كيف يسمم الأهل حياة أولادهم؟
نشر موقع "آف.بي.ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن بعض مناهج التنشئة التي يتبعها الأولياء في تعليم أطفالهم، والتي من شأنها أن تؤثر سلبا على حياتهم.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن التواصل بين الآباء والأطفال أمر صعب للغاية، لاسيما عند دخول الطفل مرحلة البلوغ والبدء في التعبير عن آرائه الخاصة. وفي هذا الإطار، يوصي علماء النفس بضرورة تنظيم عملية التواصل مع الأطفال.
وذكر الموقع أن الآباء ذوي الشخصية السامة غالبا ما يميلون إلى تجاهل آراء أطفالهم، ويفضلون رؤية مختلف الأمور من وجهة نظرهم فقط، إلا أن ذلك قد يؤثر سلبا على نفسية أطفالهم. في المقابل، يجب على الوالدين بذل المزيد من الجهد للاستماع إلى أطفالهم بدل المبالغة في تفسير وجهة نظرهم، والسماح للطفل بالتعبير عن رأيه والتصرف بشكل طبيعي.
وأضاف الموقع أن الآباء ذوي الشخصية السامة عادة ما يميلون إلى التعمق في أفكارهم الخاصة ذات الطابع السلبي، ما يسبب بدوره ردود فعل سلبية لدى الطفل. وفي الحقيقة، إن سلوك الطفل يعكس طريقة تفكير الوالدين، لذلك إذا لاحظت أنك سلبي نوعا ما في التعامل مع الحياة ومع الطفل، فحاول تغيير نهجك في الحياة واستعض بالأفكار الإيجابية بدل السلبية.
وبين الموقع أن الآباء قد يواجهون العديد من المشاكل خلال مرحلة تنشئة الطفل، لذلك ينبغي لهم التحلي بمزاج جيد يسمح لهم بالتغلب على المشاكل، ما سيجعل الحياة في نظرهم سلسة نوعا ما. وعموما، يعتقد العلماء أن استسلام الآباء لبعض المشاكل وشعورهم المستمر بالإحباط يؤثر سلبا على سلوك الطفل. لذلك، يوصى بعدم تحميل الطفل مسؤولية أخطاء الوالدين، فضلا عن تنظيم الجدول الزمني، والتخلص من التفكير السلبي.
وذكر الموقع أن بعض الآباء لا يفضلون دعوة أصدقاء أطفالهم إلى المنزل، ما يدفعهم إلى توجيه انتقادات إلى هؤلاء الضيوف غير المرغوب فيهم. لكن هذا التصرف من شأنه وضع الطفل في موقف محرج والتأثير سلبا على نفسيته وعلاقاته. وعلى النقيض، ينبغي للآباء النظر في علاقات أطفالهم وكيفية تطور الصداقة، ومدى أهميتها بالنسبة لنفسية الطفل.
ونوه الموقع بأن عدم تمييز الآباء بين السلوك الخاطئ والشخصية غير السوية، يعد من بين الأخطاء التي يقع فيها معظم الآباء، الذين قد يعمدون بمقتضاها إلى اتهام الطفل بأنه شخص سيئ. وتجنبا لمثل هذا النوع من المشاكل، يجب تفادي إطلاق بعض التسميات المسيئة عند توبيخ الطفل على غرار، أنت شخص كسول، أو أناني.
وتجدر الإشارة إلى أن نعت الطفل ببعض الصفات المسيئة قد يثير لديه مشاعر الغضب خاصة إذا كانت تلك العبارات جارحة. لكن على عكس ما يظنه الأولياء، لن يحثه الذم على السعي نحو التغيير الإيجابي. من هذا المنطلق، ينبغي التركيز على سلوك الطفل، والتفكير في تصحيح أوجه القصور دون جرح مشاعره.
وأفاد الموقع بأن ميل الآباء إلى مقارنة الطفل بأصدقائه، أو أقاربه من أجل دفعه إلى القيام ببعض الأمور، يندرج ضمن الأخطاء التي يقع فيها الآباء، والتي من شأنها تسميم حياة الأطفال. لذلك، يجب على الآباء تجنب الوقوع في المقارنة، لأن ذلك من شأنه التقليل من احترام الطفل لذاته، وزعزعة ثقته بنفسه. إلى جانب ذلك، يعد استخدام بعض العبارات القطعية عائقا أمام تغير سلوك الطفل نحو الأفضل، وبالتالي ينبغي استخدام عبارات مدروسة تساعد الطفل على تحليل سلوكه، وحسن التعامل مع بعض المشاكل.
وأورد الموقع أن الآباء ذوي الشخصيات السامة، غالبا ما ينتقدون أنفسهم بسبب وزنهم أو مظهرهم الخارجي، ما يؤثر سلبا على نفسية الطفل الذي يرى في والديه النموذج المثالي الذي يحتذى به في جميع الأمور، بما في ذلك تقييمه لذاته. ويعد التقييم السلبي للنفس أمام الطفل من الأخطاء الفادحة التي تؤثر سلبا على تقييم الطفل لنفسه.
ونقل الموقع أنه ينبغي للآباء أخذ بعض المسائل بعين الاعتبار خلال تنشئة الطفل وتربيته، مثل عدم إطلاعه على بعض الأمور التي لا تتناسب مع سنه، وعدم مشاركة بعض المعلومات الشخصية معه، فضلا عن الحفاظ على التوازن بين دور الآباء والأطفال داخل الأسرة.
وفي الختام، نوه الموقع بأن عدم قدرة الآباء على التعامل مع عواطفهم، ومحاولتهم منع النمو الطبيعي للطفل يعتبر من السلوكيات التي تسمم حياة الطفل. في المقابل، يجب على الوالدين منح الطفل قدرا من المسؤولية عند التعامل مع بعض الأمور.