إقالة "سيزار" ... قرار لا بد منه والسؤال المطروح : من يخلفه؟

كتب محمَّد عوض

أعلن رئيس الاتّحاد الفلسطيني لكرة القدم، اللواء جبريل الرجوب، قبل يومين، عن إقالة المدير الفني لمنتخبنا الوطني، البوليفي "خوليو سيزار"، لعدم وجود أيِّ شكلٍ من أشكال الانسجام والتناغم، وغياب روح التعاون المشترك، بالإضافة إلى التكلفة المادية مقارنةً مع الإمكانيات، بالإضافة إلى التكلفة الرياضية المترتبة على بقائه على رأس عمله.

"سيزار"، بدأ مهمته مع المنتخب الوطني قبل أربعة شهور، خلفاً للمدرّب عبد الناصر بركات، وكان تسلم البوليفي المهام، أمراً صادماً للمشجعين الفلسطينيين، خاصةً في ظل ما قدمه المدرّب الوطني، وكان نتاجاً لعملٍ متواصل، وثقة منحه إيهاها اتّحاد كرة القدم المحلي، الذي عقد العزم بأن يعتمد على أبناء الوطن، ويحشد لأجلهم كل الإمكانيات.

الرجوب، كان واضحاً وصريحاً، وأرجع الأسباب وراء التعاقد مع "سيزار"، إلى ترك مهمات أثقل لبركات، بأن يكون مشرفاً على قطاع المنتخبات الوطنية، وبلا أدنى شك، فإن المهمة ثقيلة جداً، وأصعب، لكن رئيس اتحاد اللعبة، ارتأى بأنها الخطوة الإيجابية، التي يمكن من خلالها استثمار بركات، بما يعود بالنفع على كل المنتخبات الوطنية، ويؤدي إلى تطورها.

"خوليو سيزار"، جاء سريعاً، ورحل سريعاً، وهذا ما انتظره المشجع الفلسطيني، وتحقق، لأن هم منظومة كرة القدم بكلِّ أركانها، مصلحة "الفدائي"، حتى ولو اختلفت الآراء، في قرارٍ ما، وهذا صحي تماماً، ففي عهده القصير، تراجع ترتيب منتخبنا، 10 مراكز في التصنيف الدولي، ليتقوقع في الترتيب 83، و11 آسيوياً، بعدما كان في الترتيب القاري السابع.

البوليفي، قاد الوطني في مواجهتين وديتين، وحقق انتصاراً على الأولمبي الجزائري بهدفٍ دون رد، وتعادل سلبياً أمام البحرين، وخسر التجربة الرسمية الأولى، أمام عُمان، بهدف نظيف، في ختام التصفيات المؤهلة لأمم آسيا 2018م، مما أدى إلى فقدان فلسطين صدارة المجموعة، وهو ما ترك أثراً سلبياً في نفوس المشجعين، المنتشين بانتصارات الوطني.

السؤال المطروح الآن : من يتسلم مهام قيادة الجهاز الفني للمنتخب الوطني الأوَّل؟ وسائل إعلام محلية، نشرت قبل أيام، نبأ، تولية الجزائري نور الدين ولد علي، إلا أن الاتّحاد الفلسطيني لكرة القدم، لم يصرِّح بذلك، مما يجعل الخبر غير مؤكد حتى هذه اللحظة، وهو بالأساس مدرب لياقة بدنية، ونجح كثيراً في مهمته بهذا الجانب، لأنه يعد متخصصاً فيه.

الجمهور الفلسطيني، لا يجامل إطلاقاً، ويعرف بأنه انفعالي – إلى حدٍ كبير -، من منطلق الحرص، لذلك طالب سريعاً بإعادة "عبد الناصر بركات"، على اعتباره أنه قدم المطلوب، وساهم في نهضة الفدائي، ويبقى القرار النهائي الحاسم، عند اتّحاد الكرة، الذي نعلم تماماً، بأنه صاحب هم مشترك مع الجماهير، وهما – الاتحاد والجماهير – يرتبطانٍ بمفهومٍ واحد، مصلحة ممثل الوطن.