"البراءة" ... أجملُ ما على مدرجات كرة القدم
كتب محمَّـد عوض
لم تكن ليومٍ من الأيام، مسألة الحضور الجماهيري، لأيِّ رياضةٍ على وجهِ كرةِ الأرض، ثانوية، بل تعتبر المتابعة، بمثابةِ المرآة التي تعكس مدى حب اللعبة، ولهذا فإننا نستطيع القول، بلا أدنى تردد، بأن كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى، فلا تقتصر على نوعٍ أو لونٍ أو جنس، وتطال فئات المجتمع كلُّها، وهذا ما جعل اللعبة، خاطفةً للقلوبِ والعقول.
وتشهد كرة القدم الفلسطينية، متابعة جيدة من قبل أطياف الشعب الفلسطيني، وإن تراجع الحضور الجماهيري لبعض الفرق المرموقة لأسبابٍ عديدة، وما يجعل المدرّجات أكثر جمالاً، رؤية براءة الأطفال، يشجعون، ويهتفون، ويرفعون الأعلام، ويضحكون لانتصاراتِ فريقهم، وكما يكون مشهداً عاطفياً، رؤيتهم يبكون وقت الخسارة، ويذرفون دمعاً لؤلؤياً لا يقدر بثمن.
التقط المصور، محمد الكيلاني، بضع صورٍ لعددٍ من الأطفال، يشاهدون باستمتاع مباراة شباب طوباس الأخيرة أمام شباب يطا، على ملعبِ الجامعة العربية الأمريكية، في جنين، وهذا يوضح حالة الاستقرار، واستتباب الأمن في المدرجات، وبالتالي ثقة الأهالي في إحضار أو إرسال صغارهم بلا خوف من الظواهر السلبية التي لا تخلو منها الساحرة المستديرة.
المتابعون لكرةِ القدم المحلية، يتطلعون إلى زيادة الحضور الجماهيري في المدرّجات، وأن يطال فئات أخرى غير الشباب أيضاً، ونبذ الجماعات التي حوَّلت الانتماء إلى تطرّفٍ بحق الآخـر، ونقلوا صوراً لا حضارية، ولا أخلاقية، وكانوا واحداً من الأسباب الرئيسة، لعزوف جماعات أخرى عن المدرّجات، والذين لم يرق لهم إطلاقاً رؤية ما يعكر الصفو.
"البراءة" ... أجملُ ما على مقاعد جماهير كرة القدم، هم وحدهم من يعطوننا أملاً وثقةً وارتياحاً، هم من يجعلونك مهتماً، ومسانداً، وحاضراً، وهم أصدق شعوراً من بين الجميع، وهم أرق تصرفاً، وعلى الكبار أن يرسموا لهم طريقاً قويماً، لكي يظلوا مشجعين حقيقين، يتمتعون بأعلى درجات الأخلاق، واحترام أنفسهم، لاحترام المنافسين مهما كانوا.