المخاطر الأمنية والاجتماعية لشبكات التواصل على الشباب

وكالة الحرية الاخبارية -  أظهرت دراسة أكاديمية حديثة حول المخاطر الأمنية والاجتماعية لشبكات التَّواصل الاجتماعي على الشَّباب الأردني من وجهة نظر طلبة الجامعات الأردنية للباحث الدكتور خالد الجبول أن نسبة كبيرة من الطلبة يؤيدون أن لشبكات التَّواصل الاجتماعي تأثيرات سلبية على الجوانب الثقافية والفكرية والاجتماعية والدينية والاقتصادية للطلبة، و أن مما يزيد من حدة تأثير شبكات التَّواصل الاجتماعي على الطلبة أن معظمهم لديهم حرية مطلقة لاستخدام شبكات التَّواصل الاجتماعي .

وأشارت الدراسة إلى أن نسبة كبيرة من الطلبة يستخدمون شبكات مواقع التَّواصل الاجتماعي بشكل دائم ومستمر ونسبة قليلة يستخدمونها لفترات بسيطة، أما الذين لا يستخدمونها أبداً فشكلوا نسبة لا تتجاوز (9.93 %).

وأظهرت الدراسة أن من أكثر المواضيع المفضلة والأكثر تداولاً لدى الطلبة على شبكات التَّواصل الاجتماعي تتمثل أولاً بالمواضيع الرياضية والجنسية والألعاب، أما المواضيع الأقل فتمثلت في الاجتماعية ،الثقافية والصحية، وأن الطلبة يقضون ما يزيد عن 3 ساعات يومياً على الشبكات حيث بلغت نسبتهم( 52.9%) .

وأظهرت الدراسة أنَّ معظم الطلبة يستخدمون الهواتف الذكية للوصول إلى شبكات التَّواصل الاجتماعي، ونسبة قليلة يستخدمون أجهزة الحاسوب المكتبية والمحمولة في عملية التَّواصل، يعود ذلك إلى عدة أسباب من أهمها: سهولة استخدام الأجهزة الخلوية الذكية في العملية الاتصالية، وسهولة حملها وتنقلها مع الطلبة، بالإضافة إلى انخفاض أثمانها التي أصبحت تقريبا في متناول معظم الطلبة في الجامعات، وكذلك توفر خدمة البث المجاني اللاسلكي للإنترنت داخل الحرم الجامعي، و خلال قراءة متأنية لهذه النتائج وما يلمس حاليا على أرض الواقع نجد أن أجهزة الاتصال الذكية أصبحت تشغل جزءا كبيرا جداً من وقت وحياة الطلبة سواء للاتصال أو للتواصل الاجتماعي الأمر الذي ينعكس سلبا على التحصيل الدراسي وكذلك على علاقاتهم الاجتماعية والأسرية للطلبة .

وذكرت الدراسة أنَّ نسبة كبيرة من طلبة الجامعات يعتقدون أن هناك مخاطر أخلاقية للإنترنت ولشبكات التَّواصل الاجتماعي، وان استخدام الشَّباب لهذه التقنية سلبي إلى حد كبير، ويؤدي إلى انتشار الإباحية والانضمام لجماعات متطرفة.

وأظهرت النتائج المتعلقة بالكشف عن المخاطر الأمنية لاستخدام شبكات التَّواصل الاجتماعي على الشَّباب الأردني أنَّ المستوى العام لإجابات طلبة الجامعات جاءت بدرجة مرتفعة وتعكس هذه النتيجة مستوى مرتفعا للمخاطر الأمنية لاستخدام شبكات التَّواصل الاجتماعي على الشَّباب الأردني، حيث تبيَّن من نتائج الدراسة أنها أثرت بدرجات مرتفعة على ارتكاب الشَّباب للانحرافات السلوكية، وأن لها دوراً في تحويل الأفراد إلى جماعات ضاغطة، وتعمل على فقدان الخصوصية للشباب، وأن هناك خطورة في استخدامها تتمثل في سهولة تبادل الملفات الضارة، وفي سهولة تعرف الشَّباب على المخدرات والمسكرات وتعاطيها وترويجها، وأنها تسهم في التطرف الفكري للشباب، وتعمل أيضاً على نشر الإشاعات والأفكار الخاطئة التي تضر بالفرد والمجتمع، كما وتعمل على التشكيك في مصداقية ما تبثُّه وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية.

وان المخاطر الأمنية لاستخدام شبكات التَّواصل الاجتماعي على الشَّباب بحسب الدراسة تمثلت في زيادة جرائم وانحراف الأحداث ، وترويج أفكار الجماعات المتطرفة، والتحريض والاعتصام والإضراب، وتضخيم الصُّورة الحقيقية للأحداث، وكذلك في دفع الشَّباب نحو المشاركة ببعض الفعاليات الممنوعة رسميا، وأخيراً في نشر الإشاعات المغرضة من خلال نشر الأخبار والأحداث عبر الشَّبكات للأعضاء دون التأكد من صحة مصدرها.

وفيما يتعلق بالكشف عن المخاطر الاجتماعية لاستخدام شبكات التَّواصل الاجتماعي على الشَّباب الأردني أظهرت نتائج الدراسة أن الاتجاه العام كان بدرجة مرتفعة وتعكس هذه النتيجة مستوى مرتفعا للمخاطر الاجتماعية لاستخدام شبكات التَّواصل الاجتماعي على الشَّباب الأردني من وجهة نظر أفراد عينة الدِّراسة، حيث اتضح من النتائج أنها أثرت بدرجات مرتفعة على الاختلاط والتَّفاعل السلبي بين الثقافات والحضارات، وفي تبادل الصُّور والروابط غير الأخلاقية بين الأفراد في المجتمع، وفي الترويج للثقافة الغربية في البلاد العربية والإسلامية، وأدت إلى انعزال الشَّباب عن المحيط الاجتماعي، والتقليل من التَّفاعل الأسري، والتشجيع على إقامة العلاقات المرفوضة دينيا واجتماعيا بين الجنسين، وفي رغبة الشَّباب في الهجرة إلى الدول الأجنبية، وكما أسهمت أيضاً في ضعف الوازع الديني لدى الشَّباب، ووفرت المعطيات المتعلقة بالإباحة بصورة سهلة وميسرة، وفي الإساءة والتشهير بجهات وأشخاص دون وجه حق.

وبحسب الدراسة فان المخاطر الاجتماعية لاستخدام شبكات التَّواصل الاجتماعي على الشَّباب الأردني تمثلت أولاً في سهولة تبادل الشَّباب الحديث في الموضوعات الجنسية أو استعراضها ومشاهدتها وبالتشهير بالآخرين واغتيال شخصياتهم بالكلمة والصُّورة وأفلام الفيديو، كم أسهمت في التَّواصل الاجتماعي مع أشخاص غرباء دون التأكد عن هويتهم، وفي صعوبة موازنة الشَّباب بين قضاء الوقت على شبكات التَّواصل الاجتماعي وبين قضاء أوقاتهم مع أفراد المجتمع خارج شبكات التَّواصل الاجتماعي.

وفي قراءة متعمقة لنتائج الدراسة يتضح ضرورة اتخاذ الإجراءات الفاعلة للتقليل ما أمكن من الانعكاسات السلبية لاستخدام شبكات التَّواصل الاجتماعي على الطلبة في الجامعات والوقاية والحد من وتيرة الانحراف والجنوح وقالت الدراسة أن دخول وتغلغل شبكات التَّواصل الاجتماعي بشكل سريع بين الطلبة في الجامعات الأردنية في الوقت الذي لم يصاحبها مقدمات تهيء لمثل هذا النوع من التَّواصل الذي أصبحت فيه الصُّورة والكلمة المسموعة جزءا رئيسا من المادة التَّواصلية، فالتطور في وسائل الاتصال لم يصاحبه تطور اجتماعي يتناسب مع المادة التَّواصلية والتي عادة تتضمن قدرا كبيرا من التحرُّر من القيم والعادات المتبعة في أصول التَّواصل والتعارف، وهو بحسب الدراسة ماانعكس على سلوك الأفراد بشكل عام وعلى فئة الشَّباب بشكل خاص , فالتحديات كما ترى الدراسة ناتجة عن انتشار شبكات التَّواصل الاجتماعي وسوء استخدامها قد أثَّرت بشكل كبير على المنظومة الأمنية والاجتماعية في الأردن، وما ينتج عن ذلك من زيادة في الجرائم بمختلف أشكالها وخصوصاً الجرائم الأخلاقية والجنسية .

وقد أوصت الدراسة بوضع خطة إستراتيجية منهجية تهدف إلى إبراز القضايا المجتمعية التي تعزز مشاركة الشَّباب الإيجابية عبر شبكات التَّواصل الاجتماعي، وكيفية إيجاد الحلول لها من خلال الإرشاد والتوجيه والى حظر المواقع المسيئة من قبل الدولة ومتابعة المواقع بشكل دوري من قبل أصحاب الاختصاص , ودعت إلى التوظيف الأمثل لاستخدام شبكات التَّواصل الاجتماعي في الجامعات الأردنية من خلال زرع القيم والمبادئ السامية, تعزيز الوازع الديني لدى أفراد المجتمع وتعزيز دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في الأردن في مواجهة الجرائم الجنسية على الشَّبكات ونشر ثقافة الرقابة الذاتية من خلال شبكات التَّواصل الاجتماعي .

وحثت الدراسة على أهمية وضع رقابة من قبل الجامعات على شبكات التَّواصل بحيث يتم تجريم ومعاقبة كل من يحاول الإخلال بالأمن في المجتمع، سواء كان في المعتقدات، أم الأخلاق، أم نشر الشائعات التي تهدِّد أمن وسلامة الدولة كما شددت الدراسة على إبراز الدور الإعلامي في توعية فئات المجتمع من مخاطر شبكات التَّواصل الاجتماعي وإنشاء موقع إلكتروني مختص لطلبة الجامعات للتواصل معهم في بثّ رسائل إلكترونية توجيهية في حال التعرض لمضايقة الكترونية من خلال شبكات التَّواصل الاجتماعي ,وطالبت الدارسة بتدريس مساق جامعي إلزامي يبيِّن المخاطر الأمنية والاجتماعية لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي على الشباب، وطرق الاستخدام الآمن لتلك الشبكات.

وكالات