"بيت أمَّـر" ... لماذا تكرّرت مأساة الهبوط إلى الدرجة الثانية؟
كتب محمَّـد عوض
بعد الهزيمة الأخيرة أمام إسلامي قلقيلية، بهدفٍ دون مقابل، بإمضاء المهاجم صهيب سُركجي، ضمن منافسات الأسبوع 18 من دوري الدرجة الأولى – الاحتراف الجزئي -، أُعلنَ رسمياً هبوط شباب بيت أمَّـر، إلى الدرجة الثانية، قبل انتهاء البطولة بأربعِ جولات، باحتلاله المركز الأخير على سلم الترتيب العام، برصيد سبع نقاط، من انتصارين، وتعادل، و15 خسارة.
منذ بداية الدوري، بدأت الإشارات، إلى أن شباب بيت أمـر، لن يكون منافساً في المراكز المتقدمة، بل عليه السعي للهروب من شبح الهبوط، فبدت حراسة مرماه ضعيفة، وظهرت دفاعاته هشّة، ولم يستطع فرض نفسه في صراعات خط الوسط، مع أفضلية نسبية للهجوم على بقية الخطوط، رغم إهدار العديد من الفرص في مبارياتٍ كانت نوعاً ما في المتناول.
تجمعت الأسباب حول هبوط "أسود الريف"، فاعتقلت قوات الاحتلال الحارس عيسى علي، ومؤيد طومار، وحرما من المشاركة هذا الموسم، وهما من أهم عناصر التركيبة، يضاف إلى ذلك الاعتماد على لاعبين كبار في السن، أو غير جاهزين بدنياً، ولا فنياً، وفي مراكز حساسة، تحديداً خط الدفاع، وزاد "الطين بلة" التعويل على حارس متواضع الإمكانيات.
في الإطار العام، المشكلات كانت في الخطوط الأربعة للتشكيلة، وتفاقمت مع عدم وجود جهازٍ فني متكامل، صاحب خبرة كافية، بمقدوره الإمساك بزمام الأمـور لفريقٍ في الدرجة الأولى، معقدة المعالم، دقيقة التفاصيل، وغياب مجلس الإدارة صاحب الأدوار المتكاملة، القادر على إيجاد المنافذ، وفتح الطرق أمام العقبات الكبيرة في وجه "أسود الريف".
وكما جرت العادة، على مدارِ مواسمٍ مضت، غاب الدعم المادي، وابتعدت مؤسسات البلدة، ورجال أعمالها، وهذا ما يجعلني أقول، بأن كل المقومات، والظروف المحيطة، قبل انطلاق الدوري أساساً، لفتت الانتباه إلى فريقٍ سيعاني كثيراً، وسيُرشح للهبوط، حتى أنّه لم ينافس حتى الرمق الأخير، بل حمل أحزمته، وغادر، قبل النهاية بأربعةِ أسابيع كاملة.