"ملعب أريحا" ... هل يصلح حقاً لكرة القدم؟
كتب محمَّـد عوض
لم تكن الشكاوى بأرضية إستاد أريحا الدولي جديدة على الإطلاق، فمنذ مواسم، شكَّل هذا الملعب، معضلة كبيرة، في وجه الأندية الفلسطينية التي تخوض المباريات عليه، فالأرضية شبه تالفة، أو حتى فإنها تالفة، ولا تصلح حقاً لممارسة كرة القدم، وتحول دون تقديم أي لاعبٍ مهما كانت إمكانياته، المستوى المطلوب، لعدم خلق التوازن المطلوب في الميدان.
قبل يومين، شاهدنا مباراة مركز الأمعري وهلال أريحا، ضمن منافسات الجولة 16 من دوري الدرجة الأولى – الاحتراف الجزئي -، والتي انتهت بفوز "المارد الأخضر" بهدفٍ نظيف، إلا أن أكثر ما لفت انتباهي، كمتابعٍ بسيط، الأرضية السيئة، وكيف أنها أثرت بشكلٍ لا محدود على المستوى العام للمباراة، وجعلتها في معظم أوقاتها، شاحبة، أو باهتة.
اللاعبون، أقصد في مباراة الأمعري والهلال الأخيرة، كانوا يسقطون أرضاً بدون كرة، لأن الأرضية لا تسعفهم على الوقوف جيداً في الميدان، وكانوا يفقدون الكرة بسهولة تامة، ويعيق كل منهما الآخـر بدون قصد، فقط لأن الأرضية المهترئة، لم تسعفهم على قطع الكرة كما يجب، لذلك لم يكن هناك حلاً أفضل من الكرات العرضية، أو الطويلة، وهكذا جاء هدف الفوز.
السؤال البسيط حقاً : هل يصلح ملعب أريحا لممارسةِ كرة القدم؟ على الصعيد الشخصي، أقول : "لا"، ولا أعرف كم من شخصٍ سيجيب نفس إجابتي، وليس إساءة للقائمين عليه، أو انتقاصاً من جهودهم، وفقاً للإمكانيات المتاحة، إلا أن الأرضية تحديداً، بحاجةٍ إلى الكثير من العمل، ليكون هذا الصرح الكبير، قادراً على استضافة المباريات.
من حق هلال أريحا، كفريقٍ عريق، نحبه، ونتمنى له التقدم، أن يمتلك ملعباً بيتياً، لكن حينما يكون الملعب سيئاً، فيجب إصلاحه، لأن ذلك يؤثر على الفرق الأخرى الزائرة، كما أنه يؤدي إلى وقوع إصابات في صفوف اللاعبين، ولو اعتاد أبناء الأغوار عليه، فهذا يعني بأنهم يتأقلمون من أوضاع الملعب الصعبة، والمسألة برمتها، ليست صحية، عليهم، وعلى ضيوفهم.