الاحتلال يدمر البنية التحتية خلال اقتحام مدينة طولكرم الاحتلال يعلن البدء بعملية عسكرية برية جنوب لبنان شهداء وجرحى في قصف الاحتلال على دمشق شهداء ومصابون في قصف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين شرق غزة الطقس: انخفاض ملموس على الحرارة وسقوط زخات متفرقة من الأمطار مواجهات واعتقالات بالضفة وإصابة خطيرة باشتباكات في نابلس اتفاق أميركي-إسرائيلي على ضرورة «تفكيك البنى التحتية الهجومية» على الحدود اللبنانية هيئة بحرية بريطانية تتلقى تقريرا عن واقعة شمال غربي الحديدة باليمن مسيرة إسرائيلية تشن غارة على مخيم عين الحلوة جنوبي لبنان وسائل اعلام اسرائيلية: وحدات كوماندوز خاصة من الجيش توغلت في الجانب اللبناني قوات الاحتلال تقتحم بلدة اذنا غرب الخليل وتداهم عددا من المنازل وتعيث فيها خرابا الاحتلال يعتقل 11 مواطنا من رام الله ويجدد إغلاق مقر اتحاد لجان المرأة إضراب عام داخل أراضي الـ48 في الذكرى الـ24 لهبة القدس والأقصى الاحتلال يغتال قيادي بـ"شهداء الأقصى" في لبنان نابلس : قوة خاصة تقتحم مخيم بلاطة واندلاع اشتباكات مسلحة

أسود الريف ... العودة مجدداً إلى مصاف الدرجة الأولى والجماهير قالت كلمتها بالحضور الصاخب

محمد مصلح : اللاعبون مثّلوا بيت أمـر أفضل تمثيل وشكراً لمن ناصر الفريق ولو بكلمة

مـؤيد الطيط : بأبناء النادي استطعنا إثبات بأن كـرة القدم تتطلب اللعب بانتماء لا بالمال

زيـن الصليبي : مـررنا بالكثير من العقبات وتجاوزنا كل شيء لاستعادة المكانة المرموقة

كتب محمد عوض :

تحقق الهدف رغم تعاظم الصعوبات، وكثرة العقبات، فريق شباب بيت أمـر، عاد مجدداً، ورغم أنف الاحتلال الإسرائيلي إلى مصاف دوري الدرجة الأولى – الاحتراف الجزئي – وهو المكان الذي هبط منه قبل عامين بفعل اعتقال تسعة من لاعبيه في التشكيلة الأساسية، وحرمان التركيبة من خدماتهم لفترات طويلة .

لم تكن الطريق مفروشة بالورود، فهذا الدوري كان صاخباً للغاية على صعيد المنافسة، فخمسة فرق دخلت المواجهات بقوة كبيرة، وقاتلت بأعلى درجات الروح الرياضية على المقعد الوحيد المؤهل إلى الدرجة الأولى، وهي : شباب بيت أمـر، كرمل يطا، جورة الشمعة، دار صلاح، وبيت فجار أيضاً .

حسم بيت أمـر مسألة الصعود في الجولة الأخيرة من عمر الدوري، بتفوقه على شباب بيت فجار بثلاثة أهداف نظيفة حملت إمضاء : محمود مصلح من علامة الجزاء، ومصلح محمد، وشيد علي، ليرفع بذلك رصيده إلى 31 نقطة، بينما حصد كرمل يطا، الفريق الذي يخلفه على لائحة الترتيب 29 نقطة، أي بفارق نقطتين .

  • الأسباب وراء الصعود

أولاً - تكاتف اللاعبين : اللعب بأعلى درجات الروح القتالية والانتماء، على الرغم من عدم الحصول على رواتب مثل بقية الأندية، والاعتماد فقط على أبناء النادي، ولا يلعب بالفريق أي لاعبٍ من خارج البلدة، فهي تشكيلة مكونة من لاعبين قدموا الكثير على مدار السنوات الماضية، مع بعض الوجوه الشابة الجديدة .

إن الانتماء الكبير، دفع لاعبين مثل : مؤيد طومار، وعيسى علي، إلى التضحية برواتب جيدة جداً في الأندية الفلسطينية، للعودة من جديد إلى الفريق، فهم قبل تسجيلهم مجدداً مع "أسود الريف" بيوم واحد، كانوا قد توصلوا لاتفاق مع أحد الأندية المحترفة، للعب في صفوفه مرحلة الإياب، وحصول كل واحدٍ منهما على راتب شهري 5000 شيقل .

ثانياً – المدرّب محمد مصلح : والأب الروحي للفريق، وعلى الرغم من اختلافي كاختلاف الكثير من المشجعين معه على بعض اللمسات في التشكيلة، أو حتّى الكثير منها، إلا أن الرجل كان مقداماً على الدوام، ومشجّعاً قبل أن يكون مدرّباً، وصديقاً للاعبين، ويضعهم تحت أعلى درجات المسؤولية، ويضغط على عاطفة محبتهم لبلدتهم، بلدة الشهداء.

محمد مصلح، خاض موسماً مع الفريق بأصعب الظروف، وهو إنسان ميداني اعتاد ذلك، وتحمّل الكثير من الصعوبات، وتجاوز عن مئات الإساءات، لكن يجب أن الاعتراف، بأنه استطاع هذا الموسم تحقيق إنجاز كبير، لتصحيح انتكاسة تسبب فيها الاحتلال، ومن لم يستطع إدارة شؤون النادي في ذلك الموسم .

ثالثاً – الدعم الجماهيري : فلم يكن بيت أمـر قد حسم مسألة الصعود إلا في الجولة الأخيرة، وكان قبل الوصول إلى المباراة النهائية الفاصلة أمام بيت فجار، مطالبٌ بكسب لقاء جورة الشمعة، ووجه النادي نداءً للجماهير بضرورة الزحف إلى ملعب الخضر والتشجيع، وفعلاً تم ذلك، ورأينا مشهد الجماهير الذي غاب عنا لسنوات .

مباراة بيت فجار، كان المطلوب الحسم، والكسب، لضمان التأهل، وفعلاً، كرّر الجمهور الحضور، لكن بشكلٍ مضاعف، من تابع بيت أمـر يتذكر الاحتفالات التي كانت تقام في وسط البلدة بعد كل انتصار، سيناريو تكرّر، وفرح الصغير والكبير، وجاء إلى ملعب الحسين من طلَّق الكرة المحلية منذ سنوات، خاصة أولئك الذين كانوا من عشّاق الفريق، وعزف الكثير منهم عن المتابعة لعدم الرضا عن النتائج أو المستوى العام .

رابعاً – بلدية بيت أمّـر : كنت على الدوام أكثر من انتقد رؤوس الأموال في البلدة، والبلدية، في تقارير صحفية سابقة، ولست أرى فيما كتبته إلا قمة الصواب، كنت ولا زلت، وسأبقى على ذلك، ما دمت ألتمس التقصير، لكن وجبت الإشارة هذه المرّة، إلى أن بلدية بيت أمـر، كانت الداعم الأبرز للفريق هذا الموسم، وتبنت كافة احتياجاته .

البلدية، قامت هذا الموسم بواجبها على أكمل وجه، فدعمت الفريق مادياً، مهما كان هذا الدعم، ووفقاً لقدرتها، ووفرت له الكثير من السبل، لتحقيق حالة الاستقرار في النادي، وحضرت إلى الملعب لمشاهدة المباريات، ورفع معنويات اللاعبين، وإن أي حالة التفاف حول الفريق، تلقي بظلالٍ حسنة على النتائج، فلا يمكن اليوم العمل بدون حشد الدعم على مختلف أشكاله، ومستوياته، وكلما كان هناك تقدم، كلما كانت الاحتياجات أكبر .

  • تمثيل مشرّف لاسم البلدة

من جانبه، عبَّر الأب الروحي لنادي شباب بيت أمـر، محمد مصلح، عن فخره واعتزازه العظيمين، بما قدمته التشكيلة في المباراة الأخيرة من دوري الدرجة الثانية، على الرغم من عدم القدرة على التسجيل في الشوط الأول، وتكرار سيناريو المباراة التي سبقتها، بعدم القدرة على استغلال الفرص بالشكل المثالي .

وفي ذات السياق قال : "علينا الإشادة بالاتّحاد الفلسطيني لكرة القدم، برئاسة اللواء جبريل الرجوب، الذي أعاد الرياضة الفلسطينية إلى واجهة العالم، وباتّحاد الجنوب على جهوده المتواصلة، وبكافة طواقم الحكام في مختلف البطولات، وبالأمن الذي بوجوده تصل المباريات إلى برّ الأمان، وبإدارة ملعبي الحسين بن علي في الخليل، والخضر في بيت لحم، ومدير عام الحكم المحلي في الخليل رشيد عوض، أشكرهم جميعاً باسم نادينا وبلدتنا" .

وأوضح محمد مصلح، بأن جميع اللاعبين، ومنذ بداية الدوري، حملوا على عاتقهم إعادة الفريق إلى مصاف الدرجة الأولى – الاحتراف الجزئي – رغم معرفتهم المسبقة بالأوضاع المالية الصعبة التي يعيشها النادي على الدوام، وشح الموارد على اختلافها، إلى جانب قوة المنافسة في مجموعة الجنوب في الدرجة الثانية .

وأضاف : "نحن عانينا كثيراً من استهداف الاحتلال للبلدة عامةً، والنادي على وجه الخصوص، ولو توقفنا عن العمل لحقق الاحتلال ما يصبوا إليه دائماً، بألا نفرح، لكننا لا نخضع لسياسته، ونمتلك الشجاعة على مجابهته، ورسم الفرحة على شفاه الكبار والصغار رغم أنفه، وها نحن عدنا إلى المكان الذي عمل على إقصائنا منه" .

وقدم الأب الروحي، شكره الجزيل لكل جماهير بيت أمـر الذين وقفوا على قلبِ رجلٍ واحد، سواء المقيمين في البلدة، أو خارجها، وآزروا الفريق، خاصةً في آخر جولتين أمام جورة الشمعة، وبيت فجار، مما ساهم في الحسم، بعد رفع المعنويات عالياً، إلى جانب بلدية بيت أمـر برئاسة محمد أبو عياش، التي قدمت كل ما يمكن تقديمه مادياً ومعنوياً، وسارت جنباً إلى جنب مع الفريق، ولرجل الأعمال محمد حامد على تبرعه الدائم لصالح خزينة النادي.

  • الانتصار بأبناء النادي

وفي ذات السياق، أشاد لاعب شباب بيت أمـر، مؤيد الطيط، بالانتماء الكبير الذي لعب به الفريق منذ بداية الدوري، متجاوزاً بذلك الكثير من العقبات التي كانت تقف في طريق التشكيلة، لاسيما تعرض بعض اللاعبين المهمين للإصابة، والابتعاد لفترات طويلة عن الملاعب، مما كان يتسبب في إرباك ببعض الخطوط .

وأشار الطيط، إلى أن نادي بيت أمـر، يعد واحداً من أفقر الأندية المعروفة على الساحة الفلسطينية، إن لم يكن الأفقر بالفعل، وهو يعتمد بالشكل الكامل على أبناء البلدة، الذين لا يتقاضون عادةً أي مخصصات مالية ثابتة، في الوقت الذي لعب فيه أمام بعض الأندية التي تتعاقد مع لاعبين مقابل رواتب شهرية، مما يعني بأن الانتماء يمكن أن يتغلب على المال وفق تعبيره.

وتابع : "منظر الجمهور في المدرجات، أعادنا سنوات إلى الوراء، والتشجيع رفع المعنويات كثيراً، فكيف نعيد هذه الوجوه إلى بيوتها حزينة ؟ توجّب على الجميع اللعب بأعلى درجات الروح القتالية لضمان كسب نقاط المواجهة، وتحقق ذلك أمام جورة الشمعة وبيت فجار في الشوط الثاني، وبنتائج مقنعة، مع إهدار الكثير من الفرص" .

 

  • ضرورة استعادة المكانة

"الكثير من الصعوبات مررنا بها، لأننا بالأساس نفتقد للكثير من المقومات مقارنة مع الأندية الأخرى، لكننا نمتلك الانتماء الكبير، وهذا جعلنا نصعد، أو بالأحرى نعود إلى المكان الذي هبطنا منه في وقت سابق، الجميع قدم ما عليه، وحاولت على الدوام المساعدة بأفضل مستوى ممكن على الرغم من عدم انتظامي في التدريبات بسبب العمل"، هذا ما قاله مدافع الفريق زين الصليبي.

وأردف : "أردنا استعادة المكانة المرموقة لنادي شباب بيت أمـر، وفعلنا ذلك رغم كل الصعوبات، نحن لم نكن أقل من غيرنا الذين تواجدوا في المحترفين، فنحن كنا في هذه الدرجة قبل أن يصعد الكثير من الأندية المنافسة إلى الدرجة الأولى حتى، لكن المال بات مؤثراً جداً في معادلة كرة القدم الفلسطينية" .

وأكمل : "فرحنا فرحة غامرة بعد حسم بطاقة التأهل، وأجمل ما في الموضوع تواجد هذه الجماهير الغفيرة، المنتمية جداً، نشكرهم من أعماقنا على كل شيء، لو كان زحفهم من البداية هكذا ما تعادلا، ولا خسرنا، لكننا نقدر عدم رضاهم عن النتائج السابقة، لأنهم اعتادوا على رؤية ممثلهم في المقدمة" .

  • موقف عاطفي مؤثر للغاية

في مباراة شباب بيت أمر مع جورة الشمعة على ملعب الخضر، انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي، وكانت الأعصاب مشدودة، فنزل إلى أرضية الملعب الحاج عيسى زعاقيق، جد الاستشهادي عمر زعاقيق، وتحدّث مع اللاعبين، وأبكاهم، عندما قال بأنهم يمثلون بلدة شهداء، وعليهم الفوز لأجل الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن .

اللاعبون بكوا، لأنهم يدركون بأن تمثيل بلدتهم بحاجة إلى انتماء عظيم، وما يقدمونه يكون الشيء القليل مقارنة مع ما قدمه الشهداء في بيت أمـر، الكلمات كانت عظيمة، ومؤثرة جداً على الجميع، إلى الحد الذي سالت الدموع، وشهد الشوط الثاني انتفاضة، كان حصادها تسجيل هدفي الفوز، ووضع قدم في الدرجة الأولى .