شهيد وإصابات في قصف الاحتلال بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة "هيئة الأسرى": إدارة سجون الاحتلال تتعمد تجويع معتقلي "النقب" واهمال علاجهم بابيلي: جنوب إفريقيا تبذل جهودا لمحاسبة الاحتلال على جرائمه إسرائيل تزعم اغتيال مسؤول وحدة الأمن الوقائي في حزب الله محلل سياسي: حزب الله لن يضعف ولن يتراجع رغم اغتيال أمينه العام مستعمر ينصب خيمتين فوق أراضٍ في الخضر جنوب بيت لحم ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة الى 41,595 الاحتلال يغلق حاجز الكونتينر العسكري شمال شرق بيت لحم عمال فلسطينيون: نتعرّض للاستغلال من أرباب العمل بسبب حجم البطالة 17 شهيدا من عائلة لبنانية واحدة إثر قصف الاحتلال البقاع الشرقي القوى الوطنية والإسلامية تنعى الشهيد حسن نصر الله إسرائيل تنفذ عملية اغتيال جديدة لقيادي في حزب الله بالضاحية الجنوبية ميقاتي: الجيش اللبناني حاضر لتنفيذ قرار 1701 الأمم المتحدة تصدر تقريرا عن تأثير حرب غزة على صحة المرأة إسرائيل تعلن تنفيذ غارات على ميناء الحديدة في اليمن

رصد عن قرب ... 535 مدرب كرة قدم مؤهل في فلسطين لـ 250 نادياً

"واقع المدربين في فلسطين"
أحمد الحسن : 535 مدرباً مـؤهـلاً في مختلف أرجـاء الوطن والمطلوب إعـداد أضعافهم المواسم القادمة
جمال جاد الله : الأندية تريد التعاقد مع المدرّب ضعيف الشخصية والإعلام يروج للمدربين الذين يريدهم

كتب محمـد عوض

يعقد الاتّحاد الفلسطيني لكرة القدم، وبالتعاون مع الاتحاد الآسيوي، دورات تأهيل لمدربي كرة القدم بمختلف المستويات المعروفة، ومن فترةٍ زمنية إلى أخرى، ويخوض هذه الدورات الكثير من الرياضين وغير الرياضيين، الشبان وغير الشبان، والذين سبق وأن عملوا في حقل تدريب كرة القدم، أو من قرروا دخول هذا المجال الواسع لأي سبب من الأسباب.

وفقاً لبعض الرياضين فإن عدد من يحصلون على شهادات التدريب كثر مقارنة مع عدد الأندية الفلسطينية، لذلك تجد عدداً كبيراً منهم لا يجد عملاً له في المجال على الإطلاق، فيضطر للابتعاد عن مهنة التدريب لعدم وجود فرصة مناسبة، علماً بأن أطروحات الحل لمعضلة من هذا النوع لا تبدو قد وضعت بشكل رسمي على الطاولة، وهي بحاجة إلى نقاش.

يتساءل أحدهم : دورة المدربين لمستوى معين تتسع مثلاً لـ 20 شخصاً فقط، فيتقدم أحدهم لأخذها والحصول على رخصة التدريب، ومن ثم لا يواصل العمل في الحقل، أو لمجرّد وضعها على الرف، أو تسمية نفسه مدرباً، في حين يضيع الفرصة على غيره بالحصول عليها، وهذه الأنانية الصرفة حالت دون السماح للعديد من المدربين الشباب بالحصول على الدورات التدريبية التأهيلية لمنحهم رخصة التدريب.

ولعب الإعلام الرياضي الفلسطيني دوراً بارزاً في ترويج أسماء مدرّبين على حساب مدرّبين آخـرين، وهذه الهالة الإعلامية التي خُلقت حولهم، أعطتهم الأفضلية عن غيرهم، ولو كانت هذه الأفضلية ما هي إلا حبر على ورق، لكنه – أقصد المدرب – دخل في دائرة الشهرة، وحسابات الأندية، وبالتالي أصبح من الصعب جداً الخروج منها، مع أنه فعلياً ليس أفضل من غيره على الإطلاق، لكن الفارق بأنه حصل على فرصة فيما لم يحصل غيره عليها.

وما يجب الإشارة إليه إلى أن الأندية الفلسطينية لا تثق على الإطلاق بتجريب مدرّب جديد، كما اللاعبين تماماً، لأنها دائماً ما توقع أنفسها تحت ضغط الوقت، وتعتمد على المدرّب الذي سبق وإن خاض تجارباً مع أندية فلسطينية أخرى، حتى ولو كان سجله التاريخي خالياً من الإنجازات التي يمكن ذكرها، وهذا حتماً يحول دون إمكانية إعطاء فرصة لمدربين آخرين.

ولنقاش هذا الموضوع، استضفنا مدير الدائرة الفنية في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم "أحمد الحسن"، وهو الشخص المسؤول عن الموضوع محور الحديث، وكذلك الرياضي المعروف، والمدير الفني الأسبق لعدد من الأندية الفلسطينية، منها مركزي بلاطة وعسكر، والمدير الفني لمنتخب القدامى، والحاصل على رخصة تدريب (A) جمال جاد الله.

 

  • أحمد الحسن

مدير الدائرة الفنية في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، أوضح بأن الاتحاد المحلي بدء تعليم التدريب عام 2010م، فيما كان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد سبق الاتحاد الفلسطيني بـ 14 عاماً، وهذا جعل الاتّحاد المحلي متأخراً للغاية، وبالتالي فإن العمل كان لا بد أن يكون مضغوطاً ومكثفاً لمحاولة اللحاق والقفز المنطقي عن هذه السنوات الطويلة.

وقال الحسن بأنه منذ العام 2010م إلى الآن، تم إعداد 535 مدرباً وطنياً من سائر أرجاء الوطن (الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات)، لهم مهام تدريبية مختلفة : "مدربو لياقة بدنية، فنيون، مدربو حرّاس)، وشرع اتحاد كرة القدم في البدء بدورات تدريبية أخرى على صعيد إعداد مدربي كرة قدم شاطئية وكرة القدم للصالات (الفوتسال).

وأشار مدير الدائرة الفنية في اتحاد كرة القدم إلى أن 250 نادياً تقريباً في فلسطين على النحو التالي : (155 نادياً في الضفة الغربية، 56 نادياً في قطاع غزة، 36 نادياً في الشتات)، وإذا قورن هذا العدد من الأندية – وفقاً لحديثه – بعدد المدربين الذين تم إعدادهم، فإن عدد المدربين سيكون قليلاً جداً، لأن النادي الواحد يكون بحاجة إلى 3 مدربي كرة قدم على أقل تقدير للفريق الأول والفئات العمرية، وقد يزيد العدد ويصل إلى أكثر من ذلك، وبالتالي المطلوب إعداد أضعافهم على مدار السنوات القادمة.

ما أود التعقيب عليه على الفقرة الأخيرة لحديث "الحسن"، بأن عدد كبير من الأندية لا تعتمد على مدرّب مؤهل للفئات العمرية – إن وجدت الفئات العمرية بالأساس – بل تعتمد على لاعبٍ سابق، وهذا يكون أيضاً بشكل موسمي، بمعنى إذا كانت هناك بطولة، بينما الإعداد المستمر للفئات العمرية على اختلافها وعلى مدار الموسم فإنه عند أندية معينة، وهذا بحد ذاته بحاجة إلى تقرير مفصل للحديث عنه.

الحسن يرفض موضوع بأن المدربين الذين تم إعدادهم على مدار السبع سنوات الماضية كثر، وهذا خلق بطالة في صفوفهم، بل يرى بأن هذه الإشكالية يتسبب فيها المدرّب نفسه، لأنه لا يستطيع تسويق نفسه بالشكل المطلوب، ولا ينجح في بناء جسور مهنية مع الأندية، علماً بأن المدربين أجمعين يتعلمون ذلك خلال الدورات التي تُعقد لهم للحصول على الرخصة.

نقطة أخرى كانت محوراً للنقاش مع "الحسن"، ألا وهي بأن الإعلام منح الأفضلية لمدرب على حساب آخـر من خلال خلق هالة إعلامية حوله، وتسليط الضوء دائماً عليه لأسباب قد تكون شخصية، ورد : "ربما كان ذلك صحيحاً في بعض الأحيان، لكن لموسم أو موسمين، وسرعان ما تكشف الأوراق بوضوح، لأن الجماهير تريد تحقيق نتائج إيجابية، وإذا لم تُحقق لن تدوم الهالة الإعلامية".

إلى جانب ذلك، سألت "الحسن" عما إذا كان البعض أخذ موقعاً في دورة تدريبية، وحصل على رخصة تدريب، وركنها على الرف، وهذا حرم شخصاً آخـر في حينه من الحصول عليها، مع أن الأول لا يشأ العمل أما الثاني فيريد بشدة، فأجاب : "أتفق معك تماماً في هذه النقطة، وهي مسألة أخلاقية تماماً، لكن الباب سيبقى مفتوحاً لأي شخص يود دخول حقل التدريب، والحصول على رخصة رسمية، ونحن نقف على مسافةٍ واحدة مع الجميع في هذا الجانب".

 

  • جمال جاد الله

الرياضي المعروف والمدير الفني الحالي للمنتخب الوطني للقدامى "جمال جاد الله"، أشاد في بداية حديثه بالاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، على الدورات التدريبية لمختلف المستويات والمهام، التي يقيمها من فترةٍ إلى أخرى لإعداد مدربين وطنيين لهم القدرة على الإمساك بزمام الأمور الفنية والبدنية وغيرها في الأندية الفلسطينية، معتبراً بأن هذه الدورات هي الرافد المعلوماتي والخبراتي الأساسي للمدرّب.

جاد الله، أشار إلى أن ابتعاده الفترة الأخيرة عن تدريب أي من الأندية الفلسطينية، علماً بأنه درّب أكثر من15 عاماً متتالياً، يعود إلى ظروف شخصية تتعلق بانشغاله الكبير لفترة طويلة بالتحضير لزواج ابنته في الخارج، مما تطلب التفرغ للموضوع أثناء وبعد إتمامه، منوهاً إلى أنه مستعدٌ الآن إلى خوض تجربة جديدة إذا أتيحت فرصة مناسبة.

وبيَّـن المدرّب، بأن المدرّب يجب أن يعرف كيف يسوق نفسه جيداً، مشيراً إلى أن هذا لا يلعب الدور كلّه في حصوله على فرصة مناسبة للتدريب، فأحياناً العلاقة الشخصية بين مدرّبٍ ما وأحد أعضاء مجلس الإدارة تحسم المسألة، بعيداً عن جانب الأفضلية، والأحقية، والقدرات، ويلعب الإعلام دوراً بارزاً في تسويق مدرّب بذات الطريقة على حسابِ مدربٍ آخـر، ويعد نفسه من المدرّبين الذين لم يعطيهم الإعلام الرياضي الفلسطيني حقهم على الإطلاق رغم تعاونه.

وأضاف : "أقولها بصراحة وبعيداً عن التمييز بين مناطق الوطن، هناك تركيز على بعض الأشخاص في تحليل المباريات عبر وسائل الإعلام، وغالباً ما يكونوا من الجنوب الفلسطيني، ولم تتاح الفرصة لغيرهم، مع أن وسيلة الإعلام لم تجرّب أشخاصاً جدد أبداً، وهذا يعطي إشارة كافية إلى ميل وسائل الإعلام إلى مدربين على حساب غيرهم دون مبرّر يذكر".

ولفت جاد الله إلى أن الهيئات الإدارية للكثير من الأندية الفلسطينية لا تريد التعاقد مع المدرّب القائد صاحب الشخصية القوية في الميدان، والذي يقوم بعمله بمهنية صرفة، بل تحبب ضم المدرب ضعيف الشخصية، حتى يكون أداة سهلة بأيديهم، وليكون بإمكانهم التدخل فيه بالطريقة التي تحلو لهم، وهذا أيضاً أحد أسباب غياب الكثير من المدربين أصحاب الخبرات والكفاءات والشهادات التدريبية الكبرى عن الأندية الفلسطينية وفقاً لتعبيره.

وفي ذات السياق أضاف : "واقع المدربين صعب إلى حد كبير، ففي أندية الشمال لا يحصل المدرب على راتب أكثر من 5000 – 6000 شيكل، وفي نهاية المطاف لا يحصل على كافة المستحقات، يبدو الموضوع مشابهاً في أندية الجنوب، لكن رواتب المدربين المحليين تصل إلى 15 و20 ألف شيقل أيضاً، وهذه الفجوة تعود إلى وضع اقتصادي، ولتفهم المدرب هذا الظرف".