"فلسطين الرياضية" ... جهودٌ كبرى رغم الحداثة وقلة الإمكانيات
كتب محمَّـد عوض
أكثر ما أعتقد بأنه قد يكون مؤسفاً، ومأساوياً، العمل على تقديمِ شيءٍ، مهما كانت الإمكانيات، ومن ثم لا تجد قبولاً، ولا احتراماً كافياً، ليس من الجميع، لكن من قبل مجموعاتٍ من المشجعين، مع إيماني التام بالحق في التعبير عن الرأي، والنقد، والبوح بما في الصدور، إلا أن ذلك، وعلى الصعيد الفردي، والجماعي، يجب أن يكون مشروطاً بعدم التجريح أو التجريم في المُنتقدين.
النهضة الفرياضية الفلسطينية من تحت ركام المخيمات، والقرى، والبلدات، والمدن، رفعت رأسها الذي غُمر لسنواتٍ طويلة بحطامِ الطائرات والدبابات الإسرائيلية، ومن بين مجموعة كبيرة من الخطوات التي اتّخذها اللواء جبريل الرجوب، كان قرار إنشاء فضائية رياضية، تتابع – قدر الإمكان ووفقاً للإمكانيات – الأحداث الرياضية المتتابعة، لتُثري المتابع بكلِّ ما يمكن.
قناةُ "فلسطين الرياضية"، ورغم الجلدِ من قبلِ الكثير من المتابعين، إلا أنها، وبطاقمٍ يعمل ليلَ نهار، على تغطيةِ المنافسات الرياضية والشبابية في كل بقاع الوطن، وخارجه، وهذا ما يجعلها، لا تستحقُ إطلاقاً، إلا الدعم، والتشجيع، والتحفيز، وحبذا قبل أن ينعتك أحدهم بالفاشل، أن يعلم مدى العقباتِ، والصعوبات، التي تقف في وجهكِ، ويتعرّف إلى الجهد الذي تبذله.
قبل أيامٍ قليلة، خرجَ طاقمٌ من "فلسطين الرياضية"، لتغطيةِ حدثٍ رياضي خارج رام الله، فاعترضه الحاجز، وعاد مُجبراً دون إنجاز المهمة، الأمـر يشبه أن تكون مواطناً عاملاً نشطاً، تخرجُ إلى دوامك الساعة السابعة، وأنت بحاجةٍ إلى ربع ساعة للوصول، علماً بأن موعد الدوام الثامنة، أي أنك ستصل قبل الموعد المحدد بكثير، فتحتجز لساعتين، فتصل متأخراً، أتستحق وصفاً أو شتماً أو إهانة؟
لم يَسقط طاقم فضائية فلسطين الرياضية على العمل "بالبراشوت"، بل تضم القناة طاقماً إعلامياً رياضياً مُحترفاً، عرفنا أفراده كمتابعينَ قبل القناة بسنوات، في وسائلِ إعلام أخرى، كالفضائيات، والإذاعات، والصحف، وعلى رأسهم مدير عام القناة، وائل رمانة، الذي يعمل بتواضعٍ منقطع النظير، برفقة من يعتبرهم زملاء، لا يقل واحد منهم عنه رتبتةً أو عملاً أو اسماً.
لا يحق لأحدٍ كائن من كان، أن يمنع النقد، أو يضع له ماهيات على ذوقه، ووفقاً لفكره، إلا أن الحق يقال، بضرورة منح الفرص الكاملة للآخرين دون جلدٍ عنيف، أو توجيه السب والشتائم واللعن، فرغم أنف الصعوبات، فإن القناة تبث المباريات في دوري المحترفين والدرجة الأولى، أسبوعياً، بشكل مباشر، إضافة إلى تسجيل مباريات أخرى وعرضها لاحقاً.
ولا تتوقف التغطية لهذه القناة، على كرة القدم فقط، بل تطال كل النشاطات الرياضية والشبابية الأخرى، وكما يقف المشجع مثلاً في البرد القارس أحياناً، فإن العامل فيها، كمصورٍ أو مخرج أو ...إلخ، يذوق الطعم نفسه، وهذا يجعل من "فلسطين الرياضية"، نموذجاً خلاقاً يجب الاهتمام فيه، وتطويره، ودعمه معنوياً بدلاً من كيل الشتائم.