"رائد عسّاف" ... ابقَ قويّاً
كتب محمَّـد عوض
ضربتان متتاليتان تؤلمان حقاً، والأولى كانت مفاجئة أكثر من الثانية، أسقطَ حسام زيادة شباب الخليل في الجولة 14 من دوري الوطنية موبايل للمحترفين، بتسجيل هدف المباراة الوحيد لصالح مؤسسة البيرة، وأخرج فريقه بغنيمة كبرى، وتكرر السيناريو، وبتوقيت قاتل جداً، أمام جبل المكبر، في الأسبوع المنصرم.
"رائد عسّاف"، المدير الفني لشباب الخليل، ومهما بلغ حجم التحديات، والمشكلات، والخلافات، إلا أنه وجد نفسه يقود فريقاً شرساً، منافساً على لقب دوري المحترفين بنسخته الحالية، وهي في الواقع، المهمة الأكثر صعوبة وتعقيداً محلياً في وجهِ أيِّ مدربٍ، كائن من كان، فكيف يكون منافساً في ظروفٍ صعبة؟
ربما لو كان مدرباً غير "رائد عسّاف"، لرفض إكمال المسير، التطلع إلى اللقب مسألة كبرى، وبحاجة إلى إمكانيات عالية جداً، والتفاف الجميع منذ البداية حتى النهاية، والتعاقد مع لاعبين على درجةٍ عالية من التميز، ويلعبون بانتماء كبير، وبعطاءٍ لا ينضب، هذه الأمور لم تتوفر كلّها عند "العميد"، لكنه ظل منافساً.
"عسّاف"، لم يعد أمامه، وأمام فريقه، بمختلف أضلعه، سوى خيارين، لا ثالث لهما: إما الاستمرار كمنافس قوي، يريد طي الصفحات الماضية، والمنافسة بشراسة على حصد اللقب، أو الانهيار والاستسلام، وتقديم خدمات مجانية، ما كان يَحْلُمُ بها لا أقرب ولا أبعد المنافسين، ولا المتفائلين ولا حتى المتشائمين.
المطلوب من جمهور شباب الخليل، تقديم لفتات مميزة جديدة، تُسهم في رفعِ معنويات اللاعبين إلى أعلى حدٍ ممكن، إلى جانب تحفيز المدرِّب على وجه الخصوص، فلا يمكن إطلاقاً إهدار جهود الجولات الماضية، لا زال هناك متسعٌ من الوقت للعودة إلى أعالي سلم الترتيب، لكن المهم إظهار درجة تكاتف استثنائية.