هل يستر كأس فلسطين "عورات" ثقافي طولكرم هذا الموسم؟

كتب محمَّـد عوض

مـرَّ ثقافي طولكرم، بموسمٍ شاقٍ على مختلفِ الأصعدة، وتحديداً في دوري الوطنية موبايل للمحترفين، فلم يعرف من أي يتلقى الفريق الضربات الموجعة، فغادر الصفوف بتوقيتٍ حرج لاعبين هامين مثل : "معاذ مصطفى"، ولحقت الإصابة بآخرين بارزين شكلوا أعمدة فقرية للتشكيلة، مثل : "عدي خروب، عبود أبو شنب، حسيب العلي" وغيرهم.

"عورات" ثقافي طولكرم، لم تكن على مستوى الإصابات التي لحقت بعناصرَ مميزة، بل امتدت لعدم التعاقد مع لاعبٍ صاحب إمكانيات مميزة في خط الهجوم، مما ترك فراغاً كبيراً، لم يعد على التركيبة إلا بالضرر، إلى أن فقد الفريق ترتيبه المتقدم على لائحة الترتيب العام، وبات مهدداً بالهبوط إلى الدرجة الأولى – الاحتراف الجزئي -.

إشكاليات عديدة لازمت ثقافي طولكرم، ولم يكن حلّها أمـراً سهلاً على الإطلاق، فالتعاقدات التي أبرمت خلال سوق الانتقالات الصيفية، لم تكن كافية، ومن تم التعاقد معهم في الشتاء، وجوه شابة، منهم من يلعب لأوِّل مرةٍ في الدوري الفلسطيني، ومنهم من لازم دكة الاحتياط، ولم يشكِّل إضافة حقيقية لأصحاب الزي "العنابي".

الثقافي، اعتمد إلى حدٍ كبير على أبنائه، وهذه نقطة هامة، تحسب لمجلس الإدارة، والجهاز الفني، وهم على أعلى قدر من المسؤولية، منهم من لا يمتلك الخبرة الكافية، ومنحهم الفرصة الكاملة سيجعلهم أفضل المواسم المقبلة، والاستثمار في أبناء النادي، هو الأفضل، والأجدر، والأهم، وأكثر ما يستحق الاحترام.

وبغض النظر عن "عورات" الثقافي الكرمي الكثيرة هذا الموسم، إلا أن الفريق استطاع الوصول إلى نهائي كأس فلسطين لأندية المحافظات الشمالية، بعد سنواتٍ طويلة من الغياب، ليواجه في الموقعةِ النهائية، هلال القدس، الفريق المتوَّج مؤخراً بلقبِ دوري الوطنية موبايل للمحترفين، مع الإشارة إلى أن "العنابي" تفوَّق عليه بالأضواء، بفوزٍ في الذهاب، وتعادل في الإياب.

منظومة "العنابي" كاملةً، لم تكن راضيةً عما حققه الفريق في دوري المحترفين، في النهاية فريقهم قاتل على الهروب من شبح الهبوط، وكان ثالث أقل الفرق تحقيقاً لنتيجة الانتصار، بعد الهابطين شباب الخضر، وشباب دورا، فكسب في خمس مباريات، وتعادل 12 مرَّةً، كان ثالث أقل الفرق خسارةً، بخمسِ هزائم، خلفاً للهلال المقدسي، وأهلي الخليل.

وصول "العنابي" إلى نهائي كأس فلسطين، أوجد أملاً كبيراً عند متابعيه، بتحقيق بطولة غابت عن الخزائن لسنواتٍ طوال، وفي الواقع، إن اعتلاء منصات التتويج هذه المرّة، سيكون كفيلاً بأن ينسى الجمهور ويلات الدوري، ويعيد الثقة مجدداً إلى الجميع، والمطلوب الحشد خلف "العنابي"، ودعمه قبيل المباراة، وبعدها، وليس أمراً مستحيلاً تحقيق الانتصار.