"العميد والغزلان" ... هل فقدَ "ديربي الغضب" هيبته؟
كتب محمَّـد عوض
يُعتبر ديربي محافظة خليل الرحمن، والذي يجمع شباب الظاهرية بشقيقه شباب الخليل، واحداً من أهم الديربيات على مستوى الوطن، بل الأبرز على الإطلاق خلال السنوات الماضية، وكان يلقى حضوراً جماهيرياً هائلاً، يتخطى عشاق الفريقين، ويصل إلى الرياضيين من كل محافظات الوطن، والذين يحبون متابعة المباريات الصاخبة، حتى لو لم تكن كذلك في الميدان.
أخذ جمهور شباب الظاهرية يتراجع عن الحضور، ويتقلص شيئاً فشيئاً من موسم إلى آخـر، وهذا نتاج عدم الرضا عن النتائج المُحققة، إلى جانب غياب الدور المؤسساتي الحقيقي في التعبئة والتنظيم، والحشد في الجانبين المادي والمعنوي، وانحسار دور رجال الأعمال في تقديم الدعم "للغزلان"، للحفاظ على البريق الدائم على مستوى البطولات المحلية.
وعلى النقيض تماماً، ظل جمهور شباب الخليل حاضراً، لامعاً، أخاذاً، جذاباً، ممتعاً، وحافظ على النكهة المميزة بتواجده الدائم، وتقديم شتى أنواع الدعم، بل ضاعف مشجعو "العميد" حضورهم على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ولم تعد المدرّجات المكان الوحيد لهم، ورغم أنف المسيئين لهذا الاسم بالتعليقات الهابطة، إلا أنهم انتماءً بلا حدود.
أصبح لدينا، وفقاً لما سردت أعلاه، فريقاً يتراجع حضوره الجماهيري، مقابل منافسٍ حافظ على نسقٍ معين من المتابعة، وهذا ما جعلني أتساءل حقاً : هل فقد "ديربي الغضب" هيبته؟ على الصعيد الشخصي، أقول "نعم"، فقد جزءاً كبيراً، يرى البعض بأن موعد المباراة المقبلة بين الفريقين ليس مناسباً، لكن في حقيقة الأمـر أنا لا أتحدث عن هذه الموقعة وحدها.
يوم الأربعاء، على ملعب الحسين بن علي، يلتقيان، والعيون ترقب النقاط الثلاث، والتعادل في حقيقية الأمـر، لا يصب إطلاقاً في مصلحة الفريقين، "فالغزلان" يهدفون إلى الهروب من منطقة الخطر الداهم، والتوغل وسط اللائحة، أما منافسهم فطموحه أعلى وأعلى، إنه اللقب الأغلى محلياً، والقتال على كل الجبهات للحفاظ على حلمٍ يُدافِع عنه بكلِّ ما يملك.
"العميد"، مالت الكفة لصالحه في مباراة الذهاب، على صعيد الأداء، والنتيجة، وألحق بالظاهرية هزيمة، بثلاثةِ أهداف مقابل هدف، ويعني هذا اللقاء كثيراً لجماهير الفريقين، لذلك فإن الحسم سيُكسب الفائز منهما كثيراً من الإيجابيات، على سلم الترتيب، ونفسياً، ومعنوياً، وربما يرسم طريقاً مختلفاً للفائز والخاسر في الجولات القادمة من دوري الوطنية موبايل للمحترفين.