البطالة والجريمة
تشكل البطالة سبباً رئيساً لمعظم الأمراض الاجتماعية في أي مجتمع ، كما أنها تمثل تهديداً واضحاً للاستقرار الاجتماعي والسياسي والاقتصادي ، فالبطالة بمعناها الواسع لا تعني فقط حرمان الشخص من مصدر معيشته ، وإنما تعني أيضاً حرمانه من الشعور بجدوى وجوده، وفي إجمال للآثار الناجمة عن البطالة يذكر أن معظم المشكلات الاجتماعية والنفسية والأخلاقية التي انتشرت في الآونة الأخيرة في بعض الدول العربية والإسلامية التي تعاني من مشكلة البطالة
كانت البطالة هي العامل المشترك في خلقها واستفحال خطرها، وتعد البطالة في الأراضي الفلسطينية من أعلى نسب البطالة في العالم حيث تبلغ نسبة البطالة في صفوف القوى العاملة لسنة 2018 ما نسبته 34.9% من حجم القوى العاملة، وأنها تبلغ في قطاع غزة حوالي 51% ، بينما في الضفة الغربية بلغت 19.6% ويلغ عدد العاطلين عن العمل في الضفة الغربية حسب إحصاء 2018 ، ما تعداده (159500) شخص ان هذا الرقم في أعداد البطالة يعتبر رقما كبيرا وبزيادة عن السنوات السابقة
كما ان نسبة البطالة بين الخريجين بلغت العام 2014 حوالي 42.3% اما في العام 2018 فقد بلغت 49.9 ، ان السوق الفلسطينية في العام 2018 فقدت 15 ألف وظيفة، أي أن سوق العمل الفلسطيني بدأ بالانكماش بسبب الضبابية السياسية، ان تفاقم ازمة البطالة يؤدي إلى انهيار المنظومة المجتمعية من جوانب عدة وتشكل أحد الأسباب الرئيسية في تفشي ظاهرة الجريمة في المجتمعات كما يقول المختصون .
وان معظم الدراسات في مجال البطالة والجريمة تؤكد ان هناك علاقة ارتباطية طردية بينهما فكلما ارتفعت البطالة ارتفعت الجريمة ، ان الحلول الاقتصادية في مواجهة هذه المشكلة تتطلب مراجعة خطط التنمية المتزاحمة خاصة فيما يتعلق بالبرامج الخاصة بتوفير فرص عمل ودعم القطاع الخاص والبنية التحتية والبرامج ذات البعد الاجتماعي، بحيث يتم بناؤها على أساس الأولويات الفلسطينية وتنطلق من الواقع والاحتياج الفلسطيني.
إعادة تقييم كل برامج التشغيل التي تقوم بها أطراف متعددة وذلك من خلال زيادة التنسيق بينها، وأن تكون هادفة وشفافة لكي يستفيد منها العاطلون عن العمل في المجتمع الفلسطيني، بإزالة مظاهر الوظائف الوهمية والمتكررة للشخص الواحد. العمل على تأهيل العاطلين عن العمل طبقاً لاحتياجات سوق العمل دعم وتنمية سوق العمل المحلي وتهيئة المناخ الاستثماري المناسب لجذب الاستثمارات المحلية والعربية والأجنبية للاستثمار في فلسطين.
بقلم : علام سمحة