الحقيقة السوداء حول الشوكولاتة
لقد سمعت الكثير من الادعاءات حول الشوكولاتة؛ فهي تخفض ضغط الدم، وتحمي من السكتة الدماغية، ومفيدة لمرضى الربو، وتعمل منشطا جنسيا، ولكن هل هذا الكلام حقيقي؟
الحقيقة بكل أسف لا، وهناك مبالغة كبيرة في الدور الإيجابي للشوكولاتة على الصحة، وهذه هي الحقيقة المظلمة خلف ترويج الشوكولاتة.
ويمكن النظر إلى القصة من عدة محاور؛ فهناك أولا دور لشركات الشوكولاتة التي تُتهم بأنها تمول أبحاثا ودراسات تصل إلى نتائج محببة لها وفي صالحها، أي أنها تقول إن الشوكولاتة صحية.
ووفقا لأبحاث فإنه عندما تدفع شركات الأغذية لتمويل دراسة معينة فمن الأرجح أن تحصل على نتائج في صالحها، فمثلا راجع باحثون أميركيون 206 دراسات حول المشروبات الغازية والعصائر والحليب، ووجدوا أن الذين تلقوا أموالا من الصناعات الغذائية كانوا أكثر عرضة بنسبة ست مرات للحصول على نتائج إيجابية أو محايدة من أولئك الذين لم يتلقوا تمويلا.
الأمر الثاني أن ظروف الدراسات التي يتم الاتكال عليها في إطلاق أحكام عامة قد تكون غير قابلة للتطبيق بشكل حقيقي، فمثلا في دراسة ربطت الشوكولاتة (التي تعزى فوائدها إلى احتوائها على مادة الفلافانول المضادة للأكسدة) بخفض ضغط الدم، تم إعطاء المشاركين في المتوسط 670 ميللغراما من الفلافانول.
وعلى أرض الواقع سوف يحتاج الشخص إلى تناول نحو 12 لوحا من الشوكولاتة الداكنة يوميا، ووزن كل لوح مئة غرام (أي أن الشخص يجب أن يأكل 1.2 كيلوغرام شوكولاتة يوميا) أو شرب نحو خمسين عبوة من شوكولاتة الحليب.
الأمر الثالث هو أن تجارب الشوكولاتة لا تتضمن إعطاء مجموعة محايدة دواء وهميا، فجميع المشاركين يأكلون الشوكولاتة وهم يعرفون أنهم يشاركون في الدراسة لفحص فوائدها، لذلك قد يكون مرجحا أنهم سوف يبلغون عن نتائج إيجابية.
ما الحقيقة إذن؟ الشوكولاتة ليست صحية على الأرجح، إلا أنها ليست ضارة أيضا عندما يتم استهلاكها بكميات قليلة ومعقولة.