الزبيب يحمي القلب والأوعية ويقي من السرطان

 يحتوي الزبيب على فوائد رائعة للجسم والصحة والجمال، والزبيب هو العنب المجفف وله أنواع متعددة، ويعتبر من الأطعمة الخفيفة والصحية والمقوية، ومصدراً جيداً للطاقة، ويعد من أكثر الفواكه استعمالاً حول العالم. ويضم الزبيب عناصر غذائية متعددة، تعزز الصحة العامة، وقام العديد من الباحثين بإجراء دراسات لمعرفة كل أسرار الزبيب، وتبين أنه يحتوي على أحماض فينول كاربوكسيل ومركبات مهمة مثل الفينولات، وبعض الفيتامينات والمعادن.

يسهم تناول الزبيب في الوقاية من العديد من الأمراض، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان وتسوس الأسنان، ويعالج الإمساك ويسهل عملية الهضم، ويقلل من ارتفاع ضغط الدم، ويمنع حدوث مشكلة الحموضة، وينظم السكر في الدم، إضافة إلى العديد من المميزات الأخرى.

ويتم تجفيف العنب بواسطة الشمس، أو طرق صناعية متنوعة أخرى، وفيها يتحول العنب إلى اللون الذهبي، وأحياناً الأسود أو الأخضر، ويمكن استخدامه بديلاً عن السكريات، وإضافته للعديد من الأطعمة والأكلات، ويستعمل في الفطائر وأطباق التحلية والكعك والحلويات.

ونتناول في هذا الموضوع الفوائد الكثيرة للزبيب، سواء للجانب الصحي أو العلاجي أو الجمالي، مع بيان الأمراض التي يدخل في علاجها، والخصائص التي يتميز بها، لتحسين حالة البشرة والشعر، وكذلك نعرض أنواع الزبيب، والقيمة الغذائية التي يحتوي عليها.

القيمة الغذائية

يمثل الزبيب مصدراً هائلاً للطاقة، ويمكن تناوله كمكمل غذائي للحصول على الطاقة، وذلك بالنسبة للأشخاص الرياضيين والذين يمارسون الرياضيات التي تحتاج إلى مجهود كبير، لتعويض الفاقد المستمر من الطاقة.

ويحتوي الزبيب على بعض الفيتامينات المهمة، مثل فيتامين «أ»، وفيتامين «إي»، وفيتامين «ك»، وفيتامين «سي»، وحمض بانتوثينيك أو فيتامين «ب5»، كما يحتوي على بعض المعادن الضرورية لصحة الجسم، ومنها الحديد والبوتاسيوم والصوديوم والكالسيوم، وكذلك الفسفور والزنك والنحاس والمغنسيوم.

ويقدر مركز التغذية الأمريكي احتواء كل 50 جراماً من الزبيب على حوالي 151 سعراً حرارياً، وحوالي 0.25 جرام من الدهون، وما يقرب من جرامين، من الألياف الغذائية المفيدة للصحة، وحوالي 38 جراماً من الكربوهيدرات، وما يقرب من 28 جراماً من السكريات، إضافة إلى 1.5 جرام من البروتينات.

ويمكن تقسيم الزبيب إلى أنواع وأصناف مختلفة، من حيث اللون والطعم والحجم والحلاوة، فيوجد الزبيب الذهبي الذي لا يحتوي على بذور، وهناك أنواع تحتوي على بذور، وأنواع أخرى لا تحتوي عليها، ويوجد الزبيب الأسود والزبيب المختلط بأكثر من نوع، والزبيب السلطاني، وأنواع أخرى متعددة.

مفيد لمرضى السكري

يظن البعض أن الزبيب يمكن أن يكون مضراً بالنسبة لمرضى السكري، ولكن على العكس؛ لأن تناول الزبيب يعمل على تنظيم السكر في الدم، فهو يعمل على تقليل مشكلة عدم الاستجابة للإنسولين بالنسبة لخلايا الجسم، وهو الخطوة الضرورية للأشخاص الذين يعانون داء السكري، بسبب ضعف حساسية الخلايا للإنسولين.

وثبت علمياً أن الزبيب يعمل على تنظيم امتصاص كميات السكر في الجسم، وبالتالي يؤدي إلى حدوث استقرار لمعدل السكر في الدم، والوقاية من الوقوع في مضاعفات مرض السكري، وتجنب الحالات الصحية الطارئة، والنجاة من غيبوبة السكر التي تصيب الكثير.

كما يسهم تناول الزبيب في علاج حالات ارتفاع درجة الحرارة أو الحمى، بفضل وجود الفينولات والعناصر الأخرى المضادة للميكروبات والجراثيم، فهو يعطي تأثير المضادات الحيوية في الجسم مع مضادات الأكسدة، وكل هذه المميزات تجعله فعالاً في تخفيض درجة الحرارة والتخلص من الحمى.

تحسين الجهاز الهضمي

تناول الزبيب يسهم في تحسين عملية الهضم بصورة كبيرة، ويكفي أكل القليل منه يومياً، للحصول على معدة قوية وصحية، لأنه يحتوي على الكثير من الألياف الغذائية المهمة للتخلص من الغازات والانتفاخات، كما يعمل على تليين المعدة والتخلص من مشكلة الإمساك المزمن.

ويعمل الزبيب على تعزيز حركة الأمعاء الطبيعية والضرورية لعملية امتصاص العناصر الغذائية وهضم الطعام، كما تسهم الألياف في طرد السموم والفضلات والنفايات من الجسم.

ويعمل الزبيب على تقليل مشكلة الحموضة، بفضل احتوائه على كميات كبيرة من البوتاسيوم والمغنيسيوم، وله دور فعال في الوقاية من مرض ارتجاع المريء أو الحموضة، إضافة إلى الوقاية من التهاب المفاصل، والنقرس والتخلص من حصوات الكلى.

ويمثل الزبيب ملجأ جيداً لإغاثة الذين يعانون حالات الإمساك القاسية والمزمنة، فهو قوي في منع الإمساك، ويمكن إضافته إلى كثير من الأطعمة للتخلص من هذه المشكلة؛ لأن الألياف الموجودة في الزبيب غير قابلة للزوبان، وبالتالي تسهل عملية إخراج الفضلات.

الحماية من السرطان

ويحتوي الزبيب على مركبات ومواد قوية من مضادات الأكسدة، التي تعد وقاية كبيرة من الإصابة بأمراض السرطان، وهي مصدر هائل لحمض البوليفينول المعروف بخصائصه في التخلص من أضرار وتأثيرات الجذور الحرة في الجسم.

وتعتبر الجذور الحرة أحد أهم الأسباب للإصابة بأمراض السرطان، كما تساعد في انتشار الخلايا المصابة وتحفز نشاط الأورام الخبيثة في الجسم، وينصح الأطباء بتضمين الوجبات اليومية في الزبيب، للحصول على مضادات الأكسدة الفعالة بقوة، والتي يمكن أن تحمي من الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان في المستقبل.

ويفيد تناول الزبيب الأشخاص الذين يعانون مرض البدانة أو يريدون التخلص من الوزن الزائد بعمل الريجيم، فهو مصدر رائع للوصول إلى الوزن الصحي؛ لأنه يحتوي على سكر الفواكه والجلوكوز، مما يوفر الطاقة الهائلة. كما يساعد الزبيب في تقوية الخصوبة بشكل جيد، بواسطة احتوائه على «أرجينين» من الأحماض الأمينية التي تعالج الضعف لدى الرجال، ويزيد من مستويات الخصوبة وزيادة فرص الحمل.

الأنيميا والعين

يستطيع الزبيب أن يعالج مشكلة فقر الدم أو الأنيميا، لأنه يحتوي على كميات كافية من الحديد، الذي له دور كبير في التخلص من الأنيميا، إضافة إلى وجود عدد من الفيتامينات الضرورية لهذه المشكلة، مثل فيتامين «ب» والأنواع المركبة منه، مع توفر نسب عالية من النحاس الذي يدخل في تركيب خلايا الدم الحمراء، وتسهم كل هذه الخصائص في تكوين خلايا الدم الجديدة، والتخلص من المشكلة.

ويشير الباحثون إلى أن تناول الزبيب يساعد في حماية العين وتقويتها، حيث يعد الزبيب من المصادر الجيدة للحصول على البوليفينول، إضافة إلى فوائد المركبات المضادة للأكسدة، وهي ضرورية للحفاظ على صحة العين.

كما يحمي الزبيب العين من التأثيرات السلبية المستمرة الناجمة عن أضرار الجذور الحرة الموجودة في الجسم، إضافة إلى احتوائه على معدل كبير من فيتامين «أ» المفيد للعين، مع مركبات بيتا كاروتين والكاروتينات المهمة لقوة وصحة العين.

ويحتوي الزبيب على الكالسيوم والفسفور وكلاهما ضروري لصحة وفوة العظام، ومعروف أن الكالسيوم يعتبر العنصر الأساسي لبناء العظام، وهو متوفر بكميات كبيرة في الزبيب.

ويعتبر الزبيب من الفواكه الغنية بالبورون، وهو عنصر كيميائي ضروري لتشكيل بنية العظام، كما يساعد في امتصاص الكالسيوم، ومعروف علمياً أنه يقلل من فرص الإصابة بمشكلة هشاشة العظام للسيدات، وخاصة بعد الوصول إلى سن اليأس.

البشرة والشعر

ويوفر تناول الزبيب الجانب الجمالي، وذلك من خلال الحفاظ على بشرة خالية من الشوائب ومتألقة وجذابة، بفضل احتوائه على مغذيات البشرة، كما يعمل على مكافحة الشيخوخة المبكرة ويحمي الخلايا من الضرر، إضافة إلى إصلاح الجلد التالف، ويقي من الأضرار التي يسببها التعرض للشمس، ويعزز إنتاج الخلايا الجيدية.

ويفيد تناول الزبيب في منع مشكلة تساقط الشعر التي تؤرق الكثير من الأشخاص، وخاصة السيدات، وله قدرة كبيرة على الوقاية من حالة الشيب المبكر، كما أنه ضروري للحفاظ على صحة الشعر، ويعالج مشاكل قشرة الرأس، والمشاكل والأمراض التي تصيب فروة الرأس.

القلب والأوعية الدموية

وتشير دراسة أمريكية حديثة إلى أن تناول الزبيب يحمي من الإصابة بأمراض القلب والشرايين. وكشفت الدراسة عن أن تناول ما يقرب من 60 جراماً من الزبيب يومياً، على مدى 30 يوماً، يؤدي إلى انخفاض مستوى الكوليسترول الضار في الجسم.

وتخفيض هذا النوع من الكوليسترول يعود بالنفع على صحة القلب، ويقلل من فرص التعرض للإصابة بمشاكل وأمراض القلب والشرايين؛ نتيجة احتوائه على الألياف الصحية والبوليفينولات.

كما أن الزبيب من الفواكه الغنية بعنصر البوتاسيوم، والذي يعد المعدن الأساسي في القيام بمختلف وظائف الخلايا والأنسجة، وكلما كان متوفراً في الوجبات الغذائية، كلما انخفضت فرص الإصابة بالسكتات الدماغية.

وبينت التجربة التي أجريت على عدد من المتطوعين، أن تناول الزبيب لمدة شهر، أدى إلى خفض كمية الكوليسترول الكلي وقليل الكثافة أو الضار بدرجة كبيرة، بعد إضافة الزبيب إلى الوجبات الغذائية لهؤلاء الأشخاص.

ضغط الدم

أوضحت تقارير مركز القلب الأمريكي عام 2013 أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة بسيطة في ضغط الدم، يمكن أن يتناولوا الزبيب في الوجبات الثلاث الرئيسية، للتخلص من هذه المشكلة، وهو ما يفيد صحة القلب والأوعية الدموية.

وأثبتت دراسة أخرى أن تناول الزبيب عموما يقلل من ارتفاع ضغط الدم، وبالتالي حماية القلب من الأمراض، وذلك بفضل وجود العديد من العناصر الغذائية التي لها خصائص تقليل التوتر الذي يحدث في الأوعية الدموية، مما يؤدي في النهاية إلى الحفاظ على ضغط الدم من الارتفاع.