"الغزال الأسمر"

كتب محمَّد عوض

لطالما قلت، بأن بعض المكتسبات، تكون أكثر أهمية، وأفضل، وأغلى، من البطولات، وأهمها : الحصول على عناصر شابة أصحاب إمكانيات عالية، لهم القدرة على تقديم الإضافة الحقيقية للتشكيلة، وكان لهلال القدس، النصيب الكبير، حينما برز في صفوفه هذا الموسم، واحداً من أفضل الأظهرة على المستوى المحلي، اللاعب الشاب موسى فيراوي.

الأسمراني "فيراوي"، وفي الظهور الأوَّل له هذا الموسم، نال إعجاب كل من تابعه، صغير في السن، رشيق للغاية، يلعب بدرجةٍ عالية من الروح القتالية، عصري، يقوم بمهام دفاعية وهجومية في آنٍ واحد، وكراته العرضية متقنة، يتفوق على نقص الخبرة بكلِّ تلك الميزات، وبات محط إشادة وتقدير، وحجز لنفسه مكاناً في التشكيلة الأساسية.

"فيراوي"، لم يتواجد مع هلال القدس فحسب، بل استحق الانضمام للمنتخب الأولمبي، وقدم معه أداءً طيباً، وساهم في الإنجاز التاريخي، بقيادة المدير الفني أيمن صندوقة، كما استدعي مؤخراً لمعسكر "الفدائي" الأوَّل، الذي خاض مباراتين وديتين أمام الشقيقين : الكويتي، والعراقي؛ وهذا يشيرُ بوضوح إلى أنه بات لاعباً يعتمد عليه هنا وهناك.

حقيقةً، قدَّم هلال القدس للكرة الفلسطينية، هذا الموسم تحديداً، لاعبين صغار، أصحاب إمكانيات كروية عالية، يمكن الانتفاع منهم في المنتخبات الوطنية، مثل : "موسى فيراوي وعدي الدباغ"، وغيرهما، والأسمراني تحديداً يمكنه حل مشكلة الظهير الأيمن التي عانى منها المنتخب الوطني، ومن قلة من يشغل المركز، والاعتماد الدائم على مصعب البطاط.

"فيراوي"، آمل أن يُحافظ دائماً على أعلى درجات التواضع، ويتعامل دوماً باحترافية تامة، وينصرف على الاهتمام بتطوير قدراته، ليكون صاحب شأن كبير، ليس لموسمٍ أو اثنين، بل على المدى الطويل، ويضع نصب عينيه الاحتراف الخارجي، لكن دون تسليم عنقه لأيِّ وكيل أعمال، قد يضره أكثر مما ينفعه، ويحتكم للغة العقل، والمنطق.