مركز تحالف السلام الفلسطيني يعقد مؤتمراً عاماً في الخليل

 

إكرام التميمي - افتتح تحالف السلام الفلسطيني المؤتمر العام بعنوان "قراءة في المشهد السياسي الفلسطيني"، يوم الخميس، في فندق أبو مازن، بالخليل، واستهل الدكتور بشار فراشات المؤتمر بكلمة ترحيبية .

انطلقت أعمال المؤتمر بحضور كل من سفير منظمة التعاون الإسلامي د. احمد الرويضي، ومساعد محافظ محافظة الخليل د. رفيق الجعبري، ونخبة من قيادات العمل الوطني والاجتماعي والقياديات النسوية، وعدد من رؤساء وأعضاء الجمعيات الفلسطينية بالخليل، إضافة إلى ممثلين\ت من مؤسسات رسمية ومجتمعية ونقابية وشبابية.

بدوره، الدكتور أحمد الرويضي تمحور حديثه حول " صفقة القرن" وقال: الموقف الفلسطيني واضح تجاه صفقة القرن، الرئيس محمود عباس" أبو مازن" رفض الصفقة وحتى لم يقبل بالحديث مع ترامب ما قبل إعلانها، وكما قال سيادته بكلمته بان "القدس ليست للبيع، وأنا لن أنهي حياتي ضد مبادئ الشهيد ياسر عرفات وضد مبادئ أبناء شعبي"، وأشار الرويضي موضحاً: كون هذه الصفقة هي " إنهاء لقضيتنا السياسية"، الموقف الفلسطيني واضح برفضها، وكما شرح مفصلا عن صفقة القرن وما جاء فيها من حدود للقدس حالياً ومستقبلياً ببنود الصفقة، وبأنها تحمل في بنودها برنامج "سياسي اقتصادي" يهدف لحلول تحسين حياة وتحسين ظروف، من خلال الوضع الاقتصادي، وبأن الصفقة تتعارض مع القانون الدولي والشرعية الدولية، وتتعارض مع حل الدولتين، وقال: هي اعتداء على حقوقنا الوطنية والسياسية وعلى كافة تضحيات أبناء شعبنا الشهداء والأسرى، واعتداء على عقيدتنا و مقدساتنا، وكما تحدث عن القدس وعن المسجد الأقصى والمساس بالوضع التاريخي والقانوني، وان المسجد الأقصى بالنسبة لنا هو "144"دونما، وبأن من يتولى إدارته هو الأوقاف الإسلامي، وبأن الإحتلال الإسرائيلي يتدخل في الشأن الفلسطيني ويمنع رجال الدين من الدخول للمسجد الأقصى، وكما يمنع العمل السياسي لقيادات العمل الوطني ويعتقلهم كما قام مؤخرا باعتقال محافظ القدس وبعض القيادات الوطنية، وان الغضب الفلسطيني أفشل عام 2017 نصب البوابات الإلكترونية، وعام2019 فتح باب الرحمة، وأن تقليص حدود  دولة فلسطين (40) بالمائة ليست من دولة فلسطين ال (22) بالمائة .

وأضاف: القدس مهمة جداً لنا و"صفقة القرن تحدثت عن أن القدس الغربية والشرقية لدولة الإحتلال، ولم يتحدثوا عن المخيمات وحقوق العودة وقضية اللاجئين، وقالوا: وحق العبادة لكافة الأديان، والصفقة تشير لتقليص الدولة الفلسطينية، وتحدثت عن اللاجئين والأسرى ولكن قرار اعتقال الأسرى أو الإفراج عنهم بيد الاحتلال .

ومن جانب آخر، تحدث: عن الشأن الداخلي وبأن التركيز الآن على إنهاء الانقسام وتعزيز المصالحة بين فتح وحماس، وبأن ذلك كان واضحا أثناء خطاب الرئيس أبو مازن، وبأنه سيتوجه وفداً قريبا لغزة وحسب ما أشار عضو لجنة مركزية فتح عزام الأحمد، وأضاف: بأن المصالحة ستعزز من توحيد الجهود للرد على صفقة القرن.

وأشار الرويضي، بأن الرئيس ملتزم بالانتخابات على أن تكون متزامنة أيضا في القدس، والتأجيل ليس تهربا منها ولكن لارتباط القدس مع قضيتنا وفي عقيدتنا، وتابع " سنعمل في إطار مشاريع تنموية من خلال منظمة التعاون الإسلامي، في كلا المحافظتين القدس والخليل، وكما عملنا سابقا  وبالتعاون مع محافظة الخليل وبلديتها ولجنة إعمار الخليل، وسنعمل على تعزيز صمود أبناء شعبنا في أكثر المناطق تعرضا للانتهاكات.

ومن جانبه قدم الدكتور رفيق الجعبري، رؤيته حول المشهد الفلسطيني حيث تتطرق بالحديث عن المشهد الفلسطيني؛ وما يدور في الشارع الفلسطيني، وقال: هنا نتحدث عن "صفقة القرن" والتي قام المستوطنين بصياغتها، وحيث تم الإعلان منذ عامين لبعض بنودها، والآن أصبحت واضحة، وسيقوم نتنياهو بتنفيذ خطته من الآن على الأرض.

وأضاف الجعبري: نحن نعلم بأن كافة الشعوب العربية متضامنة مع شعبنا وقضيته، ولكن بعض الأنظمة قد لا تتوافق مع شعوبهم ومن خلال تعاطيهم مع قضيتنا الفلسطينية.

وتابع حديثه، " علينا طرح ونقاش كافة التطورات والتركيز داخليا على خطة عمل زمنية واضحة، وبرنامج عمل لتعزيز صمود أبناء شعبنا على أرضهم وفي كافة الأماكن، نحن في صراع وجود على الأرض، وجميع الأراضي الفلسطينية مستباحة، وعلينا الابتعاد عن الشعارات والتصريحات، وإيجاد بدائل لدعم شعبنا وتعزيز صموده على أرضه، نحن لدينا في الخليل تجارب عديدة، وما يحدث في البلدة القديمة من الخليل مثل التحديات التي يواجهها أهلنا في القدس، نحن نمر في أربع نقاط تفتيش من قبل حواجز الاحتلال، وهناك فعاليات للحكومة ولحركة فتح وللقوى الوطنية وكافة المؤسسات المجتمعية والأهلية تعمل ببرنامج لتعزيز صمود أهلنا في الخليل والحفاظ على المقدسات .

وأضاف: هناك دول أوروبية داعمة لنا وعلينا فورا البدء مع كافة الأطراف، ولا سيما بان نتنياهو يسعى لتحديد الحياة السياسية ، وليغير شيء على الأرض وقد ابتدأ التطبيق .

وبداية، طرح د. بشار فراشات ممثل تحالف السلام الفلسطيني، رؤيته حول صفقة القرن مطالباً بضرورة ورقة موقف وأشار: "في خطاب ترامب وما أعلن من بنود بصفقة القرن تناقضات حول أن القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل، و بعد 4 سنوات ستكون دولة فلسطينية وبأن المستوطنات ستبقى كما هي الآن، ومن وجهة نظري تعامل نتنياهو بامتياز لصالح الدعاية الانتخابية له، وكما أدار النقاش لمجموعة من المحاور والتساؤلات والتي طرحت من قبل المشاركين\ات.

وناقش المتحدثون أهمية دور النخبة الفلسطينية في إحداث التغيير الطليعي والتحديات التي تواجه القيادة والمجتمع الفلسطيني، والحلول التي من شأنها أن توضح الأسس العلمية والفكرية الوطنية، لمواجهة صفقة القرن، بحيث تساهم في توضيح الرؤية الشمولية للوضع العام والوصول بالواقع الفلسطيني للنحو الأفضل.

  جدير بالذكر، بأن المؤتمر تضمن مداخلات هامة ونقاش في ذات السياق من قبل رؤساء وأعضاء الجمعيات وعدد من قادة العمل الوطني منهم المهندسين والمحاميات والمعلمات .

وكما سأل الحضور، عن خطورة ضم الأغوار وشرعنة المستوطنات، وسبل تعزيز الدور الداخلي للشعب الفلسطيني ومن خلال تعزيز السلم الأهلي، وتوحيد الموقف والرؤى للرد على صفقة القرن داخلياً وخارجياً، وكما خرجت توصية لرصد مؤتمر إعلامي لتعزيز موقف الرئيس والقيادة الفلسطينية، ولتوحيد الخطاب السياسي والإعلامي .

وفي الختام، شكر بشار فراشات الحضور ومثمناً لهم التوصيات التي تم طرحها، وتأكيداً للتوصيات بضرورة التواصل وبحث سبل تفعيل النقاش للنهوض بالمجتمع وللمساهمة ما أمكن في جسر الفجوة بين الأفراد والقيادة، وللتوافق أكثر على الرؤى والبرامج والقضايا السياسية والمجتمعية والاقتصادية التي تتطرق لها المتحدثين في كلماتهم، والتي من شانها أن تساهم في اكتمال المشهد الفلسطيني كما يجب ووفق آليات وأدوات تتضمن مشاركات من كافة شرائح المجتمع الفلسطيني ودونما تفرد بالقرار حول مصير الدولة الفلسطينية، وعمق العلاقة مع الآخر، وللوصول لكامل حقوقنا الوطنية الفلسطينية .