"البلاك فرايدي".. بضائع قديمة وازدحام "وتنزيلات" وهمية
الحرية- (هيئة التحرير)
· أصل التسمية:
تعود تسمية الجمعة السوداء (البلاك فرايدي)، إلى القرن التاسع عشر، وارتبط ذلك مع الأزمة المالية عام 1869م في الولايات المتحدة، والذي شكل ضربة كبرى للاقتصاد الأمريكي، حيث كسدت البضائع وتوقفت حركات البيع والشراء، مما سبب كارثة اقتصادية في أمريكا، تعافت منها عن طريق عدة إجراءات منها: تخفيضات كبرى على السلع والمنتجات لبيعها بدل من كسادها، وتقليل الخسائر قدر المستطاع.
وصف هذا اليوم باللون الأسود، فهو ليس ناتج عن الكراهية أو التشاؤم
ومنذ ذلك اليوم أصبح تقليداً في أمريكا، إذ تقوم كبرى المتاجر والمحال والوكالات بإجراء تخفيضات هائلة على منتجاتها تصل إلى 90%، من قيمتها لتعاود بعد ذلك إلى سعرها الطبيعي بعد انقضاء الجمعة السوداء.
أما وصف هذا اليوم باللون الأسود، فهو ليس ناتج عن الكراهية أو التشاؤم، وقد أعطيت هذه التسمية أول مرة في عام 1960 من قبل شرطة مدينة فيلاديلفيا، وكانت تظهر اختناقات مرورية كبيرة، وتجمهر وطوابير طويلة، أمام المحلات خلال هذا اليوم المعروف بالتسوق، فوصفت إدارة شرطة مدينة فيلادلفيا ذلك اليوم بالجمعة السوداء، لوصف تلك الفوضى والازدحامات في حركة المرور من مشاة وسيارات.
· رواية أخرى:
يشاع أيضاً أن له مدلول يدل في التجارة والمُحاسبة، حيث يدل على الربح والتخلص من الموجود في المستودعات، بينما يعبر اللون الأحمر على الخسارة والعجز أو تكدس البضاعة وكساد العمل. أما المرجح هو استخدام الحبر الأسود لتسجيل الأرباح، والحبر الأحمر لتسجيل الخسائر، في دفتر حسابات الأرباح والخسائر (اليومية الامريكية)، وكنتيجة لتحقيق أرباح كبيرة في ذلك اليوم، حيث تمتلئ الدفاتر باللون الأسود، تم تسمية يوم الجمعة، بالجمعة السوداء.
· "الجمعة السوداء".. مشكلات متعددة:
تعج صفحات المحلات التجارية الفلسطينية، على "فيسبوك"، بالعروضات تحت ما يسمى "بالجمعة السوداء"، ويرافق ذلك عرضاً للأسعار الأصلية، والأسعار ما بعد التخفيض، وذلك بهدف جذب الزبائن من مختلف الأماكن، إلا أن المواطنين، ومن خلال متابعة التعليقات، واستطلاع رأيهم، لديهم الكثير من التحفظ، إضافةً إلى اعتقادهم بوجود مشكلات أخرى في هذه "التنزيلات".
وما يمكن قوله في هذا السياق، بأن العروضات تختلف من محل إلى آخـر، ويظل السؤال المطروح دائماً: هل هذه العروضات حقيقية أم وهمية؟ وهل تقتصر على سلعٍ دون أخرى؟ ويجب الإشارة هنا، إلى أن بعض المحلات التجارية، سبق وأن قامت بنشر مقاطع فيديو تظهر الازدحام الهائل عليها عقب قيامها بإجراء تخفيضات، مما يدلل على نجاح طريقة التسويق.
· مواطنون: العروض على بضائع قديمة
المواطنة عبير اعبيد، من الخليل، ترى بأن العروضات التي تقام في الجمعة السوداء، تستهدف البضائع القديمة، والمتكدسة في المحلات التجارية من الموسم أو المواسم السابقة، وبالتالي فإنها لا تتماشى أساساً مع "الموضة"، وفيها تضليل للمواطنين، كون التجّار يسعون للتخلص من هذه البضائع القديمة، بينما لا يطال ذلك البضائع الجديدة.
بينما قال المواطن أحمد العمري، بأنه جرّب عدة مرّات الاستفادة من "الجمعة السوداء"، لكنه كان يجد بضائع قديمة، وتحديداً ما يتعلق بالملابس أو الأثاث، بينما لا تشمل العروضات السلع التكنولوجية، مثل: الحواسيب الحديثة، الهواتف النقالة، أو تكون عروضها بسيطة للغاية، لا يتعدى الحسم أحياناً ما قيمته 5% من القيمة الحقيقية للجهاز.
· مواطنون: أزمات بسبب ضيق الوقت
المهندس جعفر المحتسب، أوضح بأن عروض "البلاك فرايدي" تكون لساعات محدودة جداً، مما يتسبب بإقبال كبير للغاية على المحلات التجارية، وهي بالأساس ذات مساحة محدودة، وليست عملاقة كما في الدول الأخرى، وهذا يُنتج حالة من الفوضى، تحول دون قدرة المواطن على الانتقاء المناسب، سواء بأنواع السلع، أو في المقاسات مثلاً.
وأضافت المواطنة نسرين عبد الحق: "كيف يمكن الشراء وسط الأزمة الكبيرة؟ أعتقد بأن المحلات الكبيرة، مثل الملابس، عليها تقسيم الأوقات بين العائلات، وغير العائلات، وإجراء الجمعة السوداء على مراحل، تشمل الأولى –على سبيل المثال- الملابس الستاتية، وجمعة أخرى للرجالية، وهكذا، أما بهذه الطريقة التي نراها حالياً فأنا لا أفضل الذهاب، ولا الشراء".
· مواطنون: نسبة الحسم غير حقيقية
هديل المحتسب، مصممة جرافيك، أفادت: "نسبة الخصومات غير حقيقية، ولا تتعدى في أفضل الأحوال 30% من قيمة السلعة الأساسية، على عكس ما يتم نشره بأنها تصل إلى 70-80%، ومحلات تجارية قليلة تجري حسماً بنسبة 50%، وحينما تتوجه إليهم تجده لا يشمل جميع القطع، إنما أشياء معينة، قد تكون في معظم الأحيان ليست مناسبة".
واتفقت معها بالرأي المواطنة ولاء عوض، وتابعت: "فواق شاسعة بين ما ينشر، وما نجده في الحقيقة، الإعلانات تحوّلت إلى دعاية تقوم على الأكاذيب، أحد المحلات أعلن عن خصومات من 50-70% على جميع الملابس، توجهت إليه، ولم أجد ذلك صحيحاً، ما كنت قبل الحسم أحصل عليه بـ100 شيقل مثلاً، كنت أظن بأنه سيصبح بـ50 شيقلاً، لكن وجدت سعره بـ90 شيقلاً، وهكذا".