مسارات ينهي عامًا حافلًا بالإنجازات ويواصل العمل ضمن خطته الإستراتيجية الخمسية

بعد سبع سنوات على تأسيس المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية (مسارات)، يواصل المركز تنفيذ فعالياته ونشاطاته ضمن برامجه المختلفة، بما يعزز دوره كمركز متخصص في إنتاج الأبحاث واقتراح السياسات والبدائل، والتأثير على عملية صناعة القرار. وهو حاليًا يحضر لعقد المؤتمر السنوي السابع يومي 11و12 أيار القام بعنوان "نحو خطة نهوض وطني لمواجهة المخاطر المحدقة بالقضية الوطنية".

نظّم المركز بعد سبع سنوات على تأسيسه 14 مؤتمرًا  و260 ندوة وورشة عمل، فضلًا عن مشاركة موظفيه كمتحدثين في 57 ندوة ومؤتمرًا. وأنتج 345 ورقة ما بين تقدير موقف وتحليل سياسات ودراسات وورقة مؤتمر، و39 إصدارًا مطبوعًا.
 
2017 ... عام حافل بالتميّز
كان العام 2017 مميزًا وحافلًا بالإنجازات، إذ نظم فيه المركز 4 مؤتمرات، شارك في مجموعها أكثر من 1500 مشارك، وتحدث فيها أكثر من 70 سياسيًا وأكاديميًا وناشطًا من مختلف تجمعات الشعب الفلسطيني.
وعقد 25 ندوة وورشة عمل، فضلًا عن مشاركة موظفي المركز كمتحدثين في 22 ندوة ولقاء ومؤتمر داخل الوطن وخارجه، وكان معدل ندوات المركز من 30-100 مشارك من السياسيين والأكاديميين والشباب من مختلف الأطياف والتوجهات، وعقد أغلب اللقاءات عبر الفيديو كونفرنس ما بين الضفة والقطاع. كما عقد المدير العام وموظفو المركز عشرات اللقاءات مع ممثلين لمؤسسات المجتمع المدني ولمؤسسات فلسطينية وعربية وأجنبية، إضافة إلى لقاءات مع سياسيين فلسطينيين وديبلوماسيين عرب وأجانب.
وأنتج المركز خلال العام  62 ورقة تنوعت ما بين تقدير موقف وتحليل سياسات وورقة مؤتمر، 12 ورقة من إنتاج المشاركين/ات في البرنامج التدريبي الثالث في إعداد السياسات العامة والتفكير الإستراتيجي، و16 ورقة ضمن إنتاج لجنة السياسات في مركز مسارات، و32 ورقة قدمت في مؤتمرات مسارات الأربعة، فضلًا عن عشرات المقالات التي تتناول القضايا السياسية الراهنة وانعكاساتها على القضية الفلسطينية.
كما أصدر المركز 7 إصدارات شملت أبحاثًا في دراسة المشروع الصهيوني، وكلفة الانقسام، وأعمال المؤتمر السادس، وإنتاج المتدربين في برنامج السياسات العامة والتفكير الإستراتيجي، وإسهامات مسارات في دعم الوحدة الوطنية.
وواصل المركز خلال العام 2017 التدريب في مجالات السياسات العامة والتفكير الإستراتيجي، فخرّج 26 باحثًا شابًا في الدفعة الثالثة من البرنامج التدريبي من الضفة والقطاع و48، فضلًا عن تدريب 18 موظفًا من مختلف دوائر منظمة التحرير، و28 شابًا من المناطق المهمشة في محافظة الخليل، إضافة إلى تطوير عشرات الشباب من مختلف التجمعات الفلسطينية لرؤية شبابية للقضايا الوطنية.
 
مسارات ... نشاطات مميزة
أحرز المركز تقدمًا ملحوظًا على مستوى النشاطات والفعاليات التي يقوم بها، وعلى مستوى التأثير والانتشار والتشبيك، سواء مع المؤسسات الأخرى، أو مع الأفراد، مع التركيز على الشباب؛ بدليل توسع دائرة الزوار والحضور في ورشات العمل والندوات والمحاضرات والمؤتمر السنوي، والبرامج واللقاءات الفردية واللقاءات مع شخصيات دولية ومحلية، والدعوات لحضور محاضرات في الخارج والداخل التي لم تنحصر في مقر المركز.
وتميزت المؤتمرات والندوات والورش والأوراق بتناول القضايا المحورية، وعرض أفكار وتوصيات جديدة، وبتنوع الآراء ومشاركة مختلف ألوان الطيف السياسي والاجتماعي من مختلف تجمعات الشعب الفلسطيني.
 
مسارات ... من التأسيس إلى التأثير
حقق المركز خلال العام 2017 إنجازات عديدة، وواجه تحديات كبيرة، ويمكن أن نلخص أهم ما شهده العام بأن المركز بدأ يحصد ثمار زرعه طوال السنوات السابقة، ويعزز انتقاله إلى مرحلة نوعية جديدة، يتجاوز فيها مرحلة التأسيس إلى الدخول في مرحلة التوجيه والتأثير، ويظهر ذلك من خلال تكريس الاعتراف بدور "مسارات" كمركز تفكير إستراتيجي متخصص في إنتاج أبحاث السياسات وأوراق تحليل السياسات والتقدير الإستراتيجي وتقدير الموقف، وتوفير منبر دائم للحوار والنقاش، إضافة إلى دوره الريادي في تعزيز مهارات التفكير الإستراتيجي وإعداد السياسات في أوساط الباحثين الشباب من الجنسين، وتطوير مساهمة الشباب، وإعطائهم دورًا متزايدًا في مجال الدراسات المتعلقة بإسرائيل والمشروع الصهيوني.
وانسجامًا مع الأهداف الإستراتيجية والفرعية والتوجهات الرئيسية التي أكدت عليها الخطة الإستراتيجية الخمسية للمركز (2016-2020)، شهد العام 2017 تركيزا متزايدا في برامج  وأنشطة المركز على الاستثمار في القوى ذات الإرادة والمصلحة في إحداث التغيير، وبخاصة الشباب، لاسيما أنها تعتبر القوى التي يتشكل منها التيار الوطني القادر في حالة تبلوره على أساس رؤية وطنية ديمقراطية تقدمية على شق مسار التغيير في إطار الصراع التحرري والعملية الديمقراطية الداخلية، دون تجاهل أهمية مواصلة العمل مع، والتأثير في، الأطراف المعنية بعملية صنع القرار في مستوياته المختلفة.
 
مؤتمرات مسارات في العام 2017
عقد المركز مؤتمره السنوي السادس بعنوان "فلسطين.. رؤى إستراتيجية وسياساتية" بحضور نحو 500 شخصية من السياسيين والأكاديميين والنشطاء والشباب والمجتمع المدني، إضافة إلى عدد من الوزراء السابقين، وأعضاء اللجنة التنفيذية والمجلسين الوطني والتشريعي، ومسؤولين في القوى والفصائل الفلسطينية.
وبحث المؤتمر  - الذي عقد في صورة جديدة جمعت ما بين مساهمة متحدثين رئيسيين وعقد طاولات مستديرة تضمنت مداخلات مركز ومختصرة من عدد من المشاركين - مستقبل القضية الفلسطينية في ظل تطورات وتحديات الصراع وواقع التجزئة، والخيارات الإستراتيجية وسياسات العمل الوطني، وعلى رأسها خيارات ومتطلبات إعادة بناء الوحدة على أسس وطنية وديمقراطية توافقية ومشاركة سياسية حقيقية، خصوًصا بعد التطورات الأخيرة على هذا الملف، إضافة إلى مستقبل السلطة في ضوء ما يطرح من سيناريوهات تتراوح ما بين الانهيار، والحل، والإبقاء على الوضع القائم، وإعادة النظر في شكلها ودورها ووظائفها.
وعقد المركز مؤتمر "كلفة الانقسام وأثره على الفلسطينيين" بعد عشر سنوات على وقوعه، لمناقشة البحث الذي شارك في إعداه 20 باحثًا ومساعدي بحث، والذي شمل كلفة الانقسام وأثره في المجال السياسي، وفي المجال الاجتماعي الثقافي، وأثر الانقسام على الاقتصاد الفلسطيني، وعلى  النظام الدستوري الفلسطيني وحالة حقوق الإنسان، إضافة إلى أثر الانقسام على فلسطينيي 48 وفلسطينيي الشتات.
كما عقد المركز لقاء وطنيًا حواريًا بعنوان "متطلبات دعم وإنجاح مسار المصالحة الوطنية"، في مدينتي رام الله وغزة، بحضور أكثر من 600 شخصية من السياسيين والأكاديميين وممثلين عن المجتمع المدني والمرأة والشباب. وهدف اللقاء، الذي عقد في زمن قياسي عشية اجتماع الفصائل والشخصيات الوطنية في القاهرة، إلى تقديم تصورات حول متطلبات التقدم في مسار المصالحة من خلال تطوير وتنفيذ الاتفاقات والتفاهمات التي جرى التوافق عليها، وإزالة العراقيل التي تعترض تنفيذها، واقتراح أفكار واقعية وآليات عملية لمعالجة مختلف ملفات المصالحة، وبخاصة القضايا العالقة.
وأخيرًا، نظم المركز مائدة السلام النسوية للعام الثالث على التوالي، بالتعاون مع منظمة "نساء من أجل السلام عبر العالم" PWAG))، وبالتزامن مع تنظيم العشرات من موائد السلام النسوية في مختلف بلدان العالم.
ونظمت المائدة بمشاركة عشرات الناشطات النسويات والسياسيات والأكاديميات من الضفة الغربية وقطاع غزة وأراضي 48، إلى جانب عدد كبير من السياسيين والأكاديميين والنشطاء الشباب من الجنسين. وكرست لعرض ومناقشة حصيلة أربع ورشات حوارية نُظّمت بين نساء من اتجاهات فكرية متعددة من الضفة والقطاع وأراضي 48 ولبنان، حيث نظمت ثلاث منها في الضفة والقطاع، بمشاركة ناشطات من أراضي 48، بتاريخ 9، 14، 22 تشرين الأول، وورشة في بيروت يوم 17 تشرين الأول بمشاركة ناشطات فلسطينيات في لبنان.
 
 مسارات والتدريب في مجال السياسات العامة والتفكير الإستراتيجي
قام المركز بتخريج 26 شابًا وشابة في الدفعة الثالثة من البرنامج التدريبي "إعداد السياسات العامة والتفكير الإستراتيجي" الذي يكرس نفسه باعتباره برنامجًا مميزًا باعتراف متزايد من مختلف الأوساط المعنية الفلسطينية. وأنتج المتدربون/ات في هذا البرنامج 8 أوراق تقدير موقف و4 أوراق تحليل سياسات طبعت في كتاب.
ونظم المركز بالتعاون مع مؤسسة "أكشن آيد" برنامجًا تدريبيًا في إعداد السياسات العامة لثمانية وعشرين شابًا وشابة من المناطق المهمشة في محافظة الخليل: كرمة، سكة، الكوم، عبده وأمريش، السموع، البلدة القديمة بالخليل، واشتمل البرنامج على 13 لقاء.
كما نظم برنامجًا تدريبيًا آخر بعنوان مدخل إلى التفكير الإستراتيجي وإعداد السياسات العامة لثمانية عشر موظفًا من مختلف دوائر منظمة التحرير الفلسطينية، من خلال التعاون مع دائرة الثقافة والإعلام. واشتمل هذا البرنامج على عشرة لقاءات.
وبدأ المركز بتنفيذ برنامج "الشباب الفلسطيني يريد" بين مجموعة من الشباب الفلسطيني على اختلاف مناطق تواجده (الضفة الغربية، قطاع غزة، أراضي 1948، الشتات)، بهدف إطلاق حوار شبابي يسعى لتطوير رؤية شبابية فلسطينية تساهم في الإجابة عن الأسئلة، السياسية والوطنية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية الفلسطينية، ذات الصلة بحياة الفلسطينيين في الحاضر والمستقبل في ظل ما يواجهه المشروع الوطني الفلسطيني من أزمات وتحديات.
وتضم المجموعة الحوارية الشبابية الفلسطينية عددًا محدودًا من المشاركين الذين تم اختيارهم وفقًا لمجموعة من المعايير منها: مشاركة المجموعات الشبابية الناشطة في التجمعات المختلفة، التنوع الفكري والاتجاهات، الدافعية العالية لمعالجة مثل هذه القضايا.
 
مسارات والحراك الوطني
قدم المركز الرعاية للمبادرة التي طرحتها لجنة "متابعة دعم الوحدة الوطنية" في إصدار 3 بيانات وعرائض وقعت من أكثر من 5 آلاف ما بين شخصية ومؤسسة وأفراد، فقد صدر بيان داعم للأسرى وللوحدة وللحقوق الوطنية، وآخر للإنقاذ الوطني وإنهاء الانقسام، وثالث حول ما العمل ما بعد اجتماع القاهرة.
كما زار وفد برئاسة المدير العام مكتب غرة خلال آذار وحزيران وتشرين الأول وكانون الأول، وعقد سلسلة لقاءات واجتماعات وندوات، شارك فيها مختلف القوى والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني والنشطاء. وعُقد خلال الزيارة لقاءات عدة مع قيادة الفصائل الوطنية والإسلامية وممثليها، ومع أعضاء المجلس التشريعي في غزة، ومؤسسات المجتمع المدني.
 
مسارات في عيون الإعلام
غطّى العديد من وسائل الإعلام والفضائيات أخبار نشاطات المركز ، وحظيت بعض النشاطات باهتمام كبير في وسائل الإعلام ووكالات الأنباء والصحف المحلية والعربية.
وبُثّ العديد من نشاطات المركز خلال تقارير لقنوات فضائية محلية وعربية، لا سيما المؤتمر السنوي السادس، واللقاء الحوار الوطني حول متطلبات دعم وإنجاح مسار المصالحة الوطنية. كما غطت بعض وسائل الإعلام نتاج المركز من أوراق تقدير موقف ودراسات، وخاصة جريدة القدس، وعلى صفحتها الأولى أكثر من مرة.
 
تحديات
يطرح توسع المركز في برامج عمله، والاعتراف الواسع بدوره وتأثيره، تحديات لا بد من توفير مقومات التغلب عليها، خصوصا في ضوء ارتفاع سقف التوقعات لدى فئات من الجمهور المستهدف إزاء الدور المطلوب من المركز، دون الانجرار إلى أداء دور سياسي يتجاوز نطاق هويته ودوره كمركز تفكير إستراتيجي.