الحقيقة الغائبة في قصة توثيق قصة أستشهاد الشريف
بقلم الكاتب : بديع الدويك
تناولت وسائل الاعلام حول العالم قضية اغتيال الشريف الذي تم اطلاق النار على رأسه بدم بارد في تاريخ 24/3/2016 في حي تل الرميدة حيث يوجد مستوطنة هناك حيث ان مدينة الخليل وهي اكبر مدن الضفة الغربية التي ينتشر فيها الاستيطان في قلب المدينة وفي محيطها وتنشتر الحواجز العسكرية التي تمنع الفلسطنين من التواصل فيما بينهم وقسمت المدينة الى اجزاء منعزلة وتحولت الى متحف للابرتهايد ومدينة اشباح بسبب اجراءات الاحتلال وجرائمه في ترهيب السكان.
لقد انتشر هذا الفيديو بشكل واسع وكان ذلك شيء ايجابي ومهم لاظهار جرائم الاحتلال وهو هدف اساسي للتجمع عند تأسيسه ,ولكن هناك حقيقة لم يتكلم عنها احد في الاعلام الاسرائيلي اولاً والدولي ثانياً الذي يعتمد في بعض مصادره على الاعلام الاسرائيلي في بعض معلوماته.الحقيقة الغائبه هنا أن الكاميرا التي وثق بها الناشط عماد ابو شمسية الناشط في تجمع المدافعين عن حقوق الانسان هي احدى الكاميرات الاربع التي تم التبرع بها من نشطاء امريكان في شمال كاليفورنيا بعدما اقتحم جيش الاحتلال بيت الناشط بديع الدويك قبل عام تقريباً,وقاموا بتخريب محتويات منزله بسبب قيامه بتوثيق اقتحام الجيش الاسرائيلي للحي الذي يعيش فيه وتفتيش المنازل دون سبب معروف .بديع الدويك استمر في توثيق اقتحام المنزل من قبل جيش الاحتلال لبيته وقام بنشر الفيلم وبعد ذلك تبرع النشطاء بالكاميرات ثم تم توزيعها على بعض العائلات التي لديها مضايقات كثيره من قبل الاحتلال ومنهم الناشط عماد ابو شمسية ,وبعد ذلك تم تأسيس مشروع اطلقوا عليه اسم "أسر الاحتلال بالكاميرا "تابع لتجمع المدافعين.
تجمع المدافعين عن حقوق الانسان
عماد ابو شمسية وبديع الدويك قد أسسا اصلا تجمع فلسطيني عام 2014 بغرض توثيق جرائم وانتهاكات الاحتلال أسموه" تجمع المدافعين عن حقوق الانسان" وكان احد الاهداف الرئيسية لهذا التجمع هو العمل على بناء جسم فلسطيني يقوم بتوثيق جرائم الاحتلال الاسرائيلي ويدعم المقاومة السلمية بجميع اشكالها باعتبار التوثيق هو اسلوب مقاومة مهم يجب استعماله في فضح جرائم الاحتلال الاسرائيلي وفضحها بالاعلام حتى يراها العالم ,واستعمالها لمعاقبتها على جرائمها مثل محكمة الجنايات الدولية.
مسرحية اعلامية لتضليل الحقيقة
ما حدث في المحكمة العسكرية يوم الابعاء الماضي كان بمثابة مسرحية اعلامية هدفها عمل اخراج مننهج بطريقة ما لصورة اسرائيل امام العالم بعدما شاهد العالم الجندي الاسرائيلي وهو في كامل وعيه وعن سبق اصرار وترصد يطلق النار على رأس الفتى عبد الفتاح الشريف في الخليل حيث كان الفتى ملقى على الارض ولم يكن الجندي او غيره مهدداً بحياته .وقوة الفيديو الذي وثقه عماد انه اظهر جميع هذه التفاصيل التي بالنهاية قرر القضاء في اسرائيل عدم رؤيتها حيث ادين بالقتل غير العمد وهذا مخالف لجميع الحقائق التي شاهدها العالم ,ولقد سقطت اسرائيل مرة اخرى في امتحان النزاهة والعدالة التي تتدعيها كدولة ديمقراطية ,وكانت المحكمة عبارة عن مسرحية اعلامية هدفها اظهار اسرائيل بمظهر الدولة الديمقراطية والعادلة ولتحقيق هدفا اخر مهم جدا هو قطع الطريق على ان يصل ملف اغتيال الشريف الى محكمة الجنايات الدولية.
هذه الحقيقة التي اردت توضيحها كمؤسس لهذا المشروع والتجمع مع رفيقي عماد وحتى لا تسرق الحقيقة وتغيب لان حق الشعب الفلسطيني ومن حق العالم علينا ومن حق كل من يدعمون العدالة والحق الفلسطيني ,ومن حق كل من تبرع لهذا التجمع ان يعلم بكل فخر ان تجمع المدافعين عن حقوق الانسان هو من وثق جريمة اغتيال الشهيد عبد الفتاح الشريف وغيرها من القصص.