الحسرة "الحمراء" ... الطريق معبد بالأشواك حتى تلتئم الجراح !

كتب محمَّـد عوض

قد تكون نجماً، لكن هناك من هو أكثر سطوعاً منك، وقد تحقق الانتصار، إلا أنه لا يكون كافياً، حينما يرتبط بحاجتك لتعثر الآخرين، ربما تستحق، وبجدارة، لكن هناك من يستحق بجانبك، وتفوق عليك، ولو بفارقٍ بسيط، وجعلك تتحسر على فقدان ما يعتقد البعض بأنه لم يكن أكثر من فتات، حسم الأمـر من قبل ومن بعد، وحل أهلي الخليل، وصيفاً.

دفع "المارد الأحمر"، ثمناً باهظاً للتخبط الإداري في مرحلة الذهاب، وعدم ضبط الأمـور الفنية على وجه السرعة، وجرّها إلى مربعٍ لم يعد على الفريق إلا بالضرر، فتعادل خلالها بسبعِ مباريات من أصل 11، أي أنه أهدر 14 نقطة، صحيح بأنه لم يخسر، لكنه لم يحقق الكم المناسب من الانتصارات، مما جعله يقصى في الختام عن اللقب.

تعادل أهلي الخليل في الجولات الثلاث الأولى من مرحلة الذهاب أمام : "جبل المكبر، شباب الظاهرية، ثقافي طولكرم"، بينما حقق الانتصار على الفرق الثلاثة في مرحلة الإياب، وبنفس النتيجة، ثلاثة أهداف دون مقابل لكلِّ مباراة، علماً بأن تشكيلته لم يطرأ عليها تغييرات من ناحية اللاعبين، إلا أن الجهاز الفني لعب دوراً بارزاً في الأرقام برمتها.

في الذهاب، حصد أهلي الخليل 19 نقطة، من سبعة تعادلات، وأربعة انتصارات، وفي الإياب 26 نقطة، أي أن الفارق سبع نقاط بين عدد النقاط في المرحلتين، وهذا الرقم في عالم التنافس بكرة القدم، يعتبر كبيراً، ويمكنه قلب الأمور رأساً على عقب، مع الإشارة إلى أن الكتيبة الحمراء أنهت الدوري ثانياً، برصيد 45 نقطة، وبفارق ثلاث نقاط عن البطل.

طريق الأهلي سيكون معبداً بالأشواك إذا أراد أن تلتئم الجراح، ومن ينظر إلى القمة عليه أن يكون أهلاً لها، وحتى ولو وسقط حيناً، أو لم يصل إليها يوماً ما، الأهم أن يبقى ذلك حلماً لدى مجموعة من الرجال الإداريين الذين يعملون ليل نهار من أجل النادي، يقف في صفهم جهاز فني حكيم، قادر على تسيير التشكيلة، ومجموعة من اللاعبين النخبة، والجماهير الوفية.

تشكيلة أهلي الخليل قوية للغاية، فهي مزيج من المميزين في حراسة المرمى، وخط الوسط، ووسط الميدان، والهجوم، والحفاظ عليها يسهل المهام كثيراً، وعلى كل الأحوال سيكون أقل صعوبة من استبدالهم، وربما أقل تكلفة، مادية، وفنية، بالإضافة إلى بسط الاستقرار الفني بالإبقاء على الجهاز الفني، وتهيأة الطريق أمامه ليكون قادراً على المقارعة فيما هو آت.

العمل يجب ألا يتوقف، كما أن الأحمال الثقيلة يتوجب ألا تبقى على أكتاف أشخاص بعينهم، التوزيع لا بد منه حتى تستمر السفينة، والبحث عن مخارج مالية جديدة، وابتكار طرق غير تقليدية للتمويل، لأنه عصب وأساس الديمومة، موسم 2017-2018م، كان حسرة كبيرة بالنسبة للأهلي الخليلي، فلا كأس ولا دوري، لذلك عشاق الفريق ينتظرون شيئاً مختلفاً الموسم المقبل.