الشاعر وعوض يؤكدان أهمية التشاركية للنهوض بواقع الاشخاص ذوي الاعاقة
احيت وزارة التنمية الاجتماعية بالشراكة مع الجهاز المركزي للاحصاء اليوم العالمي للاشخاص ذوي الاعاقة باحتفال مركزي اقيم في رام الله، بهدف تسليط الضوء على هذه الشريحة الهامة من المجتمع الفلسطيني، بما يسهم في تلبية احتياجاتهم وتعزيز اندماجهم في المجتمع.
وقال وزير التنمية الاجتماعية د. ابراهيم الشاعر في كلمته ان تطورات ملموسه طرأت في مجال الاهتمام بقضايا الاشخاص ذوي الاعاقة، على صعيد التشريع وتعديل قانون ذوي الاعاقة ليصبح أكثر عصرية واستجابة للتطورات واحتياجات ذوي الاعاقة، وعلى صعيد الخدمات والتأهيل والدمج.
واضاف الشاعر خلال كلمته ان القيادة والحكومة توليان أهمية خاصة لتلبية حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة، وأن هناك التزاما بتعزيز دور وزارته على هذا المستوى لوضعها في صميم العمل.
وأكد الشاعر ان فلسطين سجلت قصة نجاح على مستوى المنطقة في مجال تعيين الاشخاص ذوي الاعاقة، عبر تجاوزها النسبة التي نص عليها القانون لتشغيل ذوي الاعاقة لتصل الى 6.7% في العام 2017، مشيرا في الوقت ذاته الى ان وزارة التنمية الاجتماعية سجلت نموذجا مميزا في هذا الاطار عبر وصولها الى نسبة 11% .
وبخصوص الأجهزة المساندة والدمج والموائمة، قال الشاعر: "رصدنا لهذا العام موازنة قيمتها 2.5 مليون شيكل، وسنزيد قيمة هذه الموازنة للعام القادم من أجل تسهيل الوصول إلى الادوات والاجهزة المساندة لتمكين هذه الفئة من الوصول الى التعليم، والعمل والتمكين الاقتصادي والمشاركة في المجتمعات، ورفعنا وتيرة التعاون مع الوزارات المعنية والمجتمع المدني والقطاع الخاص لمواءمة المباني العامة، ودمج المزيد من الطلبة من ذوي الاعاقة بالمؤسسات التعليمية وتقديم خدمات صحية افضل لهم".
كما وعبر عن اعتزازه بنموذج الشراكة مع الجهاز المركزي للاحصاء، في اطار تعزيز حقوق ذوي الاعاقة، موكدا في الوقت ذاته وجود توسع في دائرة الداعمين من المجتمع المدني والحكومات والأفراد لحقوق الأشخاص ذوي الاعاقة، مؤكدا في ذات الوقت على أهمية الاستفادة من البيانات الاحصائية في التخطيط لتحسين واقع هذه الفئة المجتمعية.
وفي كلمتها قالت رئيسة الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني علا عوض، ان النتائج والمؤشرات التي افرزها مشروع التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت 2017 كان الدافع الاساسي نحو تنظيم هذه الفعالية، للوقوف وتسليط الضوء على واقع الاعاقة في المجتمع الفلسطيني، والجهود التي تبذلها المؤسسات الرسمية وغير الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني لتحسين واقع ذوي الاعاقة، ودعمهم وتذليل العقبات التي تحول دون التحاقهم بسوق العمل وكذلك السعي الحثيث والمستمر في ادماجهم في برامج التنمية المجتمعية، عبر ترسيخ مفهوم تكافؤ الفرص.
واضافت عوض ان النتائج افرزت حقائق وارقام مفاجأة تؤكد على ان تحديات الاشخاص ذوي الاعاقة ما تزال كبيرة، خاصة في ظل عجز القوانين والتشريعات في توفير الوسائل والادوات التي تساعدهم على التكيف والاندماج في المجتمع بصورة طبيعية، وغياب التطبيق العملي لها على ارض الواقع، مضيفة: "على سبيل المثال فإن قلة قليلة تلتزم بالنسبة القانونية للاشخاص ذوي الاعاقة والتي تبلغ 5%".
كما تطرقت عوض الى ان ثلث الاطفال من ذوي الاعاقة في الفئة العمرية من (6-17) عاما غير مدمجين في التعليم، وهو مؤشر يتطلب المزيد من البحث والتحليل، علما ان ذلك لا يغطي ما افرزته الاحداث والتطورات الاخيرة خلال العام 2018 لاسيما في قطاع غزة.
من جانبه رئيس اتحاد الاشخاص ذوي الاعاقة رفيق ابو سيفين قال في كلمته ان قضية الاعاقة خطت خطوات ايجابية في السنوات الاخيرة، وذلك من خلال العمل التراكمي وحملات الضغط والمناصرة للوصول الى حقوق هذه الفئة، مضيفا ان هذه التطورات الايجابية بحاحجة الى بعض القطاعات التوجيهية الواعية حتى لا تتحول الاعمال الحسنة الى ممارسات خاطئة حين يكون الحراك غير مبني على اسس الحوكمة الرشيدة كما يحدث في بعض المؤسسات.
واضاف ابو سيفين ان الاتحاد ينفذ خطوات متواصلة لتضمين حقوق ذوي الاعاقة في فلسطين حتى تكون قضية ذوي الاعاقة حاضرة في كافة القوانين والمؤسسات، كما وجه رسالة للاشخاص ذوي الاعاقة بأن "حقوقهم تنتزع ولا تؤخذ، ولا أحد ينوب عن ذوي الاعاقة".
هذا واستعرض الجهاز المركزي ارقام ومؤشرات احصائية مفصلة استعرض خلالها واقع الاشخاص ذوي الاعاقة في جوانب متعددة على ضوء نتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام 2017.
وتخلل فقرات فنية قدمها جمع مع الاشخاص ذوي الاعاقة، وعرض لفيلم حول الصعوبات التي تواجهها هذه الفئة، الى جانب مداخلات وقصص نجاح من خلال شهادات حية من ذوي الاعاقة.