شو ما شَتَّتْ ما بيحلى موسمنا
"شو ما شَتَّتْ ما بيحلى موسمنا"
بقلم محمد عادي
بالأمل متشبثين ، انهم هم ، من يقتربون من ألوهية خلق الأمل ، مع فارق التشبيه ؛ فلولا الأمل ما بقوا احياء
شتي يا دنيي تيزيد موسمنا ويحلى
وتدفق مي وزرع جديد بحقلتنا يعلى
تلك كلمات أغنية فيروز التي نشتهر بسماعها في الشتاء ، ولا سيما عند نزول الغيث ، او تساقط للثلوج !
إن نسبة الهطول التي سجلتها وزارة الزراعة مبشرة والحمد لله ، والعام كان كذلك ، وغيرها من الأعوام ، ورغم ذلك كله ، لا زلنا نستمع ونردد كلمات فيروز .
أتساءل وقبله تفحصت ، "شتت" الدنيا ، و "تشردق" من الشبع موسمنا ، أزاد موسمنا حلاوة وحلي ؟!
يعرف الموسم بالأرض ، وحلاوة الموسم أو الارض في فلسطين مفقودة تماما ، بل وتُلتَهَمُ يوميا وتحت اَي ذريعة يغتصبونها ولا حاجة لهم لدليل ، فإستباحة الأرض الفلسطينية تآمر فيها الكثير على فلسطين ، حتى قوانين وقرارات مجلس الأمم المتحدة خَضَعَت ، لا خَضَّعت .
الارض وحلاوتها ، ولم يبقى في جعبة الفلسطيني سوى الأمل ، أمل الارض ، وان كانت مكونات صحن " السلطة " "البندورة ، الخيار ..إلخ" مستوردة من السوق " الاسرائيلي .
شتي يا دنيا بلكي موسمنا يزيد ويحلى
فإن كانت الحلاوة هي الارض ، فالحلي زينتها ، تمر السنين بما حملت وتحمل ، وما من فلسطيني يخلو منزله من اسير ، او جريح ، ان لم يكن شهيد ، فالأرض والأسير ، اكثر ما يبكي الفلسطيني على فقدانهم ، وما يحتسبون الشهداء إلى احياء عند ربهم .
ها نحن جميعا على مشارف العام الجديد ، والبعض سيزور امريكا ، او ألمانيا او تركيا ، ويبحث عن تغيير يُرَفهُ فيه عن نفسه " يغير جو "، لكن الأسير الفلسطيني صاحب غرفة "المتر بمتر "، لن يزيد موسمه إلى عكس ذلك ، ولن يحلى ما دام الحال مستمر.
ظروف إعتقالية قاسية داخل الزنازين ، برد قارص يضاف إلى الحالة الجوية ، وتأملوا حجم المعاناة ، وما تشعروه ليس الا القليل القليل القليل ، مما يمرون به الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الاسرائيلي ، يتم وضعهم في زنازين لا مِساحة فيها ، مسلطين كاميرات مراقبة فوق رؤوسهم ، وان افلسوا الذرائع يأمرون بالإداري ، والعالم ل"إسرائيل" يداري.
لا يخلو مكتب الأمم المتحدة من تقارير تثبت خطورة اوضاع الأسرى الفلسطينيين في السجون ال"اسرائيلية" ، وما ينتشر فيها من مخاطر وامراض أصيب فيها الأسرى في السجون نتيجة الإهمال المتعمد .
فأي موسم يحلى ..هكذا حال حقيقة الفلسطيني. فلم يعد محمد ،واحمد ،وسامح ، ومعتصم .. وقائمة تطول من الأسرى يعلمون ما لون السماء ، وما رائحة الورد ، ولا فيتامين د ، وفقدت أعوامهم وخيرة شبابهم في قضاء العمر داخل الأسر ، لم يكونوا معهم في الامس ، ومحرومون من الشمل .
نعم الشمل ، فعن ماذا سَيُحدثكم الفلسطيني، عن أمل العودة الذي لا يغادر أوجاعهم ، اوجاع الصبر ، فالعودة لا تتزحزح عن فكر ومعتقد وايمان الحاج (ابو واصف ) ، صاحب ال٩٥ عاما ، والذي عايش اكبر محطات الألم والظلم والبشاعة ، ومن من الإنسانيين ينسى النكبة ، وصبرا وشتيلا ، ومطابخ حيفا والخليل والقدس وغيرها العديد، وهذا ما لا ينساه الفلسطيني ، أينسى احدكم حليب أمه.
فيروز تغني .. انا لا انساكِ فلسطينُ
فيروز تغني .. يا زهرة المدائن