مدير الرقابة المصرفية في سلطة النقد للحرية: البنوك مطالبة بقبول الإيداعات النقدية بأي عملة والمواطن ليس مذنبًا الاحتلال يعتقل 40 مواطنا من الضّفة رام الله: الاحتلال يشرع بتجريف أراضٍ في سنجل تمهيدا لإقامة جدار شائك شهيد وإصابات في قصف الاحتلال بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة "هيئة الأسرى": إدارة سجون الاحتلال تتعمد تجويع معتقلي "النقب" واهمال علاجهم بابيلي: جنوب إفريقيا تبذل جهودا لمحاسبة الاحتلال على جرائمه إسرائيل تزعم اغتيال مسؤول وحدة الأمن الوقائي في حزب الله محلل سياسي: حزب الله لن يضعف ولن يتراجع رغم اغتيال أمينه العام مستعمر ينصب خيمتين فوق أراضٍ في الخضر جنوب بيت لحم ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة الى 41,595 الاحتلال يغلق حاجز الكونتينر العسكري شمال شرق بيت لحم عمال فلسطينيون: نتعرّض للاستغلال من أرباب العمل بسبب حجم البطالة 17 شهيدا من عائلة لبنانية واحدة إثر قصف الاحتلال البقاع الشرقي القوى الوطنية والإسلامية تنعى الشهيد حسن نصر الله إسرائيل تنفذ عملية اغتيال جديدة لقيادي في حزب الله بالضاحية الجنوبية

"مشكلة المهاجم الصريح في الأندية الفلسطينية"

 

فهد العتال : المعضلة في الاعتماد على الخطط الدفاعية وأكاديميات كرة القدم في الوطن تجارية فقط

فارس النجار : المدربون يعمدون لاختيار المهاجم الجاهز رغم ندرته والمشكلة تنعكس على المنتخبات

كتب محمـد عوض

عانت ولا زالت فرق كرة القدم الفلسطينية، وفي مختلف الدرجات، من مشكلة واضحة وصريحة تتعلق بضعف القدرة على حسم الهجمات بالشكل المطلوب، لوجود خلل شبه دائم في خط الهجوم، حتى بات عدد المهاجمين المميزين في الدوريات الفلسطينية على اختلاف الدرجات يحصى على أصابع اليد الواحدة.

مشكلة المهاجم الصريح، كان العديد من المدربين يتحدثون فيها، حتى أنها تعد واحدة من المعضلات التي واجهت المنتخب الوطني في العديد من الأحيان، وشكلت عائقاً أمام تفوقه على أكثر من منتخب، وفعلياً بحثت الأندية عن مهاجمين جدد يمتلكون الجهوزية التامة لشغل هذا المركز، سواء ممن لعبوا لأندية محلية، أو من الداخل المحتل، ودفعوا مبالغاً مالية طائلة تلقاء ذلك.

ألا يوجد عندنا مهاجمين بالفطرة أصحاب إمكانيات مميزة ؟ أم أن العلة في التدريبات التي يتلقاها المهاجم؟ لماذا يظهر المهاجم مميزاً لفترة زمنية معينة ومن ثم ينطفئ نجمه بشكل عجيب ؟ العديد من الأمور التي تستحق أن يتم التساؤل عنها في هذا الجانب، ليس لأن هذا مؤثر على الأندية الفلسطينية فقط، بل لأنه ينعكس على مختلف المنتخبات الوطنية.

معظم المدربين الذين تحدثنا معهم في أوقاتٍ سابقة، أو حتى اللاعبين، كانوا يشيرون دوماً إلى وجود مشكلة في الخط الأمامي لفريقهم، ويعزون ذلك أحياناً لما يسمونه "سوء الطالع" أو "الحظ العاثر" أو "عدم التوفيق"، لكن هل تبدو هذه الأسباب حقيقية إلى الحد الذي يجعلها سبباً دائماً عن كل نتيجة سلبية ؟

ابتكر الأوروبيون مركز "المهاجم الوهمي" والذي يطبق فى طريقة 4-3-3، ويعد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي لاعب برشلونة الإسباني، أبرز من شغل هذا المركز ويسجل منه الأهداف مستغلاً مهاراته المتعددة في التصويب و المراوغة أثناء الركض بالكرة و الانطلاق من جميع أطراف الملعب نحو مرمى المنافس.

المهاجم الوهمي.. مركز تكتيكي في الكرة الحديثة يخدع المدافعين، حيث يظهر نظريًا للجميع أن الفريق الذى يطبق خطة 4-3-3، يلعب بدون رأس حربة، ولكن هناك لاعب يخوض المباراة في مركز المهاجم.

كما لأبد أن تتوافر بعض السمات في اللاعب الذي يشغل مركز "المهاجم الوهمي"، أهمها أن يعرف وظيفة رأس الحربة المتأخر التي يقوم فيها بدور صانع الألعاب أيضًا، وأن يكون قادر على القيام بأي دور في كل مراكز الملعب، حيث دائما ما يعود للخلف لمساندة زملائه في خط الوسط سواء دفاعيًا أو هجوميًا في صنع الهجمات، وأن يمتاز بعناصر اللياقة البدنية مثل السرعة والمرونة و الرشاقة و القوة البدنية، والتحكم العضلي والعصبي لجسمه.

  • فهد العتال شباب الخليل

المهاجم الأسبق للمنتخب الوطني وشباب الخليل حالياً "فهد العتال"، والذي يعد واحداً من المهاجمين النخبة في تاريخ كرة القدم الفلسطينية، فسبق وأن مثل المنتخبات الوطنية، واحترف في الجزيرة والوحدات الأردني، لم يخفِ بأن كرة القدم الفلسطينية تعاني معاناة كبرى من إشكالية بدت واضحة منذ مواسم تتعلق في إيجاد المهاجمين أصحاب القدرات المميزة.

وأرجع العتال معضلة قلة وجود عنصر المهاجم الصريح إلى عدم الاهتمام بالفئات العمرية بشكل شبه مطلق، وبالتالي عدم انتقاء اللاعبين الموهوبين منذ صغرهم، وتنشئتهم تنشئة احترافية مختلفة، كون هؤلاء العناصر يعدون أساس النهضة في الأندية والمنتخبات الوطنية، ويمكن من خلالهم الوصول إلى تحقيق الإنجازات، وصعود منصات التتويج.

وأضاف : "الفرق الفلسطينية غالباً تعتمد على الخطط الدفاعية، ولا تبادر بالهجوم، لذلك لا نشاهد الكثير من الأهداف، وهذا يقتل متعة كرة القدم، التحفظ الدفاعي كان سبباً من أسباب العزوف الجماهيري عن المدرجات، وما تسمى بأكاديميات الموهوبين كروياً هي تجارية بالأساس، وهدفها مادي بحت، وباتت اليوم كثيرة جداً وفائدتها قليلة".

وأوضح المهاجم بأن الأندية الفلسطينية كلّها تلعب بأوراق مكشوفة، وبمهاجم صريح واحد، وبالتالي يصبح من السهل على الجميع كشف طريقة اللعب، ومراقبة هذا المهاجم، مع أن كرة القدم اليوم تطورت لإيجاد أسلوب المهاجم الوهمي أو ما يسمى "مهاجم الظل"، والذي يلعب على الأطراف أيضاً، ويشارك في صناعة اللعب، وتسجيل الأهداف.

وأكد العتال على أن ما يرافق مشكلة المهاجم الصريح في الأندية الفلسطينية، هو وجود مزود بالكرات "صانع ألعاب" يمكنه القيام بالأدوار المختلفة، وتفعيل مفاتيح اللعب، وتنظيم الأطراف الهجومية، لافتاً إلى أن معظم الأندية الفلسطينية اليوم تعاني من الشق الهجومي، معتبراً بأن المهاجمين البارزين اليوم قلة، ومنهم على المستوى المحلي حمادة مراعبة.

  • فارس النجار يطا سابقاً

لاعب شباب يطا، وهداف الفريق الأسبق، وأحد أهم عناصر الفريق منذ سنوات، وسبق وأن مثل أهلي الخليل، وترجي وادي النيص، وغيرهما "فارس النجار"، نوه إلى أن مشكلة ضعف المهاجم الصريح لها انعكاس كبير على كافة المنتخبات الوطنية، وحالت سابقاً دون القدرة على التفوق على منتخبات منافسة أخرى، وقد يكون لها امتداد مستقبلي وفقاً لتعبيره.

وبيَّـن النجار بأن معظم المدربون يعتمدون على المهاجم الصريح الجاهز، حتى ولو دفع تلقاء التعاقد معه مبلغاً مالياً طائلاً، لكن سرعان ما يظهر تواضعه مقارنة مع المتوقع منه، والمرجو تقديمه خاصة في المباريات الكبرى، دون الاعتماد إطلاقاً على اللاعب الموهوب منذ طفولته، وتنمية قدراته، وتدريبه بشكل منفرد وخاص لتأهيله مستقبلاً.

وأضاف : "مع أن الظروف في الماضي، أقصد الفترة التي عايشتها كلاعب شاب، كانت صعبة، والاهتمام  بالفئات العمرية شبه معدوم، ولا يوجد مقومات نهوض، إلا أننا شاهدنا الكثير من المهاجمين المميزين على المستوى المحلي، واحترفوا في الخارج، وقدموا اداءً رائعاً مثل فهد العتال، وفادي لافي، وزياد الكرد، وغيرهم من الذين تركوا بصمة لا تمحى".

وقال النجار بأن مركز المهاجم الصريح حساس جداً، ومحط أنظار، وبالتالي فإنه يعد مسؤولية كبيرة جداً على من يشغله، وهذا ما دفع الكثير من اللاعبين المهاجمين للهروب عن هذا المركز، واللعب في مراكز أخرى مثل الأظهرة أو قلب الدفاع، أو متوسط الميدان، مع أن منهم من لعب مهاجماً صريحاً يوماً ما في أحد المنتخبات الوطنية.

وتابع : "هناك ضعف في جانب التدريب أيضاً، أو خلق البدائل في الميدان، الاعتماد على خطة فيها المهاجم يكون وهمياً رأيتها هنا لكن بشكل غير مقصود، ولا مخطط، وبالتالي لم تثمر، والحلول تكمن في المشكلات، يجب تأسيس المواهب بشكل جيد، واتباع أساليب تدريب مختلفة، كما أن المهاجم الصريح يجب أن يتمتع بصفات جسدية، وقدرة على حجز الكرة، والتمكن من الكرات الهوائية، وامتلاك الحلول الفردية، وهذه الصفات الآن تكاد تنعدم من المهاجمين الفلسطينيين".