يديعوت أحرونوت: إسرائيل أعطت الضوء الأخضر لخطة تهجير سكان غزة روسيا: نرفض سياسة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة ومحاولات تهجير أهالي غزة ترامب: الفلسطينيون ليس لديهم بديل سوى مغادرة غزة الاحتلال يقتحم مخيم الفوار جنوب الخليل الرئيس الأمريكي يرفض الالتزام بفكرة دعم دولة فلسطينية مستقلة 160 منظمة دولية تدعو أوروبا لحظر التجارة مع المستوطنات الإسرائيلية فلسطين ليست للبيع.. احتجاجات أمام البيت الأبيض رفضا لتصريحات ترامب السعودية: لن نقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وسائل اعلام إسرائيلية: حكومة تل ابيب قد تطلب مغادرة قادة “حماس” قطاع غزة الاحتلال يشن حملة مداهمات واعتقالات في الضفة الغربية بعد إعلان ترامب.. أستراليا تؤيد حل الدولتين في غزة عدوان الاحتلال على مدينة طولكرم ومخيمها يدخل يومه العاشر: اعتقالات وتفجير منازل ونزوح قسري وسط تدمير واسع للبنية التحتية حماس: نرفض التصريحات الأمريكية بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة الاحتلال يعتقل متضامنة فرنسية في الخليل الاحتلال يواصل اقتحام وحصار بلدة طمون ومخيم الفارعة لليوم الرابع على التوالي

لا "واسطة" في وظائف الإعلام


كالسرطان في الجسد تفشت ، ومن ظاهرة إلى ثقافة أهلكت المجتمعات خاصة العربية منها ، أضحت مشهورة " بالواسطة " ، او ما يرفقها البعض بالمحسوبية ، وتلك إحدى أخطر عوامل تقاعس النهوض والازدهار ، وتطور المجتمع المتفشي بها .

يعيش طلبة الجامعات بشتى التخصصات حياة يحاولون من خلالها شق السبيل في الحصول على المعلومة ، وتحقيق الفائدة المادية المرتبطة بالتوظيف ، والتي ستعود عليهم جراء التعلم عقب التخرج ، وهذا الهدف يصعب إنكاره بالنسبة لطلبة الجامعات او مثلهم .

وان اخطر ما يواجه الطالب الخريج ، وما يهدم قصر أماله بالنسبة له هو عدم ايجاد فرصة في سوق العمل ، خاصة بعد قضاء أعوام دراسية تأخذ من وقته ، وماله ، وسنين عمره ، أبرزهم الطلبة المتفوقين المعنيين في جامعاتهم ، وفي نتائج مقابلات التوظيف المختلفة ، كالتربية والتعليم مثلًا .

لقد " أظهر أكبر مقياس للفساد على مستوى العالم للعام 2013، الذي أصدرته منظمة الشفافية الدولية بالتعاون مع مؤسسة أمان (الفرع الوطني للمنظمة)، أن 85% من الفلسطينيين أفادوا بأهمية وتأثير استخدام العلاقات الشخصية (الواسطة والمحاباة) في الحصول على الخدمات العامة " ما يعني ان المجتمع الفلسطيني يعاني من انتشار " الواسطة " ، وهو ما لا يخدم حقيقة تطبيق خطط المؤسسات التي تروج التقدم والفلاح للمواطنين ، اي انه لن يكون العمل تحت مظلة المهنية ولا الأخلاقية ؛ فالرجل المناسب ليس في مكانه .

ان اتساع مدى التعامل بالواسطة يزيد من التأثير ، وإلحاق الضرر الفادح ، وهو ما يعني تهديد المواهب والأفكار الإبداعية والتفوقية بالانقراض ؛ جراء الالتفاف عليها ، وتنحية الكفاءات وعدم اتاحة الفرص لها لسد ثغرات عطش حارة السقايين ، في عمليّة نزع للقلب الإداريّ أو المسئوليَّة الإداريَّة وما يصاحبها من امتيازات من شخص جَدير، ذو أَهليَّة .

"عامِلٌ كُفء" ، هذا ما يجعل حدًا " للواسطة " ؛ فقد يكون التعامل بالمحاباة مانحًا مكانةً للعمل في كثير من المجالات ، أو التخصصات العملية والوظيفية التي يمكن ان تُخفى فيها عيوب المُتَوَسّط لهم ، لكن ماذا حال الواسطة في الإعلام ؟

الإعلام بشتى وسائله المرئية ، المسموعة ، المقروءة ، موجهٌ للجمهور ، وهنا الجمهور يعد بمثابة لجان تحكيمية يومية، او عند كل مادة إعلامية تبث على الهواء ، او تخرج في الكتب والصحف ، لا يمكن ان يكون ساترًا للعيوب العملية ، او مضللًا الناس عن اخطاء العمل ؛ فكيف لمذيع ان يكون مقدما لبرنامج ما ، ولا يجيد القراءة السليمة ، والأسلوب ، والثقافة ، وسرعة البديهة ، والأفكار ؟ او كيف سيلقي علينا نشرة الأخبار ، او تحريرها كما في الصحف دون سلامة لغوية كأقل مقياس ؟ فالمؤسسات التي تقبل العمل بذلك ، يعني انها ستبحث عن نفسها في كوب غير الارض ؛ علّها تجد ما نسبته من متابعين ، ومشاهدين .

ان المؤسسة الإعلامية المتقدمة ، الطاعنة في سن العمل ، لا تقبل التعامل " بالواسطة والمحاباة " ، فلن يجرؤ مالكها ، ولا مديرها ان يفسد صيت مؤسسته ، بتوظيف ابن عمه او خاله اي احد أقاربه  او المعارف ، على حساب من هو إبن وكُفء المهنة ، والذي خاض غمار التعليم ليستطيع مَقدِرة الظهور أمام الكاميرا او المايك .. مخاطبا الآلاف او الملايين من المتلقيين ، والأبرز أن الجمهور المتلقي أكثر توعوية ، وعلما ، وملاحظة مما كان عليه منذ بدايات ظهور وسائل الإعلام ، أي الحديث .

ينبت المذيع المتمكن ثمار العراقة ، والعمل الإبداعي لمؤسسته ، وان سالنا الجمهور المتلقي من مالك ، او مدير فضائية ما ؟ سيذكر إسم اشهر المذيعين المؤثرين ، فيما قد لا يخطر في مخيلته مالكها ، او مديرها .

✍ : محمد عادي