شهيد وجريحان في غارة للاحتلال على بلدة حولا جنوب لبنان الرئيس يهنئ رئيس جمهورية القمر بسلامته من محاولة اغتيال حماس تكشف عن اتفاق لتشكيل "حكومة وفاق وطني" تدير غزة بعد الحرب أقوى إعصار يضرب شنغهاي الصينية منذ 75 عاما تشييع جثمان الشهيد أحمد ازقيلي في جنين الاحتلال يعتدي على شاب ويعتقله ويصيب مواطنين بالاختناق في الخليل "فتح" تشجب الإساءة للمتحدث باسمها عضو المجلس الثوري جمال نزال الشركات المدرجة تفصح عن بياناتها المالية للنصف الأول من العام 2024 وتراجع الأرباح بنسبة 62% مجلس الأمن يناقش وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة مستعمرون يقتحمون أراضي في بلدة بيتا جنوب نابلس جامعة الدول العربية والأمم المتحدة تبحثان تطورات الأوضاع في غزة والضفة الغربية مقرر أممي: إسرائيل تمنع دخول نحو 70% من المواد اللازمة لتنقية المياه بغزة الاحتلال يجدد غاراته على عدة بلدات جنوب لبنان العاهل الإسباني يتسلم أوراق اعتماد أول سفير لدولة فلسطين لدى مدريد مسؤول أمريكي: إقالة وزير الجيش الإسرائيلي سيكون قرارا جنونيا من نتنياهو

عندما لا يتمكن الأطفال من اللعب

عندما لا يتمكن الأطفال من اللعب

صادر عن أطباء بلا حدود

اللعب هو عنصر أساسي في مرحلة الطفولة. ومن خلاله،  فهو يساهم بشكل أساسي في عملية تطور الطفل وتعلمه وإضفاء المتعة عليه. وتحديداً عند اللعب مع الأطفال آخرين والأقران. ينبغي على الأطفال أن يكونوا نشيطين حتى ينموا ويطوروا مهاراتهم بصورة متكاملة. فمن خلال اللعب يبدأ الأطفال في التعرف على محيطهم وبيئاتهم، مما يتيح لهم فرصة البحث والاستكشاف وكيفية التفاعل مع المحيط

المهارات التي يطورها الأطفال من خلال اللعب، هي كالتالي:

القدرة البدنية: فاللعب يساعد الأطفال على تحسين صحتهم العقلية والنفسية وقدرتهم على النوم.

القدرات النفسية والمقدرة الاحساسية. من خلال التمييز بين الألوان والأشكال والقوام.

القدرة على التواصل: فمن خلال مشاركة العواطف والمفاجئات ومشاعر السعادة والاحباط والرغبة والنية.

الإبداع والخيال والتعاون

ولكن ما الذي يحدث عندما يصبح اللعب أمراً خطيراً...

في صباح أبريل من هذا العام. توجه فريق أطباء بلا حدود في تمام الساعة التاسعة والنصف صباحًا مستخدمين سيارة الدفع الرباعي 4 × 4 إلى منزل أحد المنتفعين ، وفي الطريق، مررنا بالعديد من الأبراج العسكرية. كان من الصعب الوصول إلى وجهتنا النهائية لأن العائلة ليس لديها عنوان واضح. إنهم يعيشون في منطقة معزولة تمامًا (ضمن منطقة تصنيف ج). لم تكن الطريق مؤهلة ومعبدة للوصول إلى المنزل، وكلما اقتربنا كانت الطريق تزداد سوءاً، حتى بدأت معالم المنطقة بالتغير.

وصلنا إلى وجهتنا النهائية بعد ساعة؛ ووجدنا خيمة في منتصف منطقة خالية من السكان. رحبت بنا امرأة بفضول واستغراب. والتي بدى على وجهها ويديها معالم التعب. قدم فريق أطباء بلا حدود نبذة عن المنظمة وطبيعة عملها في محافظة الخليل، ثم بدأنا بالحديث مع الامرأة التي استقبلتنا إلى حين وصول مصعب، الفتى البالغ من العمر تسعة أعوام.

على ما يبدو، الحياة في تلك المنطقة ليست سهلة بالنسبة للعائلة. فالأسرة تحصل على المياه الصالحة للشرب مرة واحدة في الأسبوع، حيث يتعين عليها اجتياز التوغلات العسكرية. ليس هذا فحسب، بل تعاني الأسرة من نقص في الكهرباء ونقص في الخدمات الصحية. كانت هناك ثلاث نساء حوامل في نفس المنزل، والطريق للوصول إلى أقرب مستشفى تستغرق أكثر من ساعة واحدة، إذا أرادو أن تتم الولادة بطريقة آمنة.

عاد مصعب الى المنزل بعد ساعة من انتهاء الدوام المدرسي، وهو الوقت الذي يستغرقه للمشي من البيت إلى المدرسة كل يوم تحت أشعة الشمس صيفاً والأمطار الغزيرة شتاء.  طلبنا موافقة الأسرة للحديث مع مصعب. مصعب لا يذهب للعب في الخارج. فعندما كان يلعب مع أقاربه في الشهر الماضي وعلى بعد 200 متر فقط من الخيمة التي يعيش فيها، وجد ذخائر غير منفجرة، ظن أنها كرة قديمة وبدأ اللعب بها. كان يعتقد أنها لعبته الجديدة ، وفجأة ... "حدث الاانفجار..!!!"

تأثر جميع أفراد الأسرة جسديًا ونفسيًا من هذا الانفجار بما في ذلك مصعب. وعلى الرغم من حصول مصعب على العلاج الطبي اللازم وابداء تحسن طبي إلا أن سلوكه بدأ في التغير في المدرسة والمنزل. بدأ مصعب يعاني من مخاوف ومشاكل في النوم ورؤية كوابيس. أيضاً، كان دائماً في حالة تأهب قصوى تشعره بأنه بحاجة إلى أن يكون قريبًا من شخص بالغ كلما سمع صوتًا... وكان يعاني أيضًا من الشعور بالذنب والعصبية، وأصبح غالباً يضرب اخوته وأقربائه.

لم يعد يريد اللعب بعد الان ...

جميع أفراد الأسر تأثروا بالحدث وبدأت الجدة في الاستيقاظ ليلا لتهدئة مصعب في منتصف لتهدئته والتعامل مع مخاوفه. أصبح والديه قلقون في كل مرة يخرج فيها أطفالهم من الخيمة... وتحديداً عند خروجهم إلى المدرسة، خوفاً من انفجار ذخائر أخرى.

 

بدأنا العمل على بناء مساحة آمنة مع مصعب مرة أخرى؛ زودنا الأسرة بجلسات تربوية نفسية حول كيفية التعامل مع أطفالهم وكيفية التعامل مع مخاوفهم والسماح لهم بالتعبير عن مشاعرهم وخاصة عند حصول  أحداث صادمة. كما عملنا مع مصعب لمساعدته فهم ما حدث، والتعبير عن مخاوفه، وإيجاد مكان آمن، وإعادة التواصل مع أسرته مرة أخرى عن طريق التعبير عن غضبه وإحباطه بطريقة صحية. عملنا أيضًا على تقليل الشعور بالذنب لدى مصعب. في نهاية اللقاءات، طلبنا من مصعب التفكير في أشياء يحب القيام بها وأخبرنا بأن هوايته كرة القدم. ساعدنا مصعب على بناء ملعب كرة قدم صغير بالحجارة كأهداف وبدأت الكرة في في التدحرج مرة أخرى.

بدأ عقل مصعب في عملية القبول والتفهم.

يحلم مصعب في أن يكون لاعب كرة قدم جيد كلاعب كرة القدم المشهور ميسي.

يجب ألا تكون هناك متفجرات بالقرب من مكان لعب الأطفال ...

تذكر دائما ومهما كان عمرك أنك قد تكون بحاجة للدعم النفسي وأنك غير مضطر لمواجهة المواقف الصعبة والمؤلمة لوحدك. إن الصحة النفسية مهمة جداً ولا يجب إهمالها، لأن الأشياء التي تبدو صغيرة وغير مهمة اليوم قد تتحول إلى مشكلة أكثر تعقيداً ويصعب معالجتها إذا تركت دون علاج، لذلك، إذا شعرت أنك بحاجة إلى المساعدة أو شعرت أن شخصاً آخر بحاجة لها ولا تستطيع تقديمها له تذكر أنك تستطيع مساعدته عن طريق تعريفه بخدمات منظمة أطباء بلا حدود. حيث تعمل المنظمة في محافظة الخليل مع ضحايا العنف السياسي عن طريق تقديم الدعم النفسي للأفراد والعائلات والمجموعات من خلال طاقمنا المتكون من الأخصائيين النفسيين الاجتماعيين والأخصائيين النفسيين الإكلينيكيين.لا تتردد بالإتصال بنا على الرقم0599980782 إذا كنت بحاجة إلى المساعده، وتذكر دائماً أن خدماتنا مجانية وخاضعة للسرية التامة.

عن منظمة أطباء بلا حدود

منظمة اطباء بلا حدودهي منظمة دوليةطبيةانسانيةمستقلة، تقدم المساعدة الطارئة للأشخاص المتضررين من النزاعات المسلحة والأوبئة والكوارث الطبيعية، والأشخاص المحرومين من الرعاية الصحية. تعمل المنظمة حالياً في أكثر من 70 دولة حول العالم، حيث تستجيب لحالات الطوارئ الطبية وتقدم المساعدة للأشخاص المتضررين، وفقا لاحتياجاتهم. بغض النظر عن العرق او الدين او الجنس او الانتماء السياسي.

تُدير المنظمة مشاريع للصحة النفسية في الخليل منذ عام 2001، وفي نابلس وقلقيلية منذ عام 2004. وتقدم الدعم النفسي للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية بسبب العنف الناجم عن الصراع السياسي.أما في قطاع غزة فتعمل المنظمة منذ العام 1989 وتحرص على توفير الرعاية الطبية اللازمة  مثل الجراحة التجميلية الترميمية و تأهيل المرضى الذين تعرضوا لإصابات مختلفة.