تقرير صحفي أمريكي : إيران تريد إعادة حماس إلى حضنها
قال تقرير لوكالة "بلومبيرغ" الأميركية إن إيران تعمل على استعادة حلقة مفقودة في شبكة تحالفاتها في الشرق الأوسط، فهي تحاول ضمَّ حماس مرة أخرى إلى الحلف الذي تقوده، بعد الخصام الذي نشب بين الجماعة الفلسطينية المسلحة ونظام بشار الأسد حليف إيران، بسبب الحرب الأهلية في سوريا.
وتحاول إيران وحليفها اللبناني حزب الله بهدوء، التوسط في المصالحة بين سوريا وحماس، حسب التقرير .
وكانت حماس تتخذ من سوريا مقراً لها منذ زمنٍ طويل، وتلقت دعماً من دمشق ضد إسرائيل.
وظلت القيادة القوية لحماس في المنفى في سوريا، حتى بعد تولِّي الجماعة سلطة قطاع غزة في عام 2007. وتصف إيران وحزب الله الشيعي وحماس أنفسهم بأنَّهم "محور المقاومة" المعارض لإسرائيل، لكن عندما نشبت الحرب الأهلية في سوريا، انفصلت حماس عن الرئيس السوري بشار الأسد، ووقفت بجانب المعارضة التي تقاتل للإطاحة به.
تأتي محاولة المصالحة هذه بعد أن انتخبت حماس قيادةً جديدة، إلى جانب سعي داعميها الرئيسيين، قطر وتركيا، المؤيدين القويين للمعارضة السورية، إلى تحسين العلاقات مع إيران.
لم تقطع حماس وإيران تحالفهما تماماً بعد الخصام مع الأسد، لكن فَتَرَتْ العلاقات بينهما بشدة. واستمر تمويل طهران لحركة حماس، وخاصةً بالنسبة لجناحها المسلح، ولكن على مستوى منخفض أكثر من ذي قبل، في حين تضاءلت الروابط السياسية.
ومنذ تولي يحيى السنوار قيادة حماس في قطاع غزة، في فبراير/شباط 2017، أعادت الجماعة المسلحة بناء تلك العلاقات.
وفي أغسطس/آب 2017 ، زار وفدٌ من حركة حماس طهران، وكان هذا هو الوفد الأرفع منذ سنواتٍ عديدة، وشارك في تنصيب الرئيس حسن روحاني.
وخلال الزيارة، التقى الوفد برئيس البرلمان، وكبار مساعدي المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي. وقال مسؤولٌ فلسطيني في بيروت إنَّ مسؤولين في حماس عقدوا ثلاثة اجتماعات مع زعيم حزب الله الشيخ حسن نصر الله هذا العام 2017، وعادت العلاقات إلى طبيعتها.
وردَّت إيران بزيادة التمويل لحماس. وقال السنوار للصحفيين، الشهر الماضي أغسطس/آب 2017، إنَّ إيران أصبحت "أكبر الداعمين من الناحية المالية والعسكرية" للجناح المسلح لحماس.
وأضاف أنَّه بمساعدة إيران، تقوم حماس "بتجميع" قواتها العسكرية استعداداً لمعركة تهدف إلى "تحرير فلسطين".
وسبق أن قال رئيس النظام في سوريا بشار الأسد، العام الماضي 2016: "أخطأنا منذ البداية، تحت التأثير الإعلامي، حين حصرنا أولوية دعمنا للقضية الفلسطينية بحركة حماس وخالد مشعل. تعلمنا الكثير من هذه التجربة، وأن الشعب الفلسطيني وقضيته لا يختزلان بفصيل واحد.
والآن إيران تريد إنهاء الخلاف بين حلفائها، الأسد وحماس، حسب تقرير بلومبيرغ.
وهذا الشهر سبتمبر/أيلول 2017، قال محمود الزهار، وهو من كبار الشخصيات في حماس في غزة، لتلفزيون "الميادين"، إنَّه يجب إصلاح العلاقات مع سوريا ودولٍ أخرى "معادية لنا دون سبب".
وحين سُئِلَ مراراً عن المصالحة المحتملة مع سوريا، قال إنَّ "هناك خطوات ويجب أن تستمر".