شبكات إلكترونية لتحريض المراهقين على الانتحار!
ألقت شرطة موسكو القبض على "آدمن" أحد مواقع "مجموعات الموت" الناشطة في شبكة الإنترنت، بعد أن هدد يافعة في الـ14 من عمرها منتمية لمجموعته بقتلها إن لم تقدم هي على الانتحار.
وكشفت الشرطة الروسية عن أن التهديد الذي أصدره الـ"آدمن" لليافعة المذكورة وهي من سكان تشيليابينسك جنوب روسيا، خلص إلى نقل المراهقة المذكورة إلى المستشفى إثر حالة تسمم تبين في وقت لاحق أنها ناجمة عن محاولتها الانتحار تحت وطأة التهديد بالقتل، وذلك عملا بـ"تعاليم" شبكة الموت المنتمية إليها هي الأخرى.
وذكرت الشرطة أن المتهم ذا الـ26 عاما، اعترف بأنه "مشرف" على إحدى "مجموعات الموت" على الإنترنت، وأن مجموعته تضم 32 عضوا جميعهم من القاصرين، و"لقن المنتحرة الفاشلة تعليمات واضحة ومتسلسلة ترشدها إلى كيفية الانتحار".
وكشف المتهم حسب الشرطة، عن أنه "شرع في تهديد المراهقة المشار إليها عبر المكاتبات التي دارت بينهما، وأوهمها بأنه سيقتلها إن لم تقدم هي على الانتحار بنفسها عملا بما هو مرعي في شبكته".
كما أشارت الشرطة إلى أنه تم ترحيل المتهم إلى مقاطعة تشيليابينسك ليصار إلى استجوابه ومقاضاته هناك بجرم "التحريض على الانتحار"، وأن التحقيق مستمر للكشف عن الأسباب التي حملت اليافعة المذكورة على التواصل مع شخص لا تعرفه والانتماء إلى ما يسمى بـ"مجموعات الموت" والانتحار.
ويعود ظهور "مجموعات الموت" السرية إلى نوفمبر 2015، حيث شهدت روسيا سلسلة متقطعة من حالات الانتحار ونشر وقائعها على شبكة الانترنت، حتى حملت القضية طابعا جديا وشرعت الأجهزة الأمنية في تتبع مكاتبات المراهقين والصور والمشاهد التي ينشرونها وكشفت عن مجموعات كاملة من القاصرين منتشرة في أنحاء البلاد وتتواصل عبر الإنترنت ضمن أطر "مجموعات الموت".
أولى المنتحرات من "مجموعات الموت"، كانت ريناتا كامبولينا التي اشتهرت على الانترنت باسم "رينا بالينكوفا" المستعار، وسجلت بالفيديو وقائع انتحارها عندما رمت نفسها أمام القطار.
المتصفحون على الإنترنت، شككوا بادئ الأمر في مصداقية انتحار ريناتا، حتى صدرت تقارير رسمية عن الشرطة أثبتت الواقعة.
ويعود رواج ما صار يسمى بـ"مجموعات الموت" بين شرائح معينة من القصّر حسب بعض الخبراء، إلى الصور والمشاهد المتتالية التي نشرت على الإنترنت في فترة لاحقة لانتحار ريناتا، وما أثارته من ضجة في أوساط المجتمع الروسي التي أعربت جميعها عن أسفها لمقتل ريناتا وعجز البالغين عن ردعها، لاسيما وأنها بحكم صغرها لم تقيّم هي الأخرى مآل الخطوة التي أقدمت عليها.