأفلام.
وعند توقيع عقد إنتاج الروايات الأربع الأولى من السلسلة على الشاشة، اشترطت الكاتبة جوان رولينغ أن يتم الاعتماد على ممثلين بريطانيين في الأدوار الرئيسة، مع الاستعانة بممثلين أيرلنديين وفرنسيين ومن أوروبا الشرقية بحسب ما نشرته الغارديان.
وحين اعتزم صناع الفيلم تجسيد شخصيات الرواية على شاشة السينما في عام 2000، قرروا الاستعانة بممثلين في أعمار مقاربة لأعمار أبطال الرواية الصغار، فوقع الاختيار على "دانيال رادكليف" (Daniel Radcliffe) لتجسيد شخصية هاري، و"إيما واتسون" (Emma Watson) لتأدية دور هيرميوني غرينجر.
وذهب دور رونالد ويزلي إلى "روبرت غرينت" (Rupert Grint)، ولم يقتصر التقارب العمري على الشخصيات الثلاث الرئيسية لسلسلتي الأفلام والروايات، بل امتدت للأطفال الممثلين الثانويين، طلبة مدرسة هوغوورتس لفنون السحر.
ثلاثي غريفندور ومثلما كبر جمهور السلسلة من المراهقين والناضجين مع تتابع أحداثها، كبر أبطالها على مدار 10 سنوات، هي مدة عرض وإنتاج الأفلام الثمانية المكونة للسلسلة، لكن ماذا حدث لهم بعد مرور 20 عاما على عرض أول أجزائها وأين ذهبوا بعد 10 سنوات من عرض آخر أجزاء السلسلة "هاري بوتر ومقدسات الموت الجزء 2" (2011) (Harry Potter and the Deathly Hallows Part 2).
نتتبع مسارات ثلاثي غريفندور "هاري بوتر – هيرمايني غرينجر – رونالد ويزلي" أبطال أشهر سلسلة أفلام موجهة للمراهقين، واجتمع على حبها المراهقون والناضجون في الألفية الحالية، ونبدأ مع دانيال رادكليف المعروف بـ"هاري بوتر".
دانيال رادكليف
حين بدأ الطفل دانيال جايكوب رادكليف تصوير الفيلم الأول من سلسلة "هاري بوتر" كان قد أتم عامه الـ11، منذ بضعة أسابيع واجتاز من بين 40 ألف مرشح اختبارات التأهل لدور البطولة الذي سيصنع شهرته ويضعه في قوائم الشباب ذوي الثروة الهائلة في المملكة المتحدة.
لم يكن هاري بوتر أول ظهور له أمام الجمهور، فقد أدى في عام 1999 شخصية الطفل "ديفيد كوبرفيلد" في فيلم تلفزيوني يحمل الاسم نفسه، مأخوذ عن رواية تشارلز ديكنز الشهيرة، لكنه تفرغ خلال الأعوام العشرة التالية لسلسلة الأفلام السحرية.
مثّل رادكليف على خشبة المسرح، وفي التلفزيون، كما حلق بعيدا عن عوالم هوغوورتس السحرية في السينما، ليقوم ببطولة 11 فيلما، منذ انتهت السلسلة، وانتهى من تصوير فيلم جديد سيتم عرضه العام المقبل بعنوان (The lost city of D) المدينة المفقودة "دي".
في يوليو/تموز المقبل سيتم دانيال عامه الـ32، قضى أكثر من ثلثيها في مواقع التصوير، ما بين السينما والمسرح والبرامج التلفزيونية، مثل الكوميديا والتراجيديا والدراما وحتى الأكشن والإثارة، وخلال 21 عاما صنع ثروة قرابة 110 ملايين دولار، مرشحة للزيادة بالطبع مع مواصلته تقديم أعمال جديدة.
إيما واتسون
تشبه إيما واتسون في الحياة الواقعية دور "هيرميوني غرينجر" الذي جسّدته في أفلام هاري بوتر، فهي ذكية سريعة البديهة واثقة دوما في قدراتها، ما دفع جوان رولينغ لإعلان دعمها لواتسون منذ الوهلة الأولى.
لم تظهر إيما واتسون على الشاشة قبل إسناد دور هيرميوني غرينجر لها، وكانت أدت بعض الأدوار على مسرحها المدرسي وهي طفلة قبل إتمامها السنوات العشر، ثم تم ترشيحها من قِبَل مدرستها ضمن أطفال آخرين لاختبارات الأداء، لتفوز بإعجاب لجان التحكيم، وبدور سينمائي سيغير حياتها تماما.
10 سنوات هي مدة عرض الأفلام الثمانية من سلسلة هاري بوتر، منذ 2001 وحتى 2011، تحولت فيها إيما واتسون من طفلة بين أبوين مطلقين إلى نجمة شابة تظهر على غلاف مجلة "تين فوغ"، وتشارك في احتفال عيد ميلاد الملكة الثمانين، وتحوز ثروة أكثر من 10 ملايين جنيه إسترليني (14 مليون دولار تقريبا).
قبل أن تتم عامها الحادي والثلاثين، تمتلك إيما واتسون ثروة تقارب 80 مليون دولار أميركي، حققتها من العمل على مدار 20 عاما، 10 منها في أفلام هاري بوتر، ومنذ عرض "هاري بوتر ومقدسات الموت: 2" آخر أجزاء السلسلة، شاركت وأدت إيما واتسون أدوار بطولة في نحو 10 أفلام، وأنهت دراسة آداب اللغة الإنجليزية، وعملت كعارضة أزياء، بالإضافة إلى نشاطها في مجالات حقوق المرأة، إذ عيَّنها مجلس المرأة التابع للأمم المتحدة، والمعني بالمساواة بين الجنسين، في يوليو/تموز 2014 سفيرة للنوايا الحسنة للدفاع عن تمكين النساء الشابات.
وقد شاركت واتسون بالفعل في جهود الدعوة لتعليم الفتيات، حيث زارت بنغلاديش وزامبيا، وتعمل على الترويج لحملة الأمم المتحدة "هو من أجل هي" لتحفيز الرجال والشباب على الاهتمام بحقوق المرأة والفتيات في أنحاء العالم.
روبرت غرينت
يبدو أن مسار روبرت غرينت السينمائي لم يتمتع بالحظ الذي ناله زميلاه دانيال رادكليف وإيما واتسون، فبعد انتهاء السلسلة اتجه إلى الدراما التلفزيونية ولم يخرج عنها، كممثل ومنتج تلفزيوني وموسيقي، كما عُرف عنه مشاركته في الأعمال الخيرية والتنمية المجتمعية في المملكة المتحدة، إذ يوجه غرينت دعمه المادي لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة، لكن مساره الفني لم يكن طموحا بشكل كاف ولم يحالفه النجاح، ورغم ذلك تبلغ ثروته 50 مليون دولار، بعدما كانت 70 مليون دولار حين انتهى من سلسلة هاري بوتر.