"أوتشا" تحذر من تدهور خطير في الوضع الإنساني في غزة الإمارات: لا استقرار في المنطقة دون حل الدولتين إفصاح "غوغل" عن سلامة أحدث نماذجها للذكاء الاصطناعي محل قلق الاحتلال يقتحم بلدة بيت فجار الطقس : أجواء حارة والحرارة أعلى من معدلها العام بحوالي 8 درجات مئوية قوات الاحتلال داهمت مخيم الفوار جنوب الخليل لأكثر من ٧ ساعات وحققت مع أكثر من 50 مواطنا شهداء وجرحى اثر قصف الاحتلال مدينتي خان يونس وغزة حملة مداهمات واعتقالات في الضفة الغربية الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ83 على التوالي الاحتلال يمنع رئيس الوزراء من القيام بجولة ميدانية في بلدات دوما وقصرة في نابلس وبلدتي برقا ودير دبوان في رام الله مستوطنون يقتحمون راس العين في أربحا ويرعون أغنامهم وسط مساكن المواطنين فرنسا: لا بد من السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة الاحتلال يحول القدس إلى "ثكنة عسكرية" تزامنا مع "سبت النور" الرئيس الكولومبي: يجب التفكير في الشعب الفلسطيني الرازح تحت إبادة جماعية معتقل من جنين يدخل عامه الـ21 في سجون الاحتلال

وحدها الضريرة من رأت موت بارودها.. وعفو الرب

كتب: مجدي العدرة
الحرية- بعفو رباني شق خاصرة السموات أخيرا وصعد بين طبقاتها يتلفت هنا وهناك، يبحث عمن فقدها على الأرض لسنوات طوال،. مكبلا معذبا منهكا ميتا حرا طليقا، لم يعد اسم تلك الحالة التي عرج بها مهماً له ولها... كل ما يريده الآن مغفرة الرب ولقاء حبيته الكفيفه "ريا".

28 عاما عاشها الفارس بارود كالأموات، مقيدا بالأصفاد والحديد والحراس والبعد عنها، عن تلك الوالدة التي أشقاها غيابه وأعماها كثرة البكاء عليه، كافحت لأعوام واعوام صحتها المتهالكه، ونضالت بشراسة مثقلة كل أوجاع الدهر والقهر، تصبر نفسها وترقب بالمرارة عودة من لم تنجب سواه.

شاخ وجهها وشاب شعرها قبل كل أوان، فقد دق الهرم بابها حين اعتقل فارسها الوحيد عام 91، وحين حكم عليه بالمؤبد مرتين و22 عاما، وحين تجاوزته عشرات الصفقات، وحين حُرمت من زيارته 18 عاما متتالية، ليقضي في السجن أكثر من ربع قرن، بين وجع المرض وقتل السجان وغصة البعد عنها حتى جاورت الرفيق الاعلى منتصف العام 2017.

احيا العام 2013 قلبها وقتله في ذات التوقيت، حينما ادرج اسم بارودها ضمن الدفعة الأخيرة من الأسرى القدامى الذين تعهد الاحتلال بإطلاق سراحهم وفق تفاهمات سياسية مع السلطة الفلسطينية، لكن الغدر الصهيوني باغت أملها الكبير وقلبها المنكمش وعلق الإفراج عن تلك الدفعة في لحظاتها الأخيرة.

الكل في غزة يعرف لحظات الحاجة "ريا" في تلك السنة، حين طفحت وكالات الأنباء ومحطات التلفزة في ذلك العام بالحديث عن اقتراب الصفقة وموعد الافراج، سارعت لإعداد وترتيب غرفته الخاصة واشترت له سريرا جديدا وبعض الملابس الجميلة كي يذهب بها الى صلاة الجمعة وقبر والده، لكن الحلم القريب ذُبح من جديد وللمرة الألف، فلا هي رأت فارسها ولا نام فارسها في غرفته.

اليوم يرتب القدر لقائه الخاص لفارس ووالدته، موشحا بالشهادة، يتعانقان ويبكيان ويفرحان ويعطيان البصر معناً أخر، ونكتب نحن في الأسفل عنهما نصا جديدا في كتابنا الفلسطيني الذي فاض بالشقاء والعذاب والوجع وقلة الحيلة.

لروح فارس بارود الف سلام