"الصيداوي" ... انتحارٌ فاشل !
كتب محمَّد عوض
حينما تسلَّم عبد الله الصيداوي، قيادة الجهاز الفني لشباب الخضر، حذرت كثيراً من القبول بهذه المهمة الشاقة، لكنني أشدت في ذات الوقت، به كلاعبٍ سابق، وصاحب شخصية قيادية، وكمدربٍ جديد، استطاع إظهار أبناء القدس بأفضل شكلٍ ممكن، ومن ثم انتقل لقيادة فريق يؤرّقه شبح الهبوط للدرجةِ الأولى.
وصفنا قبول "الصيداوي" بمهمة تدريب شباب الخضر، "بالمهمة الانتحارية"، وكان الأمـر كذلك فعلاً، فعلى أي أساس أقبل تدريب فريق منقوص الإمكانيات على مختلف الأصعدة، ويلعب بعناصر شابة – غالباً -؟ بالإضافة إلى إشكاليات إدارية، وفنية، وجماهيرية، لم تكن المعطيات تشجع على القيادة.
في نهايةِ المطاف، هبط شباب الخضر رسمياً إلى مصاف الدرجة الأولى – الاحتراف الجزئي - بعدما خسر مباراته أمام ثقافي طولكرم بهدفين لهدف، ووضع "العنابي" حداً لمغامرة "الصيداوي"، الذي قد يُعتبر "متهوراً"، وقد يعتبر "جريئاً"، والفارقُ بين المصطلحين يبدو كبيراً، لكنني أضعه وفقاً لرؤى المتابعين.
"الصيداوي"، تمكَّن من وضعِ اسمه على لائحة المدرّبين الفلسطينيين، لكن هذا ليس كافياً، فنحن ننتظر أن يكون مدرّباً مميزاً صاحب إنجازات كبيرة، تماماً كما حقق كلاعب، وهذا لن يكون أمراً سهلاً، وبحاجةٍ إلى صبرٍ، وعطاءٍ، وتفانٍ في العمل، مع تهيئة الظروف المحيطة إدارياً، وجماهيرياً، لتحقيق المطلوب.
مغامرة الصيداوي، وكيفما انتهت، تستحقُ الاحترام، يمكنه منها أخذ العبر، والتطلع إلى الأمام، ودراسة العرض المقدم قبل قبوله أو رفضه، فلا يكفي المدرّب أن يكون جريئاً، هذا إذا اعتبرت قيادة الخضر جرأة أساساً، بل أن يكون حكيماً، مُفكراً، صبوراً، مطلعاً، فاهماً للتفاصيل الدقيقة في التجربة، وأعتقد بأن الصيداوي يفهم ذلك.